ارشيف من : 2005-2008
امتحان الحوار
شاء الزعماء اللبنانيون أم أبوا، هم الآن يواجهون امتحاناً صعباً أمام شعبهم بالدرجة الأولى وشعوب المنطقة والعالم، حيث تتوجه الأنظار إليهم لمعرفة كيفية الخروج من عنق الزجاجة التي دخلت فيها البلاد والعباد.
الأمل كان كبيراً عند اللبنانيين بعدما قرر زعماؤهم أن يجلسوا الى طاولة الحوار، ويناقشوا خلافاتهم بصراحة وبدون تكليف، ويعبروا عن هواجسهم المتبادلة ورؤاهم وطروحاتهم السياسية لما فيه مصلحة الوطن، وقد حصل ذلك بنسبة كبيرة.
لكن هذا الأمل انحسر مع إعلان التأجيل الملتبس للحوار حتى الاثنين المقبل، وعاد اللبنانيون إلى دوامة الخوف من المستقبل، ومن تضييع مزيد من فرص الإنقاذ مرة أخرى.
من حق المواطن أن يسأل ويتخوف انطلاقا من حرصه على مستقبل بلده ومستقبل أبنائه، وخصوصاً أنه لم يعد قاصراً عن تشخيص الأخطار والتهديدات المحدقة.
من حقه أن يسأل بعد تأجيل الحوار لعدة أيام عن السبب الحقيقي، وخصوصاً أن الإجابات التي قدمها "الزعماء" غير مقنعة، وفيها الكثير من المجاملات!
ينتظر المواطن بشوق إجابة شافية عن تساؤلاته ومخاوفه تكون بلغة الحقيقة، وليس بلغة الدبلوماسية والعموميات، ليعرف من يقف وراء إحباط آماله في الحوار، وتعطيله والإبقاء على الاحتقان في الشارع وتأجيجه، ولمصلحة من إذا كانت مصلحة الوطن هي في الحوار واستكماله للوصول إلى تحقيق نتائج؟
ما دام أن الزعماء اللبنانيين لا يترددون دائماً في التعبير عن حرصهم على هذا الوطن، ألا يقتضي هذا الحرص في اللحظات الحساسة تحديد من يتحمل المسؤولية واتخاذ الموقف المناسب ضد من يعرقل ويخرج عن الإجماع ويغرد خارج سرب الحوار، ويحرج حلفاءه قبل أخصامه!
اتخاذ القرار هو الامتحان الأصعب، وينتظر اللبنانيون من زعمائهم أن يكونوا على قدر المسؤولية للنجاح في اتخاذ قرارات ربما تكون مؤلمة للبعض، ولكنها ستساهم في إيصال الحوار إلى النتائج المأمولة منه، وتحقق مصلحة الوطن، وتحفظه وتصون وحدته وتحقق مصالح جميع أبنائه...
فلننتظر.
سعد حميه
الانتقاد/ مجرد كلمة ـ العدد 1152 ـ 10 آذار/مارس2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018