ارشيف من : 2005-2008
رئيس حركة الشعب نجاح واكيم لـ"الانتقاد":لن يستقيم الحوار ما دام هناك من يأتمر بالأميركي
في مكتبه المتواضع جداً في وطى المصيطبة يقرأ رئيس حركة الشعب نجاح واكيم بين سطور "دفاتر" قوى 14 شباط الكثير من الألغام التي تعترض "طريق" الحوار الوطني الذي تعّطل موقّتاً بفعل "القصف" المركز الذي شنه النائب وليد جنبلاط من موقع حليفه الجديد "أميركا"، وهو بذلك تجده لا يتوانى عن دقّ ناقوس الخطر لما قد يحضّر للبنان من مؤامرة، وهذه المرة من صنيعة "داخلية وخارجية" على ما قاله لـ"الانتقاد".
وفيما يلي نص الحوار:
* على مسافة ساعات من يوم الاثنين المقبل، ماذا بقي من الحوار؟
ـ في الحقيقة، لماذا كان هذا الحوار؟ أنا أعتقد أن مختلف الأطراف كانت تعرف مسبقاً أن هذا الحوار لن يؤدي إلى حل الأزمة اللبنانية. فمن جهة هناك القوى الوطنية وفي الطليعة حزب الله تريد من هذا الحوار أن يبرّد الأجواء المتشنجة التي كان فريق 14 شباط يدفع باتجاهها، وذلك لمنع اندلاع فتنة في البلد، أما الآخرون بكلّ تلاوينهم كانت لهم مصلحة آنية من هذا الحوار، إذ أنهم حشروا أنفسهم في موعد 14 آذار لإسقاط رئيس الجمهورية، وقد تبين لهم أن هذا الهدف الذي لُقن لهم من الولايات المتحدة الأميركية ومن الفرنسيين، غير قادرين على تحقيقه، لذلك وجدوا في الحوار وسيلة تخفف من إحراجهم تجاه الرأي العام وتجاه جماعتهم بالتحديد.
ولكن مما لا شك فيه أن ذلك الفريق لا يريد أي حوار حقيقي أو أي حل، والدليل على ذلك أن قصف الحوار جاء من واشنطن، ولا فرق بين أي من الأطراف التي تأتمر بأوامر واشنطن.
الولايات المتحدة لا تريد أي حل أو تبريد الأجواء المشنجة في لبنان، وهي تمارس ذلك مباشرة من خلال السفير الأميركي فيوجّه ويلقّن جماعته ما يجب أن يدلوا به لتعطيل الحوار، ولو بشكل غير مباشر.
بالنسبة لما قاله وليد جنبلاط في واشنطن، صحيح أن هذه المواقف أدلى بها في السابق، ولكن كان أيضاً أدلى بها نتيجة رهانات وتعليمات! أعتقد أن هذا الحوار لن يأتي بأي جديد ولن يحقق أي نتيجة.
* ..إذاً هناك من يتحمل المسؤولية المباشرة في تعطيل الحوار؟
ـ نعم، إنه ذلك الفريق الذي ارتضى أن يعمل مع الولايات المتحدة وحلفائها، وان يشكل رأس الحربة في الانقلاب الذي حدث في لبنان، وهو يتحمل المسؤولية عن تفجير الأوضاع في لبنان، وعن دفع البلاد نحو حرب أهلية، وعن إفشال المبادرات العربية والحوار.
*ما هو تعليقك على مواقف النائب جنبلاط الأخيرة التي وصفت بـ"القصف"؟
ـ القصف هو قصف أميركي عبر "يافطة" وليد جنبلاط، وكان يمكن أن يأتي عبر أي "يافطة" من "اليافطات" التي تعمل من خلالها الولايات المتحدة الأميركية في لبنان، مرة من خلال جعجع ومرة فلان وعلتان، ولكنه في النهاية قصف أميركي ـ إسرائيلي للحوار.
* إذا كان الحوار صنيعة لبنانية، لماذا التحسس إلى حد التعطيل بالقصف؟
ـ الدافع كان لبنانياً صحيح، ولكن الفريق الوطني يحاور من؟ إنه يحاور فريقاً هو واجهة لجهة أجنبية هي بالدرجة الأولى أميركا التي حاولت الانقلاب في العام 1982 وأرادت أن تستكمله في العام 2005.
لذلك السؤال هو كيف كان يجب أن يكون الحوار؟ كان يفترض إنشاء جبهة وطنية مناهضة للمشروع الأميركي تلتقي على وحدة لبنان والسلم الأهلي في لبنان، لأن هذا ليس حواراً بل صراع.
إذاً كان لا بد من جبهة وطنية تشكل سداً في المواجهة الأميركية، عندئذ فإن ميزان القوى سوف يكون مختلاً بشكل كبير إن على الصعيد السياسي أو الشعبي لمصلحة هذه الجبهة التي يمكن أن تدخل في حوار هو في الحقيقة صراع مع القوى التي تأتمر بأوامر الولايات المتحدة الأميركية و"إسرائيل".
* .. لكن هؤلاء يجدون في المشروع الأميركي مشروعاً إنقاذياً للبنان؟
ـ أسأل هل يحتاج المرء إلى كثير من الذكاء لكي يكتشف أن هناك مشروعاً واحداً تنفذه الإدارة الأميركية و"إسرائيل"، هل يمكن للذين يراهنون على أميركا و"إسرائيل" أن يعتبروا وطنيين.. هؤلاء عملاء.
* إذاً ما فائدة الحوار؟
ـ أعتقد أن الفائدة الوحيدة هي أن يكسب اللبنانيون بعض الوقت لكي يكتشفوا حقيقة ما يدبر للبنان من فتنة أهلية، أما أن يحقق غايات أخرى لا اعتقد.
* هل توافق القائلين أن بعض النقاط الخلافية هي في الأساس ليست بيد المتحاورين؟
ـ طبعاً، نزع سلاح المقاومة هو مطلب من بالدرجة الأولى؟ أليس مطلباً إسرائيلياً؟
* هم يبررون ذلك بأن لديهم هواجس؟
ـ الهواجس التي لا تبنى على أي دليل هي هواجس غير بريئة.
* ماذا لو "فرط" الحوار؟
ـ .. أتوقع في المدى القريب مزيداً من الاضطرابات السياسية، هناك من يريد تفجير الأوضاع السياسية والأمنية في لبنان. المشكلة أن هؤلاء غير قادرين على ذلك إذا لم يتمكنوا من توريط طائفة كبرى، ولهذا تجد كيف تصرفوا في 14 شباط، ومع ذلك تجد أن الرأي العام اللبناني وتحديداً الشارع المطلوب توريطه برغم التضليل الإعلامي هو ضد الفتنة، ولا يمكن أن يستسيغ مسألة أميركا و"إسرائيل"، فلذلك هم يريدون كما تريد أميركا من خلال الفوضى البناءة، التي في خطوطها العريضة، حرباً طائفية في المنطقة.
* هناك من يعتقد أن لقاء الساعات السبع بين النائب سعد الحريري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أربك جنبلاط وجعله متوتراً على بعد آلاف الأميال من لبنان؟
ـ بالضبط، من هنا سارع إلى القصف من أميركا.. وبالمناسبة أقدّر للسيد نصر الله هذه الروح العالية والصبر الذي يتحلى به.
* في ما خص المبادرة العربية، البعض يتساءل عن جدواها إذا كان البعض قرر مسبقاً رسم سقوف محددة لها، وخاصة في القضايا المتنازع عليها؟
ـ العرب بمختلف اتجاهاتهم لهم مصلحة بعدم تفجير الأمور في لبنان، لذا فإن أي تعطيل لن يأتي من الداخل بل من الولايات المتحدة الأميركية ومن ينطقون باسمها.
* هل تتوقع أن يلتئم شمل المتحاورين مجدداً يوم الاثنين؟
ـ أعتقد.. لأن لا أحد مستعد أن يكون مسؤولاً عن تفجير الأوضاع.
حاوره: حسين عواد
الانتقاد/مقابلات العدد 1152 ـ 10 آذار/مارس2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018