ارشيف من : 2005-2008
آذان صماء وعيون عمياء
تصاعد التهديدات الإسرائيلية وتزامنها مع جولات الحوار الوطني تحت قبة البرلمان في ساحة النجمة، وانتهاك السيادة اللبنانية خلال الأسبوعين المنصرمين، مرت لدى بعض الأطراف السياسية مروراً عابراً ولم تستحق لا استنكاراً ولا إدانة!
جيش الاحتلال الإسرائيلي يضع جنوده في حالة جهوزية كاملة مقابل الأراضي اللبنانية، وهدير جنازير دباباته وصل إلى مسامع الأهالي، وتحذيرات دولية من توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية للبنان عشية بدء الانتخابات الإسرائيلية!
كل هذا الضجيج والتهديدات السافرة لم تستفز بعض القوى السيادية التي تسابق الدول الراعية للقرار 1559 في المطالبة بتنفيذه مستغلة الأجواء الدولية لفرض شروطها على طاولة الحوار في ما يتعلق ببند سلاح المقاومة.
هذه القوى تردد لازمة دائمة في خطابها تتمحور حول عدم قدرة لبنان على مخالفة القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن، وعجزه عن خوض مواجهة مع "المجتمع الدولي"، لذلك المطلوب بحث موضوع سلاح المقاومة قبل انقضاء فترة السماح الدولي من خلال توافق اللبنانيين فيما بينهم على هذا الموضوع، وبالتالي الخضوع للشروط الدولية.
في المقابل يتجاهل هؤلاء ما يجري على الحدود مع فلسطين المحتلة، ويديرون أذنهم الصماء لهدير الطائرات الحربية واختراق الزوارق الحربية للمياه الإقليمية اللبنانية، ولا يرون إلا سلاح المقاومة الذي يردع العدو عن التمادي في عدوانه على لبنان!
وهؤلاء أيضاً لم يروا اقتحام جنود العدو لسجن أريحا بتواطؤ مع السجانين البريطانيين والأميركيين لأهداف انتخابية، وإسقاط اتفاقات دولية من جانب واحد، وأكدوا أكثر من مرة ثقتهم بوعود وضمانات تلك الدول لحماية لبنان مستقبلاً ومساعدته سياسياً واقتصادياً ووو..!
التجربة المرة تؤكد أن أي ضمانات دولية لا تحمي شعباً ولا حدوداً، وأن الضمانة الأكيدة هي القوة الذاتية التي يرهبها العدو! على هؤلاء أن يفتحوا عيونهم وآذانهم لما يجري على الحدود مع فلسطين المحتلة وداخلها وفي أريحا وفي أماكن أخرى من العالم، لعلهم يدركون ما عليهم أن يفعلوا لحماية بلدهم وأنفسهم!
سعد حميه
الانتقاد/ مجرد كلمة ـ العدد 1154 ـ 24 آذار/مارس 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018