ارشيف من : 2005-2008
السيد نصر الله يهاتف لحود شاكراً على مواقفه الداعمة للمقاومة.. وحزب الله يقدّر مواقف قادة العرب
الاشتباك السياسي الذي دار بين رئيس الجمهورية أميل لحود ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة خلال مداولات القمة العربية في الخرطوم على خلفية مواقف الأول الداعمة للمقاومة في لبنان وتبني القمة لها، وتحفظ الثاني على ذكر المقاومة بالاسم في مشروع القرار اللبناني كان من شأنه أن رتب تداعيات سياسية كبيرة على الساحة اللبنانية، واستنكاراً كبيراً طاول معظم القوى السياسية في البلاد التي رأت في موقف السنيورة انقلاباً على الثوابت اللبنانية، ونسفاً لروح البيان الوزاري الذي نص صراحة على حق المقاومة في التحرير، الأمر الذي دفع حزب الله لأن يعرب عن استيائه الكبير لما بدر من الرئيس السنيورة، وتقديره لموقف القادة العرب في الدفاع عن المقاومة وتبنيهم لموقف الرئيس لحود منها، وهو ما حمل الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله على ان يجري اتصالاً هاتفياً برئيس الجمهورية أميل لحود لشكره على مواقفه الداعمة والمؤيدة للمقاومة في لبنان كما كان دائماً.
وكان حزب الله قد أصدر بياناً أشاد فيه بتبني القمة العربية بنود الملف اللبناني, وأعرب عن تقديره لمواقف القادة العرب، التي تناقلتها وسائل الإعلام في الدفاع عن المقاومة واعتزازهم بدورها، وإنجازاتها التي هي تعبير صادق عن طموحات الشعب اللبناني وعن انتماء لبنان وهويته العربية.
وأضاف البيان "لقد كان الموقف الكبير لفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد أميل لحود في تأكيده على تسمية الحقائق باسمها، ومنها ذكر اسم المقاومة بوضوح لا لبس فيه، طبيعيا ومنسجما مع سلوكه الوطني وسيرته السياسية المدافعة عن الثوابت الكبرى. إلا أن المفاجئ والمستغرب كان موقف رئيس مجلس الوزراء الأستاذ فؤاد السنيورة خلال مداولات القمة والتبرير الذي ساقه بعد ذلك لهذا الموقف، الذي جاء غير منطقي وغير مقبول بالمعايير الوطنية. ان مجرد ذكر نقطة على طاولة النقاش في مؤتمر الحوار الوطني لا يلغي ولا ينسف البيان الوزاري، بل كان من الواجب على رئيس مجلس الوزراء أن يكون مؤتمنا على نص وروح البيان الوزاري الذي نال وحكومته على أساسه ثقة مجلس ممثلي الشعب اللبناني. وانه لمن بديهيات العمل السياسي أن الانسجام مع مضمون البيان الوزاري لا يحتاج إلى قرار حكومي بخلاف التنصل منه. فكيف الحال اذا كان هذا الموقف المستغرب خروجا على النص الذي تلاه رئيس الحكومة رسميا أمام مجلس النواب لإنهاء أزمة الاعتكاف الوزاري حول المقاومة. وإشادته بدروها وموقعها الوطني في الماضي والمستقبل. ان حزب الله يعتبر ان مثل هذا السلوك السياسي هو الذي يترك ارتدادات سلبية ويشكل إساءة لكل الشعب اللبناني وإنجازاته الوطني وليس إلى المقاومة وحدها".
وكان المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل قد أكد خلال حفل أقامته هيئة التعليم العالي في التعبئة التربوية في حزب الله في مطعم الساحة أن أي نقاش حول سلاح المقاومة يجب أن يندرج فقط تحت شعار حماية لبنان، لافتاً إلى أن لبنان لن يسمح بعودة عقارب الساعة إلى الوراء أيام ما سمي بالعصر الاسرائيلى، مشيراً إلى أن المقاومة وسلاحها يشكلان العمود الفقري لأي مشروع دفاع عن لبنان وسيادته، وان أي تفريط بهما هو تفريط بالوطن كله".
الخليل انتقد تدخل لارسن بكل صغيرة وكبيرة في الشؤون الداخلية اللبنانية، وكأنه لا يوجد لا دستور ولا مؤسسات ولا مسؤولون ولا طاولة حوار.
وعلى خلفية مواقف لحود الداعمة للمقاومة زار وفد من كتلة الوفاء للمقاومة برئاسة النائب محمد رعد قصر بعبدا حيث التقى رئيس الجمهورية اميل لحود لشكره على "موقفه الوطني الذي عبر فيه عن مكنونات الضمائر لدى اللبنانيين، والتفافه حول المقاومة وتأكيد حقها في تحرير أرضنا".
وأضاف أن المقاومة التي كانت وفية لشهدائها ولعوائل الشهداء والأسرى ستبقى وفية لمن يحمي المقاومة.
وأعرب رعد عن "حرص حزب الله في التوصل عبر الحوار إلى توافق لبناني عام يحفظ الوطن ويحمي المقاومة ويواجه مشروع الوصاية الجديدة التي تريد أن تفرض نفسها على لبنان".
ورداً على سؤال حول ما إذا كان كلام الرئيس السنيورة في الخرطوم سيؤثر على مؤتمر الحوار قال رعد "نحاول قدر المستطاع أن نمتص سلبيات هذا الموقف ونندفع باتجاه مصلحة لبنان الكبرى".
الانتقاد/مواقف ـ العدد 1155 ـ 31آذار/مارس2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018