ارشيف من : 2005-2008

إجماع العرب

إجماع العرب

ما حدث في قمة الخرطوم من محاولة لشطب المقاومة من نص قرار "التضامن مع لبنان ودعمه"، لم يستفز مشاعر اللبنانيين فقط، بل كل مشاعر الشعوب العربية وحتى الأنظمة العربية التي أقرت بالإجماع التأكيد بأن "المقاومة اللبنانية هي تعبير صادق وطبيعي عن حق الشعب اللبناني في تحرير أرضه والدفاع عن كرامته في مواجهة الاعتداءات والأطماع الإسرائيلية".‏

هذا التأكيد بحد ذاته انتصار كبير للمقاومة ومشروعها التحرري الذي يشق طريقه بثبات في مواجهة العدو الإسرائيلي المدعوم من المشروع الأميركي الدولي الذي وصل إلى طريق مسدود في لبنان، ومأزق في فلسطين والعراق.‏

وفي المقابل ظهر أن من يحاولون شطب المقاومة خارج الإجماع اللبناني والعربي وقعوا مرة أخرى في خطأ قاتل جديد يضاف إلى لائحة الأخطاء الطويلة سابقاً، والتي أدت إلى تداعيات سلبية واحتقان كبير على الساحة اللبنانية.‏

تكرار مثل هذه الأخطاء القاتلة سياسياً وشعبياً، يدفع للتساؤل هل هو سياسة معتمدة أم أنه نتيجة خطأ في قراءة المعطيات، أو اندفاع في الاجتهاد لإثبات الجدارة، أم أنه استجابة لضغوط مستترة يمارسها بعض أركان ما يسمى قوى الرابع عشر من شباط المحبطة واليائسة والتي تكابر بعدم الاعتراف برعونتها السياسية واستخفافها في تقدير عواقب مواقفها، وما يترتب عليها من أثمان قد تضطر لدفعها من رصيدها وصدقيتها أمام مناصريها ومريديها!‏

ربما فقدت هذه القوى بوصلة الاتجاهات فلم تعد تعرف ماذا تريد وماذا تفعل؟‏

هذا التقدير هو خلاصة استنتاجات أسرّ بها أحد أركان 14 شباط لزائريه، وعبّر قطب آخر عن المضمون نفسه في تصريحات علنية، ولكن لم تحظ هذه القوى مجتمعة حتى الآن بفضيلة مراجعة الحسابات وإعادة النظر بمجمل التجربة خلال المرحلة الماضية لإعادة تصويب الأداء قبل فوات الأوان.‏

سعد حميه‏

الانتقاد/ مجرد كلمة ـ العدد 1155 ـ 31 آذار/مارس 2006‏

2006-10-30