ارشيف من : 2005-2008

السيد نصرالله في المؤتمر العربي الرابع لدعم المقاومة:من يريد نزع سلاح المقاومة بالقوة سنقطع رأسه ويده وننزع روحه

السيد نصرالله في المؤتمر العربي الرابع لدعم المقاومة:من يريد نزع سلاح المقاومة بالقوة سنقطع رأسه ويده وننزع روحه

أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله أن لا أحد في لبنان يستطيع أن يناقش في جدوى المقاومة، مؤكداً أن من يريد نزع هذا السلاح بالقوة "سنقطع يده ورأسه وسننزع روحه".‏

ولفت إلى أن الدولة اللبنانية لم تتحمل مسؤولياتها في مواجهة الاحتلال، مشيراً إلى أن "المشروع الأميركي الدولي في لبنان وصل إلى طريق مسدود".‏

وطمأن إلى أن أحداً لا يستطيع أن يمس مقاومة تملك الصدقية والرؤية الواضحة والتجربة الرائدة والاحتضان الشعبي، مكرراً التزام المقاومة تحرير الأسرى من سجون العدو الإسرائيلي.‏

مواقف سماحته جاءت خلال المؤتمر العربي العام الرابع لدعم المقاومة الذي انعقد في فندق البريستول بحضور 350 شخصية سياسية، والأمناء العامين ورؤساء الأحزاب العربية والإسلامية.‏

أكد السيد نصرالله أن خيار المقاومة هو الخيار المنطقي والطبيعي للمستضعفين، مشدداً على أن المقاومة باقية وركبها مستمر في الأمة.‏

وقال: "عندما يتخلى حزب الله عن المقاومة سوف يأتي الله بآخرين يواصلون طريق المقاومة، وإن المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق وعلى امتداد عالمنا العربي والإسلامي سوف تبقى قائمة ومستمرة في مواجهة مشروع الهيمنة الأميركي الصهيوني على بلادنا وشعوبنا وخيراتنا، وهي سوف تبقى مستمرة وسوف تنتصر أيضاً في نهاية المطاف".‏

وأشار سماحته إلى تطورات العام المنصرم وبعض التطورات التي أخذت طابع المؤامرة وقال: "إن هذه التطورات أوصلت البلد إلى مرحلة بات الحديث فيها عن الصراع العربي الإسرائيلي يقولون "وين بعدك عايش"! تقريباً هذا هو المناخ الآن في البلد بسبب وسائل الإعلام، ولكن هذه المرحلة هي عابرة.. حتى لو خفف الكلام إلى "النزاع العربي الإسرائيلي" فأيضاً هذا غير مقبول!‏

وأضاف: "منذ صدور القرار 1559 الذي يستهدف نزع سلاح المقاومة اللبنانية والفلسطينية في لبنان(...) ولبنان يتعرض لضغوط، وطبعاً قصة نزع سلاح المقاومة ليست قصة جديدة، وهي قصة قديمة".‏

وعرض سماحته للمحاولات الإسرائيلية العسكرية لنزع سلاح المقاومة والعروض الأميركية لتحقيق هذا الهدف والإغراءات التي قُدمت.‏

وقال: "بعد العام 2000 جاءنا من عرض علينا صفقة تقضي بأن يُشطب اسمنا من لائحة الإرهاب وأن تفتح أمامنا أبواب السلطة في لبنان وأبواب العالم الموصدة، وأن تعاد إلينا بقية الأرض المحتلة في مزارع شبعا.. هذه للمرة الأولى أنا أنقل موضوع المزارع.. والأميركي في ذلك الحين لم يطلب لا تثبيت لبنانية مزارع شبعا لا من اللبنانيين ولا من الأمم المتحدة، ولم يطلب وثيقة خطية من سوريا، والانسحاب من مزارع شبعا وإطلاق الأسرى والمعتقلين اللبنانيين ودفع مبلغ كبير من المال.. كل هذا الكرم مقابل التخلي عن المقاومة وإلقاء السلاح، لكننا رفضنا. وحين سألناهم: ما هي الضمانات لحماية لبنان؟ قالوا نحن نعطيكم الضمانات، وقد رأينا الضمانات في أريحا".‏

كما عرض السيد نصرالله للمحاولات الكثيرة لجر المقاومة إلى قتال داخلي وصبرها وقال: "لقد حافظنا طول السنوات الماضية على قدسية سلاح المقاومة وطهارته وعفته وشرفه، ولم يوجَّه إلا إلى عدو لبنان وعدو هذه الأمة. بعد الـ1559 عاد الضغط من جديد، واليوم نحن نواجه ضغوطاً من هذا النوع.. وأنا أؤكد أن هذه الضغوط الآن أخف، وأن الوضع الداخلي اللبناني على مستوى هذه القضية أفضل مما كان عليه قبل أشهر بفعل بعض الحوارات والتفاهمات، وأيضاً بفعل المنطق الذي تملكه المقاومة".‏

وتابع: "على طاولة الحوار لا يستطيع أحد أن يناقشني في جدوى المقاومة، لأن المقاومة قدمت إنجازا حسياً عينياً.. قدمت انتصاراً وعزاً وشرفاً في لبنان". وهنا ـ افتح هلالين ـ إذا تحسسنا أن بعض الإخوة في الخرطوم لا يريد أن يكتب كلمة المقاومة فهذا فعلاً يدعو إلى التحسس، فكل شعوب العالم والفرنسيون كلما جاؤوا إلى لبنان يتحدثون عن المقاومة الفرنسية التي انتهت قصتها منذ القدم.. لكن نحن نسارع إلى شطبها! إذاً هناك نقطة مضيئة في تاريخنا يجب أن تُنسى ويتم تجاهلها وشطبها، وهنا اقفل الهلالين".‏

وقال: "هم يناقشون شرعية المقاومة، هل مزارع شبعا لبنانية أو ليست لبنانية؟ وتالياً المقاومة مشروعة أم غير مشروعة؟ ونحن نقول حتى لو أثبتنا لبنانية مزارع شبعا، وأنا قلت هذا على طاولة الحوار واعترفت الأمم المتحدة بلبنانية المزارع، أي طلقة نار في تلك المنطقة سوف تكون مدانة من المجتمع الدولي.. بعد 11 أيلول لا مقاومة شرعية بنظرهم".‏

وتابع: "نحن ذهبنا إلى الحوار مطمئنين إلى مستقبل هذه القضية لأننا نستند إلى التجربة وإلى المنطق وإلى الوقائع بمعزل عن قضية مزارع شبعا. لبنان في دائرة الخطر والتهديد والأطماع الإسرائيلية، وإذا سلمنا بأن الأوضاع في فلسطين تتجه إلى مزيد من التصادم والمقاومة، فهذا سوف يضع لبنان مجدداً في دائرة الخطر.. لذلك طرحنا السؤال الطويل العريض: كيف نحمي لبنان؟ نحن في كل الأحوال تعاطينا مع القرار 1559 وبروحه المرتبط بسلاح المقاومة بحزم ولين. الحزم لأنه كانت لدينا معلومات بأن هناك جهداً أميركياً دولياً وإسرائيلياً، لكنه في العلن أميركي دولي، لإيصال الوضع في لبنان إلى نزع سلاح المقاومة ولو بالقوة.. نحن قلنا بوضوح في ذلك الحين إن المقاومة لا يستطيع أحد في لبنان أو غير لبنان أن يعاقبها. وأنا أردد أمامكم: لن يستطيع أحد في لبنان أو غير لبنان أن يعاقب المقاومة على إنجازاتها، ومن يريد أن ينزع سلاح المقاومة بالقوة ـ وقلناها في أكثر من مناسبة ـ نحن سنقطع يده ونقطع رأسه وننزع روحه".‏

أما اللين فقلنا نحن جاهزون للحوار.. تفضلوا لنناقش في الخيارات السياسية الكبرى والخيارات الاستراتيجية، حيث نريد أن نحمي بلدنا وشعبنا ونحافظ على سيادتنا وكرامتنا.. كيف؟ تفضلوا لنناقش. البعض يقف ويقول هذه مسؤولية الدولة. عظيم، أنا أقر بأنها مسؤولية الدولة أولاً، ولكن عندما تتخلى الدولة عن مسؤولياتها فهل على الشعب أن يستسلم للعدو وأطماعه ومجازره وطغيانه وتكبره؟‏

وقال: "إن الدولة في لبنان لم تتحمل مسؤولياتها يوماً في مواجهة الصراع العربي الإسرائيلي وفي الدفاع عن لبنان أو جنوبه أو تحرير حبة من أرض لبنان أو أسير من المعتقلين اللبنانيين، ففي أفضل مواقعها وتجلياتها الدولة ساندت المقاومة". فلتتفضل الدولة وتتحمل المسؤولية.. ولذلك قلنا نحن جاهزون للحوار تحت عنوان وضع استراتيجية دفاع وطني، وموضوع المقاومة يناقش في هذا الإطار إذا كنا نريد أن نستجيب للاحتياجات الوطنية، أما إذا كنا نريد أن نستجيب للإملاءات والأوامر الأميركية الدولية والإسرائيلية فنحن لن نصل الى نتيجة، ونحن بالتأكيد عندما نجد أننا أمام واقع يقول إن الحالة القائمة هي استجابة للإملاءات الأميركية الدولية الإسرائيلية، فنحن لسنا في موقع الاستجابة. الأصل بالنسبة إلينا كيف نحمي بلدنا، وكيف نستعيد أرضنا وأسرانا، وكيف نصون سيادتنا وكرامتنا، وكيف يبقى لبنان بلداً قوياً منيعاً كريماً عزيزاً أياً تكن التحولات والتطورات الأخيرة الموجودة في المنطقة".‏

وأكد "أن المشروع الأميركي الدولي في لبنان في هذه الأيام وصل إلى طريق مسدود، وتالياً ما خطط قبل عام وصل إلى المرحلة التي لا يستطيع فيها أن يكمل مشواره. المقاومة في لبنان قوية عزيزة ومحتضنة على المستوى الشعبي، ولا يستطيع أحد أن يمس مقاومة تملك المصداقية والمنطق والرؤية والحجة والدليل والقوة، لأننا في عالم لا يُحترم فيه الحق والمنطق إن لم يكن مستنداً إلى القوة.‏

وأمل السيد نصرالله أن نتمكن "هذا العام من تحقيق إنجاز كبير على مستوى تحرير الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية، ونحن عازمون على ذلك الموضوع ولن نتردد فيه مهما كانت الضغوط السياسية والإعلامية كبيرة".‏

كما أكد "أننا نلتزم مع الكثيرين ممن يتحالفون ويتفقون معنا، أن الإخوة الفلسطينيين في لبنان هم إخواننا، ونحن سنتصرف على أساس هذه القاعدة، وتقديم كل الضمانات الحقيقية التي تؤمن لهم حياة كريمة وعودة سريعة إلى ديارهم".‏

وأشار سماحته إلى أن أهم إنجاز تحقق على طاولة الحوار بالنسبة الى الموضوع الفلسطيني هو رفض اللجوء إلى أي وسيلة أخرى غير الحوار، وقال: "نحن لن نحل مشكلات "إسرائيل" في بلدنا، بل نريد حل مشكلاتنا، ولن نرضى بأي حل لا على حساب لبنان ولا على حساب اللبنانيين ولا الفلسطينيين".‏

وتوقف سماحته عند قضية الإمام المغيب موسى الصدر فقال: "إذا كان من دعم يمكن أن يقدمه المؤتمر إلى المقاومة اللبنانية إضافة إلى الوضع الإعلامي والسياسي، فهو المساعدة في قضية الإمام المغيب السيد موسى الصدر. نحن في حزب الله وإخواننا في حركة أمل والكثير من الأطر اللبنانية المقاومة يشهدون للإمام موسى الصدر بأنه القائد المؤسس لإطار المقاومة اللبنانية ولمسؤولية لبنانية في مسألة المقاومة. وأكبر خدمة يمكن أن يقدمها أحد في العالم وخصوصاً في العالم العربي أو الإسلامي للمقاومة في لبنان، هي أن يساعد في إعادة إمام المقاومة إلى ساحة المقاومة. ونحن نعتقد أن الإمام لا يزال حياً، وأنه محتجز في ليبيا، وعلينا أن نتعاون لإخراجه من سجنه.‏

وحول الوضع في فلسطين قال سماحته: "نحن في لبنان سوف نبقى الى جانب الشعب الفلسطيني، وندعو الفصائل الفلسطينية والشعوب والحكومات العربية والإسلامية إلى مساندة حماس واحتضانها وإلى إنجاح تجربة حكومة حماس، ليس من أجلها، وإنما من أجل فلسطين وشعبها".‏

وفي الموضوع العراقي قال سماحته: "أنا أود أن أؤكد إيماننا بأن الخيار الصحيح والحقيقي لطرد الاحتلال وإنقاذ العراق هو خيار المقاومة المسلحة، ونحن نرى أن علينا جميعاً أن نساندها وندعمها.. ولكن في الوقت نفسه علينا أن نحصنها، لأن أخطر شائبة تواجه العراقيين هي الفتنة".‏

وأضاف: "يجب أن تكون المقاومة في العراق متركزة على جانب واحد هو الاحتلال الأميركي. يجب تنزيه عمل المقاومة والمقاومين في العراق من أن يختلط دم الأبرياء بدم الغزاة والمحتلين. من اختار العملية السياسية في العراق فهذا شأنه، ولكن من اختار هذا يجب أن لا يقطع الطريق على المقاومة، بل يجب أن يفتح الباب أمام المقاومة ويضغط على المحتل من أجل وضع جدول زمني للانسحاب".‏

وختم الأمين العام لحزب الله كلمته بالقول: "نحن في مرحلة تاريخية ومصيرية، ويجب أن نتحمل هذه المسؤولية. نحن اليوم مدعوون إلى الابتكار، إلى الإبداع، إلى أن يساند بعضنا البعض فكرياً، وأن ندرك جيداً أننا أمة واحدة، وأن الاستهداف واحد، وأن لا ندوس على الألغام التي يضعها لنا الأميركيون والصهاينة.. نحن أمة واحدة وعدونا واحد".‏

الانتقاد/ كلمة الامين العام ـ العدد 1155 ـ 31 آذار/مارس 2006‏

2006-10-30