ارشيف من : 2005-2008

مدينة بعلبك بانتظار مدخلها الجنوبي الجديد:تخفيف ازدحام السير وتنشيط التجارة والسياحة

مدينة بعلبك بانتظار مدخلها الجنوبي الجديد:تخفيف ازدحام السير وتنشيط التجارة والسياحة

ينتظر أهالي مدينة بعلبك بفارغ الصبر نهاية شهر نيسان الجاري لإنجاز الأشغال على المدخل الجنوبي الجديد للمدينة، وتوفير مدخل لائق بتاريخ المدينة التي تحتضن أهم الآثارات الرومانية في لبنان، وتخفيف الازدحام وتسهيل الدخول والخروج من المدينة وإليها، إضافة إلى تنشيط الحركة التجارية والسياحية.‏‏

المخاوف من التأخير تبقى قائمة على الرغم من الوعود الجديدة من قبل المتعهد للتسليم في الموعد المحدد، إذ بات عدم الالتزام بالمواعيد السمة الأساسية لكل الأشغال في تلك المنطقة حيث لا يتم إنجازها إلا بعد عشرات المراجعات من البلديات المعنية بمؤازرة نواب المنطقة الذين لا شغل لديهم إلا متابعة المقاولين ووزارة الأشغال العامة للحث على إنجاز المشاريع والمساهمة في إعمار المنطقة وتحسين البنى التحتية وإزالة الحرمان المزمن الذي يأبى إلا أن يلازمها على الرغم من الجهود المبذولة.‏‏

تشكّل المداخل إلى المدن الكبرى إحدى المشكلات الأساسية لمعظم المدن اللبنانية إلا أنها في مدينة بعلبك تتخذ بعداً أكثر مأساوية مع توسّع المدينة وتضخم عدد سكانها، بينما تضيق طرقاتها بالازدحام مع توافد آلاف بل مئات الآلاف من السياح والزوار الذين يقصدون المعالم الأثرية والسياحية.‏‏

فضيق المداخل إضافة إلى الطرقات الضيقة أدى إلى مشكلة ازدحام السير وعدم القدرة على تنظيمه، وخصوصاً أن للمدينة ـ بالنسبة للقادم من العاصمة ـ مدخلاً واحداً فقط لا غير منعت الأبنية المخالفة والتعديات الكبيرة والعشوائية من القدرة على توسيعه نظراً لكلفتها الباهظة، إضافة إلى تشويه المدينة على المستوى العمراني والسياحي.‏‏

وبالرغم من هذا الأمر أُقر إنشاء مدخل جديد للمدينة، ولاقى هذا الإقرار ارتياحاً كبيراً لدى المواطنين سرعان ما بدأ يتلاشى منذ سنة ونصف بعد بروز مؤشرات على عشوائية في التنفيذ نتيجة عدم وجود خرائط أو دراسات فنية. وظهر هذا النقص بعد مراجعات عديدة من قبل بلدية بعلبك ونواب المنطقة.‏‏

وقبل أسبوع قام نائبا كتلة الوفاء للمقاومة د. جمال الطقش ود. كامل الرفاعي ورئيس بلدية بعلبك محسن الجمال وأعضاء من المجلس البلدي بمعاينة ميدانية للأشغال الجارية والإطلاع على المعوّقات التي تعترض إنجاز الأشغال في الموعد المحدد،‏‏

وعقدوا اجتماعاً مع المتعهد واطلعوا منه على تفاصيل الأعمال المنجزة وتلك المتبقية والمدة المفترضة لإنجازها، ووعد المتعهد بإنجاز الأشغال في أواخر شهر نيسان الجاري كحد أقصى.‏‏

وشرح رئيس بلدية بعلبك محسن الجمال لـ"الانتقاد" أهمية إنجاز هذا المدخل في الوقت المحدد وتأثيراته الإيجابية على وضع المدينة اقتصادياً وسياحياً، ومساهمة البلدية في الإشراف على الأعمال وتذليل العقبات المالية والميدانية وقال: "هذه الطريق تبدأ من مثلث دورس باتجاه الشرق بعرض عشرين متراً وبطول أربعة آلاف متر، تنقل المواطن الى منطقة رأس العين ومنها الى السوق ثم الى آثار بعلبك. إن هذه الطريق تشكل مدخلاً حيوياً للمدينة، لأن المدخل "الرئيسي" القديم لا يلبي حاجة المدينة المرورية، إضافة إلى أن المنظر العشوائي للأبنية على جانبيه أدى إلى تشويه صورة المدينة، خصوصاً لأولئك القادمين من بيروت".‏‏

ويشير الجمال إلى أن "المنطقة الواقعة للجهة الغربية من المدخل الجنوبي الحالي، هي منطقة محظور البناء فيها إلا بموجب مراسيم مصدقة، وقد شيدت الأبنية فيها بطرق مخالفة للقوانين ما تسبب بحجب رؤية الهياكل. وهناك أيضاً العديد من المؤسسات الصناعية والحرفية و"الميكانيكية"، وهو أمر غير لائق بمدخل مدينة تعتبر سياحية".‏‏

أضاف: "مدينة مثل بعلبك تحتاج الى اكثر من مدخل، وأكثر من مخرج. المدخل الجديد يتواءم مع خطة السير التي بدأ تطبيقها منذ أشهر عدة، وبدون هذه الطريق تبقى خطة السير قاصرة عن تحقيق أهدافها. الطريق التي هي في طور الإنجاز تتصف بالاتساع وامتداد الرؤية حيث لا يوجد أبنية مرتفعة تحجب البصر، تمر ضمن مساحات واسعة مغروسة بالأشجار، وتوفر جمالية كبيرة لمدخل المدينة، وهذا يترك انطباعاً حسناً لدى الزوار قبل الدخول الى أسواقها".‏‏

ولفت الجمّال إلى أن البلدية عمدت إلى مراقبة الأشغال الجارية وساهمت في سد الثغرات في المشروع وقال "إن البلدية ساهمت مساهمة فعالة في تنفيذ الطريق فهي كانت تتدخل تباعا، إما بتصويب الأعمال، أو المساعدة في إزالة المعوّقات التي اعترضت الأشغال، كإزالة الأعمدة الكهربائية من وسط الطريق، أو التدخل لاستملاك بعض العقارات التي لم تقم وزارة الأشغال العامة باستملاكها. كما ساهمت البلدية في تجليس (تقويم) الطريق من خلال ردم المنحدرات على نفقة البلدية، ووضع دراسة من قبل شركة هندسية متخصصة بعدما لاحظت أن الأشغال كانت تجري من دون ان تخضع لدراسة مسبقة، وهذا رتب أعباءً كبيرة علينا حتى وصلنا الى وضع مقبول للطريق والوصول به الى جسر عند منطقة عين بورضاي.هذا الجسر لا يلبي ما كنا نطمح اليه لأنه قليل العرض ولكنه يشكل فائدة لهذه الطريق".‏‏

ولفت رئيس بلدية بعلبك إلى أن البلدية "أخذت على عاتقها وبحضور النواب في الاجتماع بعد تفقد الأشغال مع الملتزم والاستشاري وممثلين عن وزارة الاشغال بأن تدفع فروقات الأشغال المستحدثة التي لم تلحظها وزارة الاشغال، وهي ضرورية لتكوين السير ولأمن المارين على هذه الطريق".‏‏

ويأمل الجمال أن يتم التسليم في أواخر نيسان الحالي لكنه يلاحظ أن سير الأشغال بطيء مشيراً إلى "أننا على ابواب الصيف وعلى أبواب موسم المهرجانات".‏‏

وتوقع عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور جمال الطقش أن يتم تسليم الأشغال خلال فترة شهر، وأشار إلى أهمية المدخل الشرقي عبر جسر عين بورضاي بالنسبة لمدينة بعلبك لناحية تسهيل الدخول إلى المدينة والخروج منها عبر مرجة رأس العين مباشرة، ولناحية تخفيفه ضغط السير الخانق داخل المدينة نظراً لعدم وجود طرقات واسعة.‏‏

ولفت النائب الطقش إلى التأخيرات السابقة ومراجعات الكتلة بهذا الخصوص مع وزارة الأشغال، وإلى أنه تم تأمين مبلغ 185 مليون ليرة لاستكمال الجسر وحيطان الدعم وباطون مسلح عن طريق وزارة الأشغال العامة منذ حوالى أربعة أشهر.‏‏

وقال "لقد تأخر التنفيذ بعد إشاعة بعض الإشكاليات الهندسية المتعلقة بفعالية الجسر، والتي جرى نفيها بشكل جذري من قبل مهندس الجسور في لبنان جورج تابت مكلفاً من وزير الأشغال. وقد أكد المهندس تابت عدم وجود أي مشكلة هندسية". وأضاف: "أحد أسباب التأخير دخول فصل الشتاء. وحالياً المهندس الإقليمي لوزارة الأشغال في البقاع الأستاذ حسام سلمان يقوم بمراقبة العمل فيه حيث يتم العمل على استكمال الجسر ومن المتوقع إكماله خلال مدة شهر تقريباً".‏‏

عصام البستاني‏‏

الانتقاد/ تحقيقات ـ العدد 1156 ـ 7 نيسان/أبريل 2006‏‏

2006-10-30