ارشيف من : 2005-2008
رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد لـ"الانتقاد":لبنان وسوريا لهما مصلحة مشتركة في تسوية العلاقات بينهما
كيف يقيّم حزب الله نتائج الجولة الخامسة من مؤتمر الحوار؟ وهل ستنتهي الجولة المقبلة إلى إعلان الفشل في الملف الرئاسي؟ وما هو الرد على منتقدي زيارات الشكر إلى رئيس الجمهورية العماد إميل لحود في قصر بعبدا بعد مواقفه في الخرطوم؟ وأي مستقبل للعلاقات بين لبنان وسوريا؟ أسئلة طرحتها "الانتقاد" على رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي أكد أن الموضوع الرئاسي من أعقد الموضوعات التي يقاربها مؤتمر الحوار، لأن له تأثيرا على مجمل طبيعة المرحلة المقبلة.
وقال بالنسبة لنا الرئيس لحود تبنى صادقاً خيار المقاومة طوال عهده الرئاسي، وشدد على وجود مصلحة لبنانية لتسوية العلاقة مع سوريا، والمطلوب توفير المناخات الملائمة لحصول زيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة إلى دمشق.
وأكد أن حزب الله لن يقبل الورقة الإصلاحية للحكومة بالمطلق ولن يرفضها بالمطلق.
وفي ما يلي نص الحوار مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد:
ـ ما هو تقييمكم لنتائج الجولة الخامسة من الحوار؟ وهل تتوقعون إعلان فشل التوافق على الملف الرئاسي في الجلسة المقررة في الثامن والعشرين من الشهر الجاري؟
الموضوع الرئاسي كما هو مطروح على طاولة الحوار تتم مقاربته بطريقة جدّية ومسؤولة، لكن الموضوع بحد ذاته هو من أعقد الموضوعات التي نقاربها.. وإذا أخذ هذا الموضوع بعض الوقت الإضافي فبسبب التداخلات التي تحيط به وتأثير الموضوع الرئاسي على مجمل طبيعة المرحلة المقبلة برمتها.. وربما نحتاج إلى مساعدة عربية في هذا الموضوع توفر بعض المناخات الملائمة للوصول إلى نتائج ايجابية. لا نريد أن نستبق الأمور، أمامنا اليوم بعض الوقت، لكن إذا لم يحصل اتفاق في الثامن والعشرين من نيسان على هذا الموضوع فسيُعلن أن موضوع الرئاسة لم يُتفق حوله وسننتقل إلى بحث الموضوع الأخير المتعلق بسلاح المقاومة بعد التحرير، عسى أن تحمل الأيام المقبلة بعض التطورات أو الظروف التي ربما تدفعنا مجدداً للعودة إلى بحث موضوع الرئاسة.
ـ البعض بدأ يعتبر بناءً على نتائج الحوار أن الرئيس إميل لحود باق إلى نهاية ولايته؟
في الحقيقة الموضوع ليس أنه بدأ يعتبر، الموضوع هو أنه باق إلى انتهاء ولايته ما دام ليس هناك أي مدخل دستوري أو غير دستوري لإنهاء ولايته، إلا عبر توافق وفق ظروف ملائمة على شخص رئيس جديد وطبيعة مرحلة نقاربها من زاوية واحدة، وفيما عدا هذا الأمر الأصل أن رئيس الجمهورية باق حتى انتهاء ولايته.
ـ يقال ان الرئيس لحود متمسك بالبقاء وعدم الاستقالة حتى لو توافقت جميع الكتل النيابية على التغيير، خلافاً لما كان يقال قبل أسابيع من أنه مستعد للقبول بما يتوافق عليه المتحاورون؟
في النهاية ما يردنا من معلومات حول الرئاسة من الرئيس لحود أنه يأخذ بعين الاعتبار المصلحة الوطنية العليا من الزاوية التي يراها، فإذا قارب الآخرون هذه المصلحة من الزاوية نفسها نعتقد أنه سيكون لديه الاستعداد للبحث.
ـ برأيكم لماذا لم تقدم قوى 14 شباط على طرح أسماء مرشحين لرئاسة الجمهورية على طاولة الحوار؟
ربما لأنها لم تتفاهم بعد على مرشح واحد.
ـ هل تتوقعون افتعال خلاف سياسي حول بند المقاومة من قبل بعض أطراف 14 شباط في حال إعلان الفشل على التوافق في البند الرئاسي؟
عندما يطرح هذا الموضوع سنقاربه من الزاوية التي نرى أنها تخدم الحفاظ على أمن لبنان واستقراره وسيادة لبنان على أرضه وتوفر الحماية الاستراتيجية المطلوبة له، سنستمع الى وجهات النظر الأخرى، وإذا كان هناك افتعال سياسي سيظهر إن كان القصد منه تعطيل هذا الموضوع لمجرد ميل سياسي أو هوى سياسي لدى البعض.
ـ جرت انتقادات من تيارات سياسية محددة للزيارتين اللتين قامت بهما كتلة الوفاء للمقاومة ووزراء حزب الله إلى القصر الجمهوري وشكر رئيس الجمهورية العماد إميل لحود على مواقفه في الخرطوم، ما ردكم على هذه الانتقادات؟
نحن في الحقيقة نستغرب كل هذه التعليقات التي صدرت بحق الزيارة في الوقت الذي نلتزم مع الجميع توجهاً يفيد بأننا نشكر كل من يؤيد ويدعم ويحمي هذه المقاومة في أي محفل من المحافل العربية أو المحلية أو الدولية، وهذا الأمر لا يقتصر فقط على رئيس الجمهورية، وإنما يتعداه إلى كل شخصية في هذا البلد. ونحن فعلنا ذلك في أكثر من مناسبة ومع أكثر من شخص حين لمسنا منه في وقت من الأوقات وقفة شجاعة إيجابية تجاه المقاومة.
ـ ما هو تقييمكم لأداء رئيس الجمهورية في المرحلة الأخيرة؟
بالنسبة لنا موقف الرئيس لحود من المقاومة وتبنيه لخيارها هو موقف ثابت وجدي وصادق ولم يحد عنه طوال عهده الرئاسي.
ـ ما هو موقف حزب الله من الورقة الإصلاحية الاقتصادية للحكومة؟
هناك تحفظات على بعض مضامين الورقة، وهناك أسئلة حول الآليات لتنفيذ العناوين الكبرى البرّاقة التي تطرح فيها، وخصوصاً تجاه الإصلاح الاقتصادي والمالي.. وهناك سؤال عن المشاريع التفصيلية التي ستترجم هذه العناوين.
لن نرفض هذه الورقة بالمطلق ولن نقبلها بالمطلق، سنناقشها بنداً بنداً وعنواناً عنواناً.
ـ كيف تتوقعون مستقبل العلاقة بين لبنان وسوريا؟ وهل سيذهب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة قريباً إلى دمشق؟
الجميع يقرّ بأن هناك مصلحة لبنانية في تسوية العلاقة مع سوريا، ولتحقيق هذه المصلحة لا بد من أن نترجم ما ورد من تفاهم على طاولة الحوار حول موضوع العلاقات اللبنانية السورية، ونوفر المناخات والظروف النفسية والسياسية والإعلامية المؤاتية من أجل أن تنجح مهمة رئيس الحكومة في الزيارة المرتقبة إلى سوريا.. ويجب أن لا نتصرف كأنه لنا مطالب عند السوريين سنذهب لنأخذها وعلى سوريا ان تستجيب لهذه المطالب.. يجب أن نتصرف على أساس أن كلا البلدين لهما مصلحة مشتركة في تسوية علاقاتهما، علينا أن نبحث بواقعية وإيجابية في هذا المجال.
هلال السلمان
الانتقاد/ مقابلات ـ العدد 1156 ـ 7 نيسان/أبريل 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018