ارشيف من : 2005-2008

جلسات استثنائية

جلسات استثنائية

عاد وزراء فريق 14 شباط إلى أخذ مقاعدهم على طاولة يجلس على رأسها رئيس الجمهورية تحت سقف مجلس الوزراء المؤقت في وسط بيروت، بعد تعطيلهم الجلسة السابقة وكأن شيئاً لم يكن!‏

أكثر من ذلك، قرر المجلس عقد جلستين استثنائيتين غير الجلسة العادية لمتابعة مناقشة ورقة الإصلاح الاقتصادي، وهذا يعني أن عليهم أن يجتمعوا مع الرئيس لحود ثلاث مرات في أسبوع واحد، وهو أمر مكروه لديهم!‏

هذا الانضباط في الحضور وفي المناقشات خلال الجلسة التي وصفها البعض بـ"الراقية" ـ قياساً على الجلسة المُعَطلة سابقاً ـ أثار الحيرة لدى المواطن الذي لم يعد يحتمل المفاجآت سواء تلك الإيجابية أم السلبية. فهو معرض للصدمة عندما تتطاير اللياقات بين المسؤولين وعندما تعود فجأة من دون معالجة أسباب الخلاف، وفي كلتا الحالتين تبقى شؤون المواطنين وأمورهم الحياتية رهينة الأمزجة وتبدلها وفقاً للمتغيرات السياسية.‏

يكاد المواطن ينفجر غيظاً من استمرار الوضع الراهن، ومن الخفّة في التعاطي مع شؤونه الحياتية والخدماتية في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والمالية وانسداد أفق الحلول وقصور المعالجات على مختلف الأصعدة.‏

إلى متى سيصبر المواطن على ألمه الناتج عن هذا "الفالج" السياسي والاقتصادي الذي استباح حتى الآمال والطموحات؟‏

كيف ينتظر المواطن من أهل الأزمة أن يصنعوا حلاً للمعضلات التي ساهموا في توليدها وتوفير الظروف الملائمة لنموها حتى باتت مارداً قادراً على سحق الحلول مهما كانت إبداعية؟‏

ما يطمح إليه اللبنانيون في هذه المرحلة مغادرة مرحلة المراوحة والانتظار، وشروع الدولة بكافة مؤسساتها الدستورية بالانتظام في إيجاد الاستقرار السياسي المفقود منذ عام، وتكريسه عملياً بالعمل الجدي والدؤوب بعيداً عن الكيدية والمناكفات والمزاجية السياسية التي كلّفت لبنان ثمناً اقتصادياً باهظاً لم يعد باستطاعته تحمل أعبائه إذا ما استمر التجاذب والتباين في الأداء بين جلسة وأخرى لمجلس الوزراء كما حصل في الجلستين الأخيرتين.‏

سعد حميّه‏

الانتقاد/ مجرد كلمة ـ العدد 1156 ـ 7 نيسان/أبريل 2006‏

2006-10-30