ارشيف من : 2005-2008
مديرية المخابرات تحبط مخططاً لاغتيال السيد نصرالله: معلومات خاصة لـ"الانتقاد": الشبكة الارهابية تتجاوز طموحاتها تنفيذ عملية محدودة!
جنّبت العناية الإلهية لبنان شراً مستطيراً باكتشاف مديرية المخابرات في الجيش اللبناني شبكة إرهابية كانت تعد لعملية اغتيال للأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله خلال مشاركته في جولة الحوار المقبلة في الثامن والعشرين من نيسان/ أبريل الجاري.
وألقت المديرية القبض على تسعة أشخاص متورطين في المخطط الإجرامي، وأجرت التحقيقات الأولية معهم، وتمت إحالة ملفاتهم إلى قاضي التحقيق العسكري الأول رشيد مزهر الذي أصدر بدوره مذكِّرات توقيف وجاهية بحقهم بجرم محاولة القيام بأعمال إرهابية والنيل من سلطة الدولة وهيبتها، والاتجار بالأسلحة الحربية والمتفجرات ونقلها.
استحوذت عملية إحباط المخطط الإرهابي الذي كان سيستهدف السيد نصر الله على اهتمام اللبنانيين، وخصوصاً أنها تستهدف رمزاً إسلامياً كبيراً على الساحة اللبنانية والعربية والإسلامية في مرحلة دقيقة وحساسة يمر فيها لبنان والمنطقة.
وجاء إحباط المخطط في مهده ليعيد إلى الأذهان المحاولات السابقة التي حاولت النيل من هذا الرمز من قبل العدو الصهيوني وعملائه، ولتسلط الضوء على خطر جديد يتربص بلبنان شراً محاولاً إدخاله في أتون فتنة جهنمية بعدما فشلت المحاولات السابقة على ما يبدو.
وإذ لاقت عملية الكشف عن الشبكة ارتياحاً عارماً من قبل اللبنانيين، عبر عنه سيل المواقف المستنكرة والمنددة بمخطط الاستهداف، والمثمنة لجهود مديرية المخابرات التي جنبت لبنان خطراً كبيراً، ظل الاهتمام منصباً على معرفة نتائج التحقيقات والجهات التي تقف وراء الشبكة المذكورة ومعرفة دوافعها السياسية.
وحصلت "الانتقاد" على معلومات خاصة حول الشبكة الإرهابية وأسلوب تنظيمها وأهدافها وبعض الأساليب التي اعتمدتها في المراقبة والتضليل.
وقالت المعلومات إن الشبكة تشكلت ضمن هيكلية تتقاسم الوظائف والمهمات، وطموحها يتجاوز مسألة تجميع السلاح أو تنفيذ عملية محدودة، إذ قام أفرادها بالتوزع على مجموعات ضمن مربعات معينة في منطقة الطريق الجديدة، إضافة إلى القيام بتدريبات ذات طابع أمني، كما اشتروا قطعة أرض لذلك، واستأجروا مستودعاً لتخزين الأسلحة، وأنشأوا مكتباً للمحاسبة كساتر لتغطية أنشطتهم.
وأضافت المعلومات "أن أفراد الشبكة تعلموا تقنيات الرقابة الأمنية على المدى الطويل، وإجراءات التعقب والتضليل، وتأمين الستار، وكيفية التواصل بسرية".
وأوضحت المعلومات "أنه ثبت إقدام المدعو غسان صليبي على إنشاء مجموعة مسلحة في الطريق الجديدة بدعوى الدفاع عن تلك المنطقة في حال تعرضت لهجوم من الشيعة، ولهذه الغاية قام بتجنيد عدد من الشبان وشراء الأسلحة لتوزيعها عليهم، ثم قسم المنطقة إلى مربعات وعين مسؤولين عنها".
وكان المدعو غسان صليبي يحاول الحصول على ترخيص لجمعية خيرية لجمع التبرعات لتأمين التمويل لنشاطه، كما حاول الحصول على مواد شديدة الانفجار من نوع "سي فور" وأسلحة جديدة، كما سأل عن فعالية الـ"سي فور" التي استخدمت في تفجير موكب الرئيس الحريري في الرابع من شباط فبراير 2004 وتبين له أنه في حال خلط الـ"سي فور" مع الزئبق الأحمر يمكن الحصول على انفجار كبير بقوة عصف شديدة.
وأضافت المعلومات أنه بعد الترتيبات التنظيمية وتقسيم المهام والوظائف وإجراء التدريبات والحصول على الأسلحة والذخائر المطلوبة وتخزينها في المستودعات بدأت عملية المراقبة التي اتخذت أشكالاً متعددة أهمها مراقبة الأمانة العامة لحزب الله في حارة حريك، وذلك من خلال استئجار "دكان" قريب، استئجار أحد عناصر المجموعة سيارة للتجول في الضاحية الجنوبية، وتم تحديد الشخص المطلوب للقيام بهذه المهمة بعدما أبدى رغبته وموافقته، وهو يمتّ بصلة قربى إلى المدعو غسان صليبي.
وفي ما يتعلق بالتخطيط، قالت المعلومات "إن عنوان المهمة كان التخطيط والمراقبة لاغتيال السيد نصر الله، وفي حال الفشل يتم الانتقال إلى الخطة البديلة وهي قتل الشخصية القيادية التي تليه في حزب الله".
وأشارت المعلومات إلى أن المدعو غسان صليبي "حاول اختراق حزب الله من خلال تجنيد أحد أقاربه ضمن الحزب، وذلك من أجل مراقبة دقيقة للسيد نصر الله".
وفي معلومات كشفتها الزميلة "الديار" أن المتورطين في الشبكة هم: علي أمين خالد وزياد يموت وشخص من آل قبرصلي. كما أن بين الموقوفين المدعو أبو شعيب (ينتمي الى الحزب التقدمي الاشتراكي) ويتولى مسؤولية محدودة في منطقته، وهو شقيق المدعو غسان صليبي.
وأضافت معلومات الديار "أن الاعتقالات قد تطال ما يزيد عن الـ90 شخصاً ليس عملهم فقط التخطيط والعمل على تنفيذ عملية اغتيال السيد نصر الله، بل القيام بعمليات اغتيال لشخصيات أخرى وتفجير مساجد وحسينيات".
وتقول المعلومات "ان بعض الموقوفين هم من عرب المسلخ".
وختمت مصادر "الديار" ان التحقيقات تجري لمعرفة ما إذا كان الإشكال الذي حصل مع احد مواكب السيد حسن نصر الله خلال توجهه الى منطقة الحوار، ومحاولة البعض اعتراض الموكب على أحد الحواجز وتفتيشه ومدى ارتباطه بالمجموعة. إضافة إلى ارتباط المجموعة بالبيانات التي تصدر بين الحين والآخر مهددة بقتل بعض المرجعيات الدينية الإسلامية الشيعية في لبنان، وكذلك بعض الشخصيات الحزبية، يضاف إليها بيانات أخرى توزّع في مناطق معينة ضد بعض الحلفاء وتهاجم البعض الآخر.
وكانت الزميلة "السفير" كشفت يوم الاثنين عن الشبكة المذكورة، وقالت نقلاً عن مصادر أمنية لبنانية "إنّ مديرية المخابرات في الجيش اللبناني تمكّنت في بحر الأسبوع الفائت، من توقيف شبكة إرهابية مؤلّفة من نحو عشرة أشخاص عملوا طوال شهر آذار المنصرم ومطلع شهر نيسان الجاري، على رصد تحركات السيد نصر الله ومراقبته، مستغلّين مشاركته في مؤتمر الحوار، ووضعوا الخطّة الكاملة للقيام بعملهم الإجرامي وحدّدوا "ساعة الصفر" تحت عنوان "الخطأ ممنوع"، مزوّدين بأسلحة وصواريخ من نوع "لاو" القادرة على اختراق أيّ سيّارة مصفّحة، وتحقيق الهدف المطلوب من مسافات كافية لتسهيل هروب قاذفيها".
الانتقاد/ الحدث ـ العدد 1157ـ 14 نيسان/ ابريل 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018