ارشيف من : 2005-2008

جهود حزب الله مهدت الأرضية الملائمة لحوار جاد وفعال :معالجة الوضع الفلسطيني في لبنان على السكة الصحيحة

جهود حزب الله مهدت الأرضية الملائمة لحوار جاد وفعال :معالجة الوضع الفلسطيني في لبنان على السكة الصحيحة

نجحت المساعي والاتصالات التمهيدية التي تولاها حزب الله في ترطيب الأجواء بين الحكومة اللبنانية وبعض الفصائل الفلسطينية، ومهّدت الأرضية الملائمة لبدء حوار بنّاء وفعال لمعالجة الوضع الفلسطيني في لبنان.‏

وجاء نجاح هذه المساعي بعد جهود بذلها حزب الله مع الأطراف السياسية المشاركة في الحوار، ومع الحكومة ومع القوى الفلسطينية للوصول إلى هذه النتيجة.‏

وخلال الأسبوعين الماضيين شهد الملف الفلسطيني تحركات وإجراءات عدة عززت الآمال بإمكانية معالجة هذا الوضع بما يحفظ مصلحة الشعبين اللبناني والفلسطيني ويحقق مصلحتهما الوطنية والقومية والإنسانية.‏

يمكن القول ان معالجة الوضع الفلسطيني بدأت تسلك وجهتها السليمة بعدما أفلحت الجهود المبذولة في تمهيد الطريق لتجاوز مرحلة الاحتقان المفتعلة من قبل بعض قوى 14 شباط ومحاولاتها المتكررة لتوريط لبنان الرسمي في صراع مع الأشقاء الفلسطينيين تلبية لمطالب دولية أحد أشكالها القرار 1559 الذي يحقق الأهداف الإسرائيلية.‏

بوادر الانفراج هذه أخذت أشكالاً متعددة، ولم يكن حزب الله بعيداً عنها، أبرزها:‏

ـ إجماع القيادات السياسية اللبنانية على طاولة هيئة الحوار الوطني ـ الجولة الثانية ـ على اعتماد مبدأ الحوار في معالجة هذا الوضع وفق معادلة دقيقة، تُوازن بين متطلبات وثيقة الوفاق الوطني اللبناني (الطائف) وما نصت عليه من بسط للسيادة وضرورة احترام الفلسطينيين سلطة الدولة اللبنانية، ورفض التوطين، ودعم حق عودة اللاجئين إلى ديارهم بما يحفظ القضية الفلسطينية، وبالتالي إعادة بناء الثقة المتبادلة للبدء في حوار جدي ومنتج.‏

ـ زيارة "الوفد الوزاري" إلى المخيمات الفلسطينية في بيروت والجنوب في سابقة هي الأولى من نوعها للإطلاع ميدانياً على الواقع المأساوي الذي يعيشه اللاجئون في المخيمات، على أن تستكمل هذه الجولة بزيارة مخيم عين الحلوة في خلال فترة قريبة.‏

وجاءت هذه الزيارة وفق ما أعلن الوزراء خلال جولتهم تنفيذا لمقررات هيئة الحوار الوطني المتعلقة بحثّ "الحكومة اللبنانية على متابعة جهودها في معالجة المسائل الحياتية والاجتماعية والإنسانية بالنسبة للفلسطينيين داخل المخيمات والفلسطينيين المقيمين في خارجها".‏

ـ ترتيب الوضع القانوني لأمين سر حركة فتح في لبنان سلطان أبو العينين وتبرئته من الأحكام الغيابية الصادرة بحقه عن القضاء اللبناني باعتباره أحد أهم مسؤولي الجانب الفلسطيني الذين سيجري الحوار معهم.‏

ـ جولة الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة أحمد جبريل، ولقاؤه مع رئيس كتلة تيار المستقبل النائب سعد الحريري في اجتماعين متتاليين بحضور المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل لأكثر من سبع ساعات، ثم رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وما أشاعته من أجواء إيجابية تفاؤلية قد تتبلور في المرحلة المقبلة عبر إجراءات محددة تساهم في تحسين الأوضاع الحياتية والخدماتية للاجئين في المخيمات.‏

دور حزب الله في ترتيب زيارة جبريل والتمهيد لها كشف عنه الحاج الخليل في حديث مع قناة "المنار" وقال: "في الماضي كان يناقش موضوع السلاح الفلسطيني مع الحكومة، وأعتقد أنه بعد ما جرى على طاولة الحوار، وبعد ما اتفق عليه المتحاورون ووصلوا من خلاله إلى نتيجة معينة، استقر الملف الفلسطيني على أرضية ثابتة، واتخذ العديد من التوجهات وكان لا بد من وضع القطار على السكة الطبيعية له".‏

وأضاف: "في هذا الإطار كان هناك مسعىً لحزب الله في إطار الدفع بمقررات لجنة الحوار لا سيما بالشق اللبناني ـ الفلسطيني، وبالتالي جاء تحرك حزب الله بناءً على طلب المتحاورين من أجل تهيئة الأجواء، وفي هذا الإطار جاءت دعوة جبريل لزيارة لبنان حيث كان اللقاء بشكل أساسي مع النائب الحريري، وأستطيع أن أعتبر أن الأمور بدأت توضع في نصابها الطبيعي".‏

وأكد الخليل أن الملف الفلسطيني ليس موضوع السلاح فقط، حيث آن الأوان لأن يتمتع الشعب الفلسطيني بأبسط الحقوق المدنية، و"كل اللقاءات التي أجراها جبريل في زيارته كان محورها الأساسي هذا الموضوع".‏

واعتبر الخليل "أن زيارة جبريل تشكل نقطة الانطلاق والبداية الصحيحة للعلاقة بين اللبنانيين والفلسطينيين، ونأمل أن يتم التوصل إلى نتيجة لأنه لا خيار بيننا إلا الحوار والتفاهم".‏

وكشفت تصريحات جبريل بعد لقائه القيادات اللبنانية أن هذه المحادثات حددت أولويات المعالجة وفق الآتي:‏

ـ التركيز على سبل إعادة الحقوق الحياتية والانسانية والسياسية إلى الشعب الفلسطيني.‏

ـ الاتفاق على تقديم دراسة كاملة حول حقوق الشعب الفلسطيني في لبنان خلال الأيام المقبلة إلى النائب الحريري الذي تعهد شخصياً بأن يتابع هذا الملف.‏

ـ الاتفاق على أن للفلسطيني حقه السياسي الكامل في العمل من أجل العودة إلى فلسطين وفق القرارات الدولية مثل القرار 194.‏

ـ ان موضوع السلاح الفلسطيني سيبحث داخل الغرف المغلقة.‏

وقال جبريل بعد لقائه السيد نصرالله ان "زيارته إلى بيروت تأتي بدعوة من هيئة الحوار الوطني للبحث في مطالب الفلسطينيين وإعطائهم حقوقهم كاملة", مشيرا إلى "أن موضوع السلاح الفلسطيني لم يبحث تفصيليا، إنما أجّل إلى حين تحقيق المصالح الفلسطينية معيشيا واجتماعيا وسياسيا حتى يتأمن حق العودة".‏

وأضاف أن "السلاح الفلسطيني خاضع للحوار لكننا لا نستطيع أن نتحاور حوله ونحن في وضع مأساوي بل يجب أن يشعر مواطنونا بالأمان"، مشيراً إلى أن "النقاش خلال اللقاءات في بيروت كان ايجابيا وما سمعناه شيء مبشر".‏

سعد حميه‏

الانتقاد/ مقالات ـ العدد 1156 ـ 7نيسان/أبريل 2006‏

2006-10-30