ارشيف من : 2005-2008
عميد الأسرى سمير القنطار:لن نلقي أنظف سلاح في التاريخ البشري
رأى عميد الأسرى سمير القنطار أن أجواء العام 82 عادت اليوم وبأدواتها القديمة الجديدة في محاولة لإطباق الخناق على المقاومة بدعم من نفس الأطراف التي سقطت مشاريعها في الماضي.
واعتبر في رسالة من سجن هداريم في فلسطين المحتلة تلاها شقيقه بسام
أن التخطيط لاغتيال سماحة السيد القائد حسن نصرالله "عمل جبان لو وقع لا سمح الله يترتب عليه الكثير من النتائج"، مؤكداً أننا "لن ننجر إلى الفتنة لأننا نعلم جيداً من هم أصدقاؤنا ومن هم أعداؤنا"، وجزم بأن " كل شيء سيتغير والفاتورة التي يجب أن يسددها أعداؤنا حين ذاك ستكون طويلة جداً".
وقال "أتمنى لك يا سيدي القائد وافر الصحة والعمر الطويل ونقول لك إنه طالما الدماء تسري في عروقنا فإننا نحن أبناء المقاومة لن نسمح لكائن من كان أن يمسّ عمامتك الطاهرة وعباءتك التي تظللنا بالعزة والكرامة والكبرياء".
وأشار عميد الأسرى الى العام المنصرم وما حمله "من تحديات وامتحانات وقلق على مصير الوطن ومن انقلاب في المفاهيم وقراءة الواقع عند البعض".
ورأى أن "الزمن قد عاد بنا إلى العام 1982، عام قيام الكيان الغاصب بغزو لبنان لضرب الثورة الفلسطينية والقوى الوطنية وجعل هذا البلد العربي مسلوخاً عن أمته، مرتبطاً بشكل مباشر مع حلقة العدوان الأميركية الصهيونية في المنطقة، وتقويض القيم الاجتماعية في بلدنا، وجعلنا مجموعة بشرية تائهة مجردة من كل انتماء للمكان والزمان".
وعرض للتجارب الماضية خصوصاً إبان الاحتلال الإسرائيلي وقيام المقاومة وقال: يوم انطلقت المقاومة الباسلة كان هناك فريقان في لبنان، فريق مستعد أن يقدم دمه حماية لشرفه وعرضه ووطنه، وفريق آخر مستعد أن يقدم شرفه وعرضه ووطنه ليحمي دمه. وخاضت المقاومة مشوارها الطويل واقتحمت المستحيل وقدمت خيرة أبنائها وقادتها وصنعت النصر الأول في تاريخ العرب الحديث. واليوم يعود العام 1982 بأدوات قديمة وجديدة ليحاولوا إطباق الخناق على مقاومتنا بدعم من نفس الأطراف التي سقطت مشاريعها في الماضي، عادوا بهدف حصارنا وطعن سوريا في خاصرتها والتنكر للدور الداعم لنا من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران. عادوا ليحاولوا قتل روح المقاومة فينا، عادوا كي يسقطوا ما أنتجته هذه المقاومة من أرفع القيم الاجتماعية والإنسانية النبيلة، عادوا من اجل أن يحولونا إلى كمّ بشري مهمل جشع لا قيم تجمعه ولا أخلاق توحده، عادوا ليحاولوا محو أنصع صفحات تاريخ لبنان من خلال تشويه دور المقاومة وتضحياتها ووطنيتها، هم عادوا ونحن ما زلنا هنا، هم عادوا ونحن بانتظارهم لنقول لهم: لن نترك لكم قبور شهدائنا والأرض التي ارتوت بدمائهم، لن نعطيكم أسماء شهدائنا لتلقوا بها في أقبية قصوركم، لا لن تغيب شمس سيد الشرفاء عباس الموسوي، ومعلم الأجيال كمال جنبلاط، ونصير الفقراء معروف سعد، وقنبلة الجنوب بلال فحص، وعشاق الموت من اجل أجيالنا القادمة، احمد قصير وصلاح غندور وإنعام حمزة وسناء محيدلي ومهدي مكاوي وفضل سرور ولولا عبود وجورج نصرالله وميشال صليبا والياس حرب. لن يقبل جرحانا بأن يتسولوا على فتات موائدكم. لن نلقي أنظف سلاح في التاريخ البشري. لن نشرع أبواب مدننا للغزاة المحتلين، لن نترك الفلاح الجنوبي يعود لخوفه من الذهاب إلى حقله، ولن ندعكم تخطفون اعتزاز وكبرياء أمهات المقاومين، ولن نسلمكم السياط لتجلدونا مرة أخرى في باحة سجن الخيام، ونقول لكم إن تطاولكم على رموزنا وقادتنا الكبار لن تلغي الحقيقة بأن الكرامة والشرف والعزة والوفاء والتضحية والصمود والوطنية كلها تجتمع في شخص واحد هو سماحة السيد حسن نصر الله.
وختم "خذوا الـ1559 وامضوا معه حيث تشاؤون، وعانقوا السفير الأميركي بحرارتكم الباردة جداً، فمشروعكم يترنح وسيسقط في الضربة القاضية إن شاء الله، وهيهات منا الذلة".
سمير القنطار
معتقل هداريم، فلسطين المحتلة
الانتقاد/ مقالات ـ العدد 1159ـ 28 نيسان/أبريل 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018