ارشيف من : 2005-2008
تهور وإحباط
افتعال السجالات بات السمة الأساسية التي تحكم أداء قوى الرابع عشر من شباط، وغالباً ما ترتد النتائج سلبياً عليها نتيجة التسرع إذا لم نقل التهور في إطلاق المواقف ثم التراجع عنها لضعف منطقها وسقوط حججها!
آخر "صيحات" السجال المفتعل محاولة إيهام اللبنانيين والرأي العام بأن المتحاورين أجمعوا على "الترسيم" بينما المحاضر تقول بـ"التحديد"، وهو ما أوضحه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في الذكرى الـ28 لاعتقال عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار.
الغريب أن كل الذين انبروا للرد على توضيح السيد نصر الله لم يخالفوا ما أتى به، بل أكدوا على "التحديد"، وأوردوا تفسيراتهم وتحليلاتهم الشخصية مع أن لكل من العبارتين دلالاتها اللغوية والقانونية الواضحة.
افتعال السجال الجديد عشية الجولة الجديدة من الحوار يطرح العديد من التساؤلات عن خلفيات المواقف التي يفترض أنها محل إجماع، وعن المستفيد من تأجيج الاحتقان في الشارع؟
هذا الأسلوب لم يعد ينطلي على أحد من اللبنانيين، وسبق لهم أن لاحظوا دأب بعض قوى الرابع عشر من شباط منذ بدء جلسات الحوار على اعتماد أسلوب القصف التمهيدي قبل كل جلسة حوارية، وكأن المطلوب إبقاء أجواء التوتر ونسف مساحة التفاؤل بعد جلوس الأطراف الأساسية في لبنان الى طاولة الحوار.
في كل الأحوال تدرك هذه القوى أكثر من غيرها، أن افتعال السجالات لن يغير واقع تراجعها المريع، وعدم قدرتها على تحقيق أهدافها نتيجة عوامل موضوعية تمتلكها القوى الأخرى التي أثبتت جدارتها في الحوار من خلال قوة منطقها، وامتلاكها رؤية واضحة للمصلحة الوطنية العليا بعيداً عن الحسابات الحزبية والفئوية الضيقة.
لم يعد أمام هذه القوى إلا الصراخ وافتعال السجالات لتقول إنها موجودة، وللتعويض عن فشل رهاناتها بعد اصطدامها بوقائع عنيدة توهمت أن بإمكانها تجاوزها بناءً على رهانات ستؤكد الأيام المقبلة عدم جديتها.
سعد حميه
الانتقاد/ مجرد كلمة ـ العد 1159 ـ 28 نيسان/أبريل 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018