ارشيف من : 2005-2008

رعاية!

رعاية!

عاد لبنان ليأخذ حيزاً من "الاهتمام" الدولي إعلامياً من خلال حدثين متزامنين كان مسرحهما الولايات المتحدة الأميركية. الأول تمثل بزيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة إلى واشنطن، ولقائه الرئيس جورج بوش ومسؤولى إدارة البيت الأبيض السياسيين والأمنيين والماليين، والأمين العام للأمم المتحدة كوفي آنان، إضافة إلى مسؤولي صندوق النقد الدولي. والثاني، إصدار الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لمتابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن تقريره الثالث حول المراحل التي قطعتها عملية تنفيذ القرار المذكور.‏

تزامنُ الحدثين زمنياً وعلى ساحة واحدة تقريباً، كثف الأضواء بقصد الإبهار، وإظهار "اهتمام" بدا واضحاً أنه إنتاج أميركي بامتياز يحاكي صناعة الأفلام الهوليودية تمثيلاً وإخراجاً لتحقيق مصالح وأهداف إدارة البيت الأبيض المشبوهة، ويستبطن محاولة واضحة لتوريط اللبنانيين في مزيد من التعقيدات وزرع بذور عدم الثقة فيما بينهم لتأجيج الهواجس والخلافات.‏

وإذا كان الرئيس السنيورة سعى خلال زيارته إلى تثبيت لبنانية مزارع شبعا في الخارج بناءً على تفويض وتوصية من مؤتمر الحوار الوطني، فإن واشنطن كانت تستدرج الجانب اللبناني وفق روزنامة مواعيدها ومصالحها.‏

وجاء توقيت لقاء بوش السنيورة محدداً في الثامن عشر من نيسان متزامناً مع ذكرى مجزرة قانا التي ارتكبها العدو الصهيوني في عدوان 96، وقبل يوم واحد من موعد تسليم "الناظر" لارسن تقريره لكوفي أنان، والذي لا يختلف عن التقارير السابقة لناحية محاولة تأجيج الخلافات فيما بين اللبنانيين!‏

ووشى أداء بوش خلال استقباله السنيورة بقدر كبير من الحفاوة والود المصطنعين أمام عدسات المصورين بأنه يريد توجيه رسالة لمن يهمه، وتعمده التذكير بـ"ثورة الأرز" و"نموذج لبنان الديمقراطي في الشرق الأوسط"!‏

لفتة الرعاية هذه، الغرض منها واضح، خصوصاً أنها تأتي بعد تقهقر قوى الرابع عشر من شباط وظهور بوادر فرز جديدة تضعها في موقع الدفاع بعدما كانت في موقع الهجوم.‏

سعد حميه‏

الانتقاد/ مجرد كلمة ـ العدد 1158ـ 21 نيسان/ ابريل 2006‏

2006-10-30