ارشيف من : 2005-2008
السيد نصر الله في الذكرى الـ28 لاعتقال عميد الأسرى وتضامناً مع الأسرى العرب:لقاؤنا مع سمير القنطار سيكون قريباً جداً جداً جداً
جدد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في الذكرى الثامنة والعشرين لاعتقال عميد الأسرى سمير القنطار التأكيد بأن "لقاءنا سيكون قريباً جداً جداً جداً"، مشدداً على أن وعد المقاومة بتحريره وعد حازم عازم راسخ ويمين وعهد مع الله لا يمكن ان يتزلزل أو يهن أو يضعف، ولا يمكن أن نتراجع عنه مهما كانت الصعوبات والتحديات".
وأشاد السيد نصر الله بصبر ونضال القنطار وسائر المعتقلين في السجون الإسرائيلية، مؤكداً أن تحريرهم "مسؤولية الأمة كلها، ولا يجوز لأي موقع في هذه الأمة أن يتخلى عنهم مهما كانت الاتهامات ومهما كانت الظروف والأثمان".
وتوقف السيد نصر الله في الاحتفال الذي نظمته الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين في ذكرى اعتقال القنطار وتضامناً مع الأسرى المعتقلين اللبنانيين والفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الصهيوني في قاعة الزهراء(ع) في مسجد الإمامين الحسنين (ع) ـ حارة حريك عند قضية المفقودين في الحرب اللبنانية داعياً إلى الإصغاء لـ"دموع وآهات وصراخ الأمهات"، والتعاون من أجل إنهاء هذا الملف.
وأوضح سماحته أن المتحاورين لم يجمعوا على "الترسيم" وإنما على "التحديد" في ما يتعلق بمزارع شبعا، داعياً القادة السياسيين إلى عدم ارتكاب المزيد من الأخطاء.
ورأى أن الإسرائيلي إذا خرج من مزارع شبعا بالسياسة وبالضغط الديبلوماسي فسيكون ذلك انتصاراً للمقاومة، وانتصاراً لسلاح المقاومة بلا عمليات.
ودعا في موضوع رئاسة الجمهورية قوى 14 شباط "إذا كانت صادقة ومقتنعة بترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية فلتقل ذلك على طاولة الحوار في 28 نيسان وتأخذ من عندنا الجواب".
بعد كلمة عميد الأسرى سمير القنطار تلاها شقيقه بسام تحدث السيد نصر الله فوجه تحية إلى سمير القنطار وقال: "أقول لعميد الأسرى وللمناضل الكبير وللمقاوم القديم، لقد قرأت كل رسائلك وخصوصا الأخيرة، وأنت قلت انك تراهن على المقاومة الإسلامية وتراهن عليّ، وأنأ أؤكد لك من جديد ان رهانك يا سمير القنطار رهان صحيح وسليم وستثبته الأيام والدم، أن وعدنا لك ولإخوانك المعتقلين والأسرى، هو وعد حازم عازم راسخ، هو يمين وعهد مع الله لا يمكن ان يتزلزل أو يهين أو يضعف، ولا يمكن أن نتراجع عنه مهما كانت الصعوبات والتحديات. إن وعدنا معك حتى هذه اللحظة، ان وعدنا معك عمّده دم اطهر شهدائنا، وبدماء هؤلاء الشهداء ستعود الى قريتك وعائلتك وجبلك، وسيعود إخوانك المعتقلون والأسرى عنوانا للحرية والشرف لنثبت لك وللعالم انك حر، وأننا أيضا أحرار. اليوم المعادلة هي أن نصنع حريتنا قبل أن نصنع حريتك، وان نثبت شرفنا قبل أن نؤكد على شرفك، وبهذا المعنى وهذه الروح تحمل المقاومة قرارك ووعدك وعهدها لك وتمضي، وانأ أؤكد لك أن لقاءنا سيكون قريبا جداً جداً جداً، إن شاء الله.
ولفت السيد نصر الله إلى استمرار استنفار الإسرائيلي على امتداد الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة في أعلى درجاته منذ شهر، مشيراً إلى "اتصالات رسمية ودولية معنا كانت تقول لنا ان سبب الاستنفار الإسرائيلي هو خشيتهم من قيامكم بخطف أو اسر جندي إسرائيلي".
وقال: "قلنا للرسميين ـ والدوليين، بأننا لسنا معنيين بطمأنة الصهاينة. قالوا إنهم قلقون فقلنا لهم منذ عام 1948 نحن في لبنان نقلق، دعوهم يقلقون لبعض الأيام".
وخاطب سمير القنطار بالقول "إن طريق حريتك وعودتك تعرفه ونعرفه وليس بحاجة لا إلى دراسات ولا الى مؤتمرات. أنت ستعود ببندقية المقاومة ودم المقاومة وفعل المقاومة، واليوم أريد أن أطمئنك وأطمئن كل إخوانك أننا عندما نمارس هذا الفعل الجهادي إنما نستند الى الحق بتحرير أسرانا بكل الوسائل المتاحة، ولعل الوسيلة الوحيدة المتاحة هي فعل المقاومة. إننا نستند الى القانون ولكن أريد أن أضيف أننا في لبنان وبالرغم مما حصل نستند الى إرادة شعبية عارمة عابرة للطوائف تؤيد فعل المقاومة من اجل تحريرك مهما كان الثمن، وهذا ما أيدته وأكدته كل استطلاعات الرأي حتى الآن بالرغم من كل الخطاب السياسي والتشكيكي.
وخاطب السيد نصر الله الزعامات السياسية المترددة أو المخالفة قائلا: "لو كان ولدكم هو الأسير في سجون الاحتلال كيف ستتصرفون وماذا ستقولون؟ لو وضع كل واحد نفسه في هذا المكان سوف يجد أن الموقف طبيعي ومنطقي جداً، والذي عليه أن يتخذه(...) عرفان الجميل لسمير القنطار والإخوة المعتقلين في السجون يقضي كما الوطنية والإنسانية أن نكون في هذا الموقع الذي لا ينسى أسراه، ولا يغفل عنهم ولا يتركهم في السجون، ويقدم الدم من اجل استعادتهم الى الوطن، وهذا هو الموقع الذي كنا فيه وسنبقى فيه ولن نتخلى عنه على الإطلاق".
وحيّا السيد نصر الله كل الأسرى اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين وخصوصا في الجولان المحتل والأسرى الأردنيين وكل أسير ومعتقل في سجون الاحتلال معتبراً أنهم "مسؤولية الأمة كلها، ولا يجوز لأي موقع في هذه الأمة أن يتخلى عنهم مهما كانت الاتهامات ومهما كانت الظروف والأثمان".
وقال: "أود أيضا أن أقول لسمير... نحن أيها المقاوم الصابر الصامد بحاجة إليك، وانت خلف القضبان، بحاجة الى صوتك وكلامك ونبرتك المرتفعة وعنفوانك وحماستك، والى إيمانك وثباتك وصمودك. نحن بحاجة إليك لأنك اليوم في لبنان تسكن في موقع الحجة. أنت حجة نضالية ووطنية وقومية كبرى. حجة على من؟ ولماذا أنت حجة؟ لأننا عندما نقرأ رسائل سمير الرجل الذي غادر بيته وعائلته وقريته وهو شاب في زهرة العمر ذهب ومضى للشهادة وليس ليبقى على قيد الحياة، فلم يكن في ذلك الجيل من العمليات أمل في العودة. سمير الذي أمضى 28 عاما خلف القضبان، ونحن نعرف السجن وماذا يمكن ان يفعل بالإنسان، فإذا بهذا الشاب الرجل وحتى اليوم صامد صلب وقوي يرفض أن يربح حريته حتى بالاعتذار من محتليه وسجانيه. هذا الرجل عندما نقرأ في رسائله هذا الكم الهائل بل هذا الجبل الشامخ من العزم والشجاعة والإرادة والتصميم والإيمان والثقة واليقين يصبح حجة على كل الذين يتخلون عن إيمانهم وعن يقينهم، وكل الذين تهن إرادتهم وتضعف عزائمهم، وكل الذين يتركون مواقعهم وينقلبون على تاريخهم وتاريخ آبائهم والأجداد. يصبح حجة على كل الذين يتركون خلف ظهرهم أجساد الشهداء ودماء الجرحى وعذابات الأسرى والأراضي المحتلة والمقدسات المنتهكة والأمة الذليلة المنكسرة المهانة التي لا عز فيها لولا سمير القنطار وأمثاله. اليوم هو هذه الحجة، واليوم ونحن نبحث عن عذر لنا قبل عامين أخذنا التزاماً من شارون بإطلاق سراح الجميع، ولكن المزايدات في حكومة العدو هي التي عطلت العملية".
أضاف "نبحث عن عذر ونقول لعل المشيئة الالهية اقتضت ان تبقى مدة ولن تطول لتبقى بك الحجة".
ولا بد من كلمة تقال في هذا المجال انك لتبقى الحجة العربية والنضالية والوطنية، وللأسف في بلد الطوائف المقفلة على بعضها البعض، ان تكون الى جانب الحجة العربية النضالية الوطنية اللبنانية، الحجة الدرزية في هذا الصراع، ليس فقط من اجل ان تحفظ أمتك، ستكون عنوانا ورمزا من رموزها الكبار، ليس فقط لتحفظ وطنك لبنان، بل لتحفظ طائفتك الموحدين وجبلك الشامخ وتكون رمزا وعنوانا من عناوينه الكبرى.
وتوقف السيد نصر الله عند قضية المفقودين في الحرب الأهلية اللبنانية داعياً إلى الاهتمام الجدي بهذه القضية بالرغم من أن آفاقها مسدودة.
وقال: "الحكومة الحالية أو مؤتمر الحوار الوطني أو أي إطار وطني معني بمناقشة هذه القضايا لإيصالها إلى النهاية المطلوبة، حتى ولو كنا مضطرين إلى إجراءات صعبة، لكن نستطيع أن نحصنها وطنياً... نحن هنا في وضع إشكالي بالتأكيد، فالضغط الإنساني للعائلات من جهة، والمصلحة الوطنية من جهة أخرى تضعنا جميعاً أمام حاجة لاتخاذ قرار وطني، وأن نتعاون جميعاً، وأنا اقول يمكن لو درس هذا الأمر أن نلجأ إلى تحصينه وطنياً، وأن يتعهد بعضنا لبعض بأن لا يستخدم هذا الملف ضد الفريق الآخر. قد يدعو هذا إلى الاطمئنان من أجل حل مشكلة هذه العائلات أو الأمهات أو الزوجات. لكن أنا لا أطرح فكرة محددة، أنا أقول يجب أن نصغي إلى دموع وآهات وصراخ الأمهات اللاتي يعتصمن ويجتمعن ويظهرن في وسائل الإعلام، وكل واحد منا إذا كان يستطيع أن يساعد ولو في دائرته أو إمكانياته المتاحة فضلاً عن الإمكانيات الوطنية الواسعة ينبغي أن نفعل ذلك".
كما توقف سماحته عند قضية بعض اللبنانيين المفقودين أو الموقوفين في سوريا، وقال: "هذا أمر أعتقد بأن سوريا والقيادة في سوريا تتعاطى بإيجابية معه، ونحن مشينا بعض الخطوات، وطبعاً سنتابع هذا الملف بمعزل عن أجواء المناكفة الموجودة في لبنان، وسنعمل مع الإخوة في سوريا وبالتعاون مع بقية اللبنانيين للوصول فيه إلى نهاية معينة. بكل الأحوال هذا الملف يجب أن يتم التعاطي معه على أساس إنساني وليس على أساس التوظيف السياسي أو التحاور السياسي أو الكمائن السياسية أو تسجيل النقاط السياسية إذا أردنا أن نصل فيه إلى نتيجة".
وتطرق السيد نصر الله إلى الحديث عن الإجماع على "الترسيم" وقال في إطار التوضيح: "سمعنا خلال الأسبوعين الماضيين أن بعض السياسيين في لبنان يقولون نحن أجمعنا في طاولة الحوار على كذا وأجمعنا على كذا. وبدأوا يخترعون إجماعات غير موجودة ويحملونها إلى العالم ويطالبون العالم بها. أنا سأذكر مثلاً واحد وهو أننا أجمعنا على ترسيم الحدود؟ لم نجمع على هذا أبداً ... بالعكس أكثر نقطة أخذت جدلاً على الطاولة هي ترسيم الحدود. أنا أقول للبنانيين وأقول للقادة السياسيين أن لا يرتكبوا أخطاء، يعني المزيد من الأخطاء والأخطاء. ما اتفق عليه في مؤتمر الحوار الوطني هو فقط ما تم إعلانه رسمياً من خلال دولة الرئيس نبيه بري الذي اتُفق على طاولة الحوار أن يكون هو الناطق الرسمي باسم الحوار الوطني. اقرأوا النصوص التي تلاها الرئيس نبيه بري فهل فيها ترسيم حدود! نحن كجزء من طاولة الحوار ـ وفي أكثر من مرة قلت لهم ـ بمعزل إذا كانت الأقمار الصناعية تستطيع أن ترسم أو لا تستطيع، نحن لدينا موقف وطني عقائدي ايديولوجي سياسي حازم من موضوع ترسيم حدود في ظل احتلال، وهذا قيل وتم تكراره، ولذلك تم الفرار من عبارة "ترسيم" إلى عبارة "تحديد" منطقة مزارع شبعا، والمقصود بـ"التحديد" هو التحديد العام، أن هذه هي المزارع، بعد التحرير نرسم الوادي والجبل والتلة والخلة بيننا وبين السوريين. المرحلة الأولى، هي تحديد منطقة المزارع، ولم نتفق على الترسيم، ولكن كل يوم يكرر ويقول اللبنانيون أجمعوا على كذا وسوريا ترفض هذا الإجماع! لا أريد أن أدخل إلى نقاط أخرى حتى لا نعمل فيها التباسات، لكن هذا مثل واضح وتم استخدامه كثيراً في الآونة الأخيرة".
وتابع "بالنسبة إلى موضوع مزارع شبعا، نحن سعداء ولا نخفي سعادتنا بأن مسألة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة تحظى بهذا الاهتمام الإعلامي والضجيج الإعلامي والسياسي اللبناني والعربي والدولي، وأن تكون نقطة أساسية في لقاءات القمم العربية والبيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية وغيرها. طبعاً، هذا يدعونا إلى السعادة. لماذا؟ لأنه وبكلام بسيط، لو لم يكن في لبنان مشكلة تحتاج أميركا إلى حلها، وتحتاج "إسرائيل" إلى حلها، اسمها سلاح المقاومة، ما كان أحد ليتذكر أن هناك شيئاً اسمه مزارع شبعا، وهي منطقة محدودة حظيت خلال السنوات الأخيرة باهتمام لم يحظ به الشريط الحدودي المحتل برغم أن فيه عدداً من المدن ومئات البلدات والقرى ومساحات شاسعة. لماذا هذا الاهتمام المحلي والإقليمي والدولي بالمزارع؟ البعض ليس مستعجلاً على تحرير مزارع شبعا، البعض مستعجل على نزع سلاح المقاومة! إذا بالسياسة وبالضغط السياسي والدبلوماسي ـ وإذا اقتنع الأميركيون، ولا يبدو أنهم مقتنعون، وأقنعوا الإسرائيليين ولا يبدو أن ذلك سيحصل ـ لكن، لنفترض أن الإسرائيلي خرج من مزارع شبعا فسيكون ذلك اليوم بالدرجة الأولى انتصاراً للمقاومة، وانتصاراً لسلاح المقاومة بلا عمليات. نفس وجود هذا السلاح، نفس اهتمام العالم بهذا السلاح سيكون سبباً أو قد يكون سبباً في تحرير مزارع شبعا، بينما لو قمنا بتسليم هذا السلاح عام 2000 لما تكلم أحد لا عن مزارع شبعا ولا عن الأسرى والمعتقلين".
وجدد السيد نصر الله دعوته المتحاورين إلى بحث موضوع سلاح المقاومة انطلاقاً من المصلحة الوطنية وليس على قاعدة أن لدى أي منا أو بعض منا التزامات وتعهدات مع جهات دولية، وهو يحاول أن يفي بهذه الالتزامات... في التفاهم الذي تم توقيعه بين حزب الله والتيار الوطني الحر، هناك نص على هذا الموضوع، أنه بعد المزارع والأسرى، هناك موضوع استراتيجية الدفاع الوطني، كيف نحمي البلد؟ السؤال الكبير هو كيف نحمي لبنان؟ طبعاً عندما نفترض "إسرائيل" عدواً. في استطلاعات الرأي اللبنانية، النسبة الأعلى ما زالت تعتبر أن "إسرائيل" عدو. النسبة الأعلى من الشعب اللبناني ما زالت تعتبر أن لـ"إسرائيل" أطماعا في لبنان وأنها تشكل خطراً. إذاً كيف نحمي لبنان؟ كيف ندافع عن بلدنا، هل اتفاقية الهدنة عام 1949 والعودة إليها تحمي لبنان وشعب لبنان؟ هل الضمانات الدولية من السيد بوش والسيد بلير والسيد فلان وفلان تحمي لبنان؟ فلنناقش. هل ضمانة حماية لبنان هو دخول لبنان في أحلاف عسكرية ومعاهدات دفاع مشترك كما هو حال "إسرائيل" الموقعة معاهدة مع أميركا حيث هناك التزام أميركي علني بحماية "إسرائيل"! وجورج بوش خلال الأشهر الماضية كل يومين أو ثلاثة يخطب خطاباً ويجدد التزامه العلني. ما هو الذي يحمي لبنان؟ القوة الذاتية؟ عظيم.. ما هي القوة الذاتية؟ من هي؟ الجيش، كيف؟ جيش ومقاومة، كيف؟ إذا وصلنا جيش ومقاومة، هناك هواجس من المقاومة، كيف نزيل هذه الهواجس؟ المقاومة لون واحد، كيف نجعلها متعددة الألوان؟ إذا دخلنا بهذه الطريقة إلى النقاش نصل إلى نتيجة، لأننا نكون جميعاً واضعين هدفاً نصب أعيننا، هو أن هدفنا وهمنا هو كيف نحمي بلدنا وشعبنا.
وسأل هل أميركا هي التي تحمي لبنان؟ وقال "أميركا رعت اتفاقية أوسلو، في الشهر الماضي فقط سقط 28 شهيداً فلسطينياً ولم يفتح الأميركيون فمهم بكلمة واحدة ولا مجلس الأمن، لكن عندما حصلت عملية "تل أبيب" حصل اجتماع عاجل لمجلس الأمن من أجل إدانة عملية تل أبيب، وخرج السفير الأميركي (في مجلس الأمن جون) بولتون ليستعمل أشد وأعنف عبارات الإدانة لعملية تل أبيب! لكن كل القتل اليومي الذي كان يحصل في فلسطين لم يفتح فمه بكلمة واحدة لا هو ولا إدارته ولا مجلس الأمن، وهذا شاهد حي لكيفية تصرفنا في المستقبل والمرحلة المقبلة.
وفي ما يتعلق بموضوع الرئاسة وبحثها في جلسة الحوار المقبلة في 28 الجاري أوضح سماحته أن حزب الله حتى هذه اللحظة لم يُسم مرشحاً محدداً في كل النقاشات الضيقة، ثنائية، ثلاثية، رباعية، خماسية، كبيرة، صغيرة.وقال "نحن لم نسم مرشحاً وأنا واضح جداً وأتحدث بمسؤولية، كنا نقول أنتم الأكثرية، وبالنهاية إذا سمينا نحن مرشحنا فلسنا نحن الأكثرية الفعلية في المجلس النيابي، فنحن لسنا في موقع من يقترح الاسم، إنما في موقع من يُقترح عليه الاسم ككتلة نيابية فنناقش. ثم بدأ يذاع في وسائل الإعلام أننا اقترحنا فلاناً وفلاناً وفلاناً، وهذا غير صحيح، نحن لم نقترح أي اسم، نعم، هناك أسماء عرضت علينا لم نقبل بها، وهناك أسماء أخرى عرضت علينا قلنا انها قابلة للنقاش. خلال الأسبوعين الماضيين، دأبت بعض الشخصيات من قوى 14 شباط وبعض وسائل الإعلام على صنع خطاب باتجاه قواعد التيار الوطني الحر وتقول لهم: هذا حزب الله وحركة أمل لم يسموا العماد عون لرئاسة الجمهورية، وحاولوا أن ينسجوا عليها روايات وأحاديث، وطبعاً هدف بعض هؤلاء وبعض وسائل الإعلام الإيقاع بين حزب الله وحركة أمل من جهة والتيار الوطني الحر، لأن في هذه المرحلة حصل نوع من الاصطفافات السياسية التي كانت واضحة على طاولة الحوار، وهناك أناس اعتبروا أن الهدف المركزي الذي يجب أن يعمل عليه الآن هو فك هذا التعاون بين حزب الله وحركة أمل من جهة وبين التيار الوطني الحر، وأنا أؤكد أن الشيخ سعد الدين الحريري لم يطرح شيئاً من هذا في وسائل الإعلام، وخط النقاش القائم بيننا وبينه يحظى باحترامنا واحترامه. بعض الوسائل طرحت السؤال: أنت ترشح العماد عون أم لا؟ ـ هم ليس قلبهم لا على العماد عون ولا قلبهم علينا، الذين يطرحون هذا السؤال غير قادرين على تصور لحظة من اللحظات أن يكون العماد عون رئيساً للجمهورية ـ لكن ما هو هدف البعض وليس الكل؟ هدفه أننا إذا قلنا: نعم، نحن نرشح العماد عون لرئاسة الجمهورية سوف يأخذون هذا الكلام بالصوت والصورة ويفتلون العالم كله من الكونغرس الأميركي إلى مجلس النواب الفرنسي إلى الأوروبي والبريطاني إلى الاسترالي والطلياني حتى يقولوا انظروا العماد عون هو مرشح حزب الله الإرهابي في لبنان! هم يتصورون أنه إذا أعلن حزب الله أنه يرشح العماد عون لرئاسة الجمهورية أن هذه وسيلة يمكن أن يحرق فيها العماد عون في العالم، باعتبار أن العالم مُفهَّم أن حزب الله منظمة إرهابية، فيظهر أن منظمة إرهابية هي التي ترشح العماد عون. وإذا قلنا لا، نحن لا نرشح العماد عون، فسيقال للتيار الوطني الحر: "شفتوا يلله اعلأوا ببعضكم".
ودعا السيد نصر الله بعض السياسيين وبعض وسائل الإعلام إلى ترك هذا اللعب الماكر وقال "أنا أحب أن أقول: إذا كانت قوى 14 شباط صادقة ومقتنعة بترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية فلتقل ذلك على طاولة الحوار في 28 نيسان وتأخذ من عندنا الجواب".
الانتقاد/ خطاب الامين ـ العدد 1159 ـ 28 نيسان/أبريل 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018