ارشيف من : 2005-2008
الجنوب ينتظر ساعة الصفر:الانتخابات رسالة واضحة تؤكد خياراً محسوماً
تجري بعد غد الأحد المرحلة الثانية من الانتخابات النيابية في دائرتي الجنوب الأولى والثانية بعدما جرت المرحلة الاولى الأحد الماضي في بيروت.
وباتت جميع الأنظار تتجه الى نسبة التصويت في هذه المرحلة بعدما انعدمت المنافسة مع حصول التحالف الكاسح بين حزب الله وحركة أمل والعديد من الأحزاب من بينها الحزب القومي السوري الاجتماعي وحزب البعث، اضافة الى ممثلي العائلات، وبحسب المعطيات فإن لائحة "المقاومة والتنمية والتحرير" ستنال قرابة الخمسة والثمانين في المئة من نسبة المقترعين في دائرتي الجنوب.
ويرى جميع المراقبين أن الاستحقاق الانتخابي في الجنوب هو استحقاق وطني عنوانه الاستفتاء الشعبي الكبير على خيار المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني، ورفض الهيمنة الاميركية على المنطقة ولبنان، ومن هنا ترى هذه الأوساط أن هذا الاستحقاق يشكل تحدياً سياسياً كبيراً يجب أن يبرهن الجنوبيون من خلاله على خياراتهم الوطنية الكبرى "لكسر" هذه الهجمة الاميركية الصهيونية الكبيرة الهادفة الى نزع سلاح المقاومة. وتشبّه هذه الأوساط ما سيجري الأحد المقبل في الجنوب بما حصل في الثامن من آذار في ساحة رياض الصلح التي حشدت مليوناً ونصف المليون لتفرض على الولايات المتحدة وضع كوابح لهجمتها عندما استغلت ظروف جريمة استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري لزعزعة السلم الأهلي ومحاولة ضرب المقاومة، وكانت النتيجة ان اصطدمت الهجمة الاميركية الصهيونية بصخرة وطنية منيعة عبّر عنها هذا الحشد الجماهيري الضخم الذي ثبّت الثوابت الوطنية الكبرى.
ويأمل المراقبون ان يتكرر هذا الأمر بشكل جلي بعد غد الأحد في صناديق الاقتراع، وخصوصاً ان ابناء الجنوب الذين قطعوا المسافات الطويلة من أقاصي الجنوب الى ساحة رياض الصلح لن يبخلوا بأصواتهم في صناديق الاقتراع ليؤكدوا مجدداً على الثوابت الوطنية، وفي مقدمتها خيار المقاومة ضد الاحتلال، وليوجهوا مجدداً رسالة واضحة للولايات المتحدة والكيان الصهيوني بأن خيار الجنوبيين هو خيار الرفض والمقاومة.
وعلى هذا الأساس فإن الاستحقاق الانتخابي في الجنوب موضوع تحت المجهر الدولي للنظر الى حجم المشاركة الشعبية في هذا الاستحقاق، كذلك فإن الاستحقاق الانتخابي في الجنوب الذي يأتي بعد اسبوع ونصف من ذكرى الانتصار التاريخي على الاحتلال سيشكل من خلال الاقبال الشعبي الكبير على صناديق الاقتراع احتفالاً من نوع آخر في ذكرى انتصار المقاومة على الاحتلال الصهيوني. هذا المنحى السياسي الوطني لانتخابات الجنوب أكدته قيادتا حزب الله وحركة أمل في أكثر من مناسبة عندما أشارتا الى ان تحالفهما هو واجب وطني تمليه ضرورات كبرى، ولا سيما مواجهة الاستهدافات التي تتربص بلبنان ومقاومته، وهو يشكل قاعدة أساسية من شأنها صون انجازات شعبنا والحفاظ على لبنان ببعده العربي والاسلامي، وأكدتا كذلك ان هذا التحالف ليس موجهاً ضد أحد على الساحة الجنوبية، انما هو لصون المشروع المقاوم كخيار استراتيجي لا يمكن التفريط به او المساومة عليه.
على أي حال المشهد الانتخابي في الجنوب بات واضحاً من حيث المنافسة الانتخابية، وإن كانت النتيجة محسومة لمصلحة لائحة التنمية والمقاومة والتحرير، ولكن الاستحقاق سيكون استفتاءً شعبياً على خيار المقاومة.
النتيجة المحسومة لم تمنع من وجود منافسين مستقلين في دائرتي الجنوب، حيث يوجد في الدائرة الاولى المرشح رياض الأسعد، ومرشح الحزب الشيوعي أنور ياسين، أما في الدائرة الثانية فكان البارز قرار الرئيس كامل الأسعد العزوف عن خوض الاستحقاق الانتخابي في وقت يستمر نجله أحمد الأسعد مرشحاً منفرداً عن أحد المقعدين الشيعيين في مرجعيون ـ حاصبيا، كذلك يبرز اسم مرشح الحزب الشيوعي عن مرجعيون سعد الله مزرعاني، فيما سجلت حركة عزوف يسارية كان من أبرزها عزوف النائب السابق حبيب صادق، اضافة الى عزوف المعارضة المسيحية في جزين.
كما فاز بعض المرشحين على لائحة المقاومة والتنمية والتحرير بالتزكية، وهم نائبا صيدا بهية الحريري وأسامة سعد، ومرشح جزين بيار فريد سرحال، والنائب قاسم هاشم.
على أي حال يومان يفصلان الجنوبيين عن المرحلة الثانية من الانتخابات النيابية، وهم سيؤكدون من خلال اقبالهم الكثيف على صناديق الاقتراع على خيارهم السياسي المتمثل بالتمسك بالمقاومة والثوابت الوطنية في مواجهة الهجمة الاميركية الصهيونية التي تريد النيل من الوطن وعناصر عزته وكرامته التي حققتها المقاومة عبر الانتصار التاريخي على الاحتلال.
هلال السلمان
التقسيمات الانتخابية في الجنوب
قسم القانون الانتخابي للعام ألفين، الجنوب الى دائرتين انتخابيتين، لكن وبصورة استثنائية جرت الانتخابات في ذلك العام على أساس الجنوب دائرة انتخابية واحدة، لأن اقرار القانون جرى قبل التحرير من الاحتلال الذي تحقق في الرابع والعشرين من أيار.
الدائرة الاولى في الجنوب تضم أقضية صيدا، الزهراني، صور، وبنت جبيل.
الدائرة الثانية تضم أقضية النبطية، جزين، مرجعيون وحاصبيا، اشارة هنا الى ان التقسيم الانتخابي لهاتين الدائرتين يختلف عن التقسيم الاداري لمحافظتي الجنوب والنبطية، ففي التقسيم الاداري تتبع جزين لمحافظة الجنوب فيما تتبع بنت جبيل لمحافظة النبطية.
تضم الدائرة الاولى في الجنوب اثني عشر مقعداً نيابياً على الشكل التالي:
في قضاء بنت جبيل ثلاثة مقاعد شيعية.
في قضاء صور اربعة مقاعد شيعية.
في الزهراني ثلاثة مقاعد، اثنان للشيعة وواحد كاثوليكي.
في صيدا مقعدان للسنة.
اما دائرة الجنوب الثانية فتضم احد عشر مقعداً على الشكل التالي:
في قضاء النبطية ثلاثة مقاعد للشيعة.
في قضاء جزين: ثلاثة مقاعد، اثنان للموارنة ومقعد كاثوليكي.
في مرجعيون وحاصبيا خمسة مقاعد، اثنان للشيعة، واحد للارثوذكس، مقعد سني ومقعد درزي.
بالاجمال يبلغ عدد المقاعد النيابية في دائرتي الجنوب ثلاثة وعشرين مقعداً.
أربعة عشر مقعداً شيعياً، ثلاثة للسنة، مقعد للدروز، اثنان للموارنة، اثنان للكاثوليك، ومقعد للارثوذكس.
عدد الناخبين
يتجاوز عدد الناخبين في الجنوب الستمئة الف ناخب، الشيعة نحو اربعمئة وستين الفاً، السنة قرابة ستة وسبعين الفاً، الدروز ثلاثة عشر الفاً، الموارنة ستة وستين الفاً، الكاثوليك خمسة وثلاثين الفاً، الارثوذكس احد عشر الفاً.
أما توزيع الناخبين في الدائرة الأولى في الجنوب التي تضم صيدا الزهراني وبنت جبيل، فيأتي على الشكل التالي:
شيعة قرابة المئتين والسبعين الف ناخب، السنة قرابة الثلاثة والخمسين الفاً، كاثوليك اربعة وعشرين الفاً، الموارنة اثنين وعشرين ألفاً.
يبلغ العدد الاجمالي للناخبين في دائرة الجنوب الاولى ثلاثمئة وتسعة وستين الف ناخب، أما في دائرة الجنوب الثانية التي تضم اقضية النبطية، جزين، مرجعيون وحاصبيا فيأتي على الشكل التالي:
الناخبون الشيعة مئة واربعة وثمانون الفاً، الناخبون السنة اثنان وعشرون الفاً، الدروز ثلاثة عشر الفاً، الموارنة واحد واربعون الفاً، الارثوذكس احد عشر الفاً، وعليه يبلغ العدد الاجمالي للناخبين في دائرة الجنوب الثانية قرابة المئتين والأربعة والثمانين الف ناخب.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018