ارشيف من : 2005-2008

مرشح حزب الله عن مرجعيون ـ حاصبيا محمد حيدر: انتخابات الجنوب استفتاء على خيار المقاومة

مرشح حزب الله عن مرجعيون ـ حاصبيا محمد حيدر: انتخابات الجنوب استفتاء على خيار المقاومة

ليس المقعد النيابي بالنسبة لمرشح حزب الله عن دائرة مرجعيون حاصبيا الحاج محمد حيدر ترفاً سياسياً أو وجاهة كما يعتقد بعض من يتنطحون لهذا المنصب، بل هو بالنسبة له مسؤولية كبيرة، وخصوصاً أن الرجل يفضل العمل بصمت من دون ضجيج وصخب الإعلام على الرغم من أنه يشغل منصب مدير عام قناة "المنار" حتى ترشيحه من قبل حزب الله عن المقعد الشيعي في دائرة مرجعيون ـ حاصبيا. ينشغل حيدر هذه الأيام بالجولات الانتخابية في الجنوب ضمن لائحة المقاومة والتحرير والتنمية، وهو يرى أن المرحلة استثنائية ومصيرية تستوجب العمل على تأكيد الخيارات والثوابت الوطنية، وعلى رأسها حماية المقاومة وسلاحها.‏‏

"الانتقاد" التقت المرشح محمد حيدر وسألته عن الأولويات السياسية والانمائية للمرحلة المقبلة فأجاب بما يلي:‏‏

* أنت اليوم تستعد لخوض غمار العمل النيابي، بداية ما هو شعورك عندما أبلغت بترشيحك؟‏‏

ـ عندما أبلغت بترشيحي عن دائرة مرجعيون ـ حاصبيا شعرت بثقل المسؤولية لكوني وضعت معايير صعبة للقيام بهذه المهمة، خصوصاً في هذه المرحلة الاستثنائية، ولأنني اعتقد أن من يريد أن يعمل في الشأن العام يجب أن يملك مواصفات وروحية وهمة عالية جداً.‏‏

* هذا الشعور بالمسؤولية الكبيرة على ماذا يستند؟‏‏

ـ سبق وقلت إنني وضعت معايير صعبة، وتجربة نواب حزب الله ماثلة أمامي كونهم حمّلوا مسؤوليات كبيرة حيال مسائل كثيرة، وإذا ما سألنا لماذا؟ الجواب هو أن حزب الله قدّم تجربة راقية ومشرقة في العمل المقاوم، وبالتالي أي عمل آخر يفترض أن يوازي هذه التجربة من حيث الإشراق والرقي، كون دماء الشهداء التي سالت دفاعاً عن الأرض والكرامات يجب أن تحفظ، ونقدم ما يليق بها، من هنا أشعر بعمق المسؤولية.‏‏

* ما هي التحديات التي تعتقد أنها ستواجهك في المرحلة المقبلة، وهل من أولويات محددة؟‏‏

ـ لنكن واضحين... نواب حزب الله ليسوا مشاريع زعامة، بل هم يحملون مشروعاً سياسياً يتضمن أولويات كثيرة. على المستوى الفردي سأحاول أن أضيف شيئاً في الأسلوب والمتابعة النيابية. أما في الشأن السياسي فأنتم تعلمون أن حزب الله من أولوياته الحفاظ على المقاومة، لا سيما أن البلد يمر بظروف صعبة بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وتداعيات القرار 1559، والانسحاب السوري من لبنان، لذا اعتقد أن لبنان يمر في مرحلة إعادة تشكل سياسي جديد لقواه السياسية، وربما لنظامه السياسي أيضاً، وهذا يتطلب إدخال بعض التعديلات على العمل السياسي التي يمكن أن تساهم لاحقاً في تطوير، ليس الحياة السياسية فحسب، إنما النظام السياسي أيضاً.‏‏

* ماذا في جعبتك لأبناء حاصبيا ومرجعيون؟‏‏

ـ انتم تعلمون أن منطقة حاصبياـ مرجعيون كانت واقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى غياب الدولة عنها خدماتياً منذ العام 1978، وينقصها الكثير من المشاريع الصحية والتربوية، إضافة إلى مشاريع أخرى مثل الري ومياه الشفة والطرقات وشبكات الكهرباء. سنسعى قدر الإمكان لتلبية حاجات المنطقة، وخصوصاً أن هناك مشاريع منجزة وقائمة، إنما لا روح فيها.‏‏

* برأيكم ما هي الوظيفة المطلوبة اليوم من المجلس النيابي في ظل المتغيرات السياسية التي طرأت على الساحة اللبنانية؟‏‏

ـ المجلس النيابي أمامه استحقاقات كبيرة, أولها إقرار قانون انتخاب جديد ومتطور بعيداً عن الحسابات السياسية والطائفية.‏‏

ثانياً: تشكيل حكومة جديدة على ضوء التوزيع السياسي الجديد للقوى السياسية التي ستفرزها الانتخابات النيابية، ثم استكمال تطبيق اتفاق الطائف بكل بنوده، لا سيما ما خص تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية.‏‏

* كيف قرأت نتائج انتخابات بيروت، وهل ستنعكس على انتخابات الجنوب؟‏‏

ـ اعتقد أن ما حصل في بيروت أمر طبيعي وليس مستغرباً في ظل غياب التنافس الحقيقي. أما في ما خص الجنوب فأتوقع إقبالاً كثيفاً، وان كانت بعض البلدات الجنوبية قد تشهد إقبالا ضعيفاً، نتيجة مواقف بعض القوى سياسية.‏‏

* البعض يعتبر أن حزب الله في تحالفه مع حركة أمل اختزل قوى سياسية أخرى على الساحة الجنوبية، ما ردك؟‏‏

ـ هذا ليس صحيحاً، فاللائحة تضم حزب البعث، الحزب القومي، تيار المستقبل، التنظيم الناصري، فضلاً عن قوى سياسية أخرى. كنا نأمل أن تتمثل بقية القوى.‏‏

* ما ردك على القائلين بأن قوى ثنائية دخيلة نصّبت نفسها على جزين وصادرت قرارها؟‏‏

ـ المعروف أن المرشحين على لائحة جزين خاضوا لمرتين انتخابات بلدية وفازوا فيها، كيف يمكن أن نقول إنهم من خارج جزين، هذا ادعاء باطل.‏‏

ماذا تقول للناخبين الذين سيتوجهون إلى الاقتراع في الخامس من حزيران؟‏‏

ـ الانتخابات القادمة ليست منافسة انتخابية، إنما استفتاء على خيارات سياسية في مقدمتها موضوع المقاومة، والقرار 1559، لذلك مطلوب من الناخبين الإقبال الكثيف على صناديق الاقتراع، لأن الاستفتاء هو على خيار المقاومة والالتفاف حولها، وهي رسالة موجهة للداخل والخارج للقول بأن أهل الجنوب ملتفون حول خيار المقاومة ويرفضون القرار 1559.‏‏

حسين عواد‏‏

2006-10-30