ارشيف من : 2005-2008
مجرد كلمة / موعد للوفاء
يتوجه الناخب الجنوبي يوم الأحد المقبل إلى صناديق الاقتراع ليمارس حقه وواجبه الديمقراطي في اختيار ممثليه تحت قبة البرلمان، وبالتالي تحديد خياراته الاستراتيجية التي لن تحجبها كثافة الغبار المثار عن "الحقيقة" الماثلة أمام عينيه. هذه "الحقيقة" التي يتعامى عنها البعض، يراها الناخب الجنوبي بأم عينه يومياً، ويسمع فحيحها في سكون الليل، وفي لحظات تأمله تقتحم طموحاته وأحلامه وتشعره بالقلق على مستقبله ومستقبل أطفاله.
بالتأكيد سيكون صدى صوت الناخب الجنوبي مدوياً في صناديق الاقتراع، ولا يقل عن دوي الرصاص الذي أطلقه المقاومون في صدر العدو طيلة عقدين من الزمن، اندحر بعدها مهزوماً يجر وراءه ذيول الهزيمة، وليسجل لبنان انتصاراً عزيزاً نحتفل هذه الأيام بذكراه الخامسة.
إحياء الذكرى وتزامنها مع الانتخابات في دائرتي الجنوب، مناسبة لتأكيد الانتصار وتوفير فرصة دوامه في المستقبل عبر تصويب الصوت بكثافة في صناديق الاقتراع للخيار الذي أعاد أصحاب الأرض التي كانت محتلة إلى أرضهم، والمياه إلى أصحابها، وأطلق الأسرى من زنازينهم، وردع العدو عن التمادي في انتهاك سيادة الوطن، وأقر رغماً عن أنفه بقوة ومنعة المقاومة.
هذا الناخب الذي لم يبخل يوماً بدمائه وبتقديم التضحيات الكبيرة وبذل العرق والجهد والأموال، وكان على الدوام وفياً للمضحين، لن يتوانى عن تكريس وفائه بكل الأشكال المتاحة، وما هو متاح هذه المرة هو التصويت بقوة لهذا الخيار.
الخامس من حزيران المقبل موعد جديد لقلب التواريخ وطيها إلى غير رجعة، فهذا التاريخ أراد منه العدو في عام 1982 أن يكون البداية لهزيمة أمة لم تدم مفاعيله إلا لعقدين من الزمن، أسدل الخامس والعشرون من أيار العام ألفين الستارة عليه، ومن الطبيعي أن يكون الخامس من حزيران المقبل موعداً جديداً يجبُّ كل تواريخ الهزيمة، ويؤكد ثقافة الانتصار بالوفاء للمقاومة.
سعد حمية
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018