ارشيف من : 2005-2008
تطورات!
تظهر بعض قوى "الأكثرية" المتحكمة بالسلطة اهتماماً مفرطاً بما يجري من تطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، من دون أن تعير الاهتمام المطلوب للمسائل الداخلية المتعلقة بحياة وهموم المواطن اليومية.
وقد يكون هذا الاهتمام محاولة للهروب من المأزق الداخلي الذي وقعت فيه هذه القوى، حيث فقدت قدرتها على الاستمرار في مشروعها، وهي تحاول تلمس تطورات أو استكشاف تغييرات ما قد تمنحها جرعات منشطة.
ثمة مسار تراجعي في أداء هذه القوى يؤكد انكفاءها وترنح شعاراتها الكبيرة المجردة، وإخفاقها في تحويل هذه الشعارات إلى واقع ملموس في حياة المواطن الذي كان ينشد التغيير ويتوق إليه لبناء دولة تؤمن له الحماية والعيش الكريم والأمل بغدٍ مشرق!
قد يحاول المواطن عبثاً أن يلمس الفرق بين هذه الحكومة وسائر الحكومات السابقة، وهذه الأكثرية والأكثريات السابقة، لكنه بالتأكيد لن يجد شيئاً قد تغير على الإطلاق... ليس في الأمر أية مبالغة أو تعميم، ويكفي هنا استرجاع بعض المفردات التي كانت تتردد سابقاً عن الفساد والمحسوبيات والأزلام.
فساد "الأكثريات السابقة" يتكرر حالياً في الوزارت والإدارات والمرافق والمؤسسات العامة... الحديث عن السعي لسيطرة جهة سياسية أو تيار سياسي على السلطة يكاد يصم الآذان... وحديث آخر عن عدم السماح بالإخلال بالتوازن الوظيفي بين الطوائف... وثالث عن الصفقات والأرباح وانتهاك الحقوق وو..
وعلى الرغم من هذه الأحاديث تبقى المحاسبة بعيدة المنال نتيجة "الأكثريات"، سواء في الحكومة أو المجلس النيابي، حيث تمارس ديمقراطية التعبير دون المحاسبة وتحمل المسؤولية السياسية!
ربما التطورات الإقليمية تطغى في المرحلة المقبلة على الساحة اللبنانية، وتترك تأثيراتها عليها، لكن من الأجدى للحكومة والقوى التي تقف وراءها الالتفات إلى هموم المواطن الذي أصبح آخر ما تهتم به الحكومة وحلفاؤها!
سعد حميه
الانتقاد/ العدد 1168 ـ مجرد كلمة ـ 30 حزيران/ يونيو2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018