ارشيف من : 2005-2008

المقاومة الإسلامية تعيد تثبيت معادلة توازن الرعب

المقاومة الإسلامية تعيد تثبيت معادلة توازن الرعب

انتهت جولة تصعيد جديدة افتعلها العدو الصهيوني على الحدود مع فلسطين المحتلة، وعاد الهدوء إلى المناطق الحدودية وبقيت معادلة توازن الرعب ثابتة بعدما توهم قادة العدو لساعات أن بإمكانهم قلب هذه المعادلة.‏

الوقائع الميدانية للمواجهات كشفت مرة أخرى أن من يملك "الكلمة الأخيرة" في المواجهة هو المقاومة الإسلامية وليس جيش العدو حسب اعتراف وسائل إعلام الكيان الغاصب التي أخذتها الرواية الإسرائيلية "الرسمية" للمواجهات إلى انتصار وهمي تلاشى مع غروب شمس اليوم الذي دارت فيه المواجهات.‏

ورأى مصدر مطلع أن جولة التصعيد الأخيرة محاولة إسرائيلية للدخول على خط النقاش الدائر في لبنان حول السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، أو حول بحث موضوع سلاح المقاومة، سواء كان هذا البحث على طاولة الحوار أو خارجها، وأن له رأياً في لبنان يجب أن يؤخذ به!‏

ووصف المصدر هذا التصعيد بأنه "نوع من الضغط والابتزاز السياسي بوسائل نارية لفرض رأيه، وهذا ما صرح به الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية آدم ريغيف الذي قال إن المطلوب من لبنان أن ينزع سلاح ما أسماه الميليشيات الفلسطينية واللبنانية وتطبيق القرارين 1559 و1680".‏

ولفت المصدر إلى الكلام الذي أعقب المواجهات وحاول الغمز من قناة المقاومة معتبراً أن مثل هذا الكلام يستفيد منه الإسرائيلي ويوظفه في مشروعه، كما إنه سقوط بالفخ الإسرائيلي لتبرير العدوان والوقوف إلى جانب منطقه ضد الضحايا الذين وقع عليهم العدوان.‏

واستغرب المصدر المطلع كيف أن الذين يدافعون عن أنفسهم يتحملون مسؤولية التصعيد في الوقت الذي يقتضي المنطق الوطني تحميل العدو المسؤولية، مشيراً بطريقة غير مباشرة إلى أن التصعيد الأخير يحمل في طياته رسالة دعم لاتجاه في لبنان يراهن على أن الخيار العربي الممانع قد ضعف مقابل صعود موهوم للتيار المناقض له الذي لم يتورع عن تبرئة العدو، لكن الحسم الذي اعتمدته المقاومة في ردها وعدم تخليها عن مسلّماتها جعل هذه الرسالة بلا معنى.‏

ولفت المصدر إلى أن العدو اختار التصعيد في هذه اللحظة في محاولة منه لفرض منطقه ومعادلته الخاصة القائمة على استباحة السيادة اللبنانية وتوسيع اعتداءاته مستغلاً الظروف السياسية على الساحتين المحلية والإقليمية، متوقعاً أن يكون حزب الله والمقاومة الإسلامية في وضع حرج إذا ما اختار الرد في ظل الظروف السياسة الراهنة. لكن توقعات العدو خابت مرة جديدة لأن المقاومة ردت بشكل قوي، وفهم العدو أن أي توسيع لعدوانه سيواجه بتوسيع الرد المقاوم ميدانياً، وهو ما ظهر من خلال قصف مواقع لم يطلها القصف سابقاً.‏

ويوضح المصدر "أنه بعد إحباط محاولة فرض معادلة جديدة، عاد العدو إلى صوابه بعدما جنّ قليلاً وفهم أن هناك توازناً لا يستطيع الانقلاب عليه، وهو ما فرض عليه العودة إلى التهدئة التي أسمتها قوات الطوارئ الدولية "وقفاً لإطلاق النار" لم تطلبه المقاومة بالتأكيد، إنما طلبه العدو الإسرائيلي".‏

ويخلص المصدر في تقويمه للجولة الأخيرة من التصعيد بأن زمام المبادرة ما زال في يد المقاومة، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي شعر بأن الضربات التي تلقاها في مراكز التحكم والسيطرة لديه مست بشكل مباشر عنفوانه، بينما اقتصر رده (المضخم إعلاميا) على استهداف القرى وبعض النقاط المحددة على الحدود. وهذا الأمر يفرض عليه إعادة تقويم للمواجهة، ودرس الرسائل التي حملها الرد المقاوم، وهو يعرف وحده مضامينها ودلالاتها وتأثيراتها.‏

ولفت المصدر أخيراً إلى أنه بعد المس بعنفوان جيش العدو خلال المواجهات أضطر في اليوم التالي للمواجهة إلى السكوت والتهدئة، وفي الوقت نفسه اعتماد التضخيم الإعلامي واختلاق انتصارات وهمية زاعماً بأنه ألحق خسائر كبيرة بين المقاومين وفي مواقعهم في محاولة واضحة لرفع معنويات جنوده الذين استعدوا لهذه المواجهة قبل مدة على طول الحدود.‏

سعد حميه‏

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‏

مراكز السيطرة والتحكم المعادية تحت نيران المجاهدين‏

على الصعيد الميداني بدأ التصعيد الصهيوني يوم الجمعة الفائت مع عملية اغتيال أحد قياديي حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في مدينة صيدا محمود المجذوب (أبو حمزة) وشقيقه نضال الذي أقرت وسائل إعلام العدو بمسؤولية جهاز "الموساد" عن الجريمة. ثم تمادى العدو في تصعيده بعد يومين بشن غارات جوية على مواقع الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة في الناعمة وموقع آخر لها في السلطان يعقوب (البقاع الغربي) ما أدى إلى سقوط شهيد وأربعة جرحى، بذريعة سقوط صواريخ داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.‏

ونقلت وكالة "يو بي أي" عن متحدث عسكري إسرائيلي أن صاروخي كاتيوشا سقطا فجر الأحد على قاعدة عسكرية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي لمراقبة الطيران في منطقة جبل ميرون القريب من مدينة صفد في الجليل الأعلى التي تبعد حوالى عشرين كيلومتراً عن الحدود، وأصيب جندي فيما تضرر أحد مباني القاعدة.‏

وفي اليوم نفسه وفي فترة بعد الظهر أطلق الجيش الإسرائيلي العنان لآلته العسكرية في قصف المناطق اللبنانية الممتدة من الناقورة حتى جبل الشيخ، وشنت طائراته الحربية غارات عدة على محيط الخيام ومرجعيون وخراج بلدة حولا وميس الجبل، وطاول القصف المدفعي أحياء عيترون ما أدى إلى إصابة مواطن، وإصابة طفلة في مرجعيون.‏

وأشارت المقاومة الإسلامية في بيان صادر عنها إلى التصعيد الصهيوني وتوسيع رقعة اعتداءاته، وقالت إنها "تصدت لهذه الاعتداءات من خلال قصفها لعدد من مواقع الاحتلال عند الحدود الدولية، كما قصفت مقر قيادة "فرقة الجليل" (ثكنة برانيت) وحققت العديد من الإصابات المباشرة".‏

وحملت المقاومة في بيانها العدو الإسرائيلي "مسؤولية هذا التصعيد الخطير". وأشارت إلى أن العدو "وحده الذي ارتكب جريمة اغتيال الشهيدين الأخوين المجذوب في صيدا، وهو يعرف أن جرائمه ستؤدي إلى ردود فعل وعواقب وخيمة عليه أن يتوقعها دائماً ويحسب لها كل حساب".‏

كما زفت المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد يوسف محمد علاء الدين (أبو محمد) مؤكدة استمراها في الدفاع عن أهلها وشعبها وأرض لبنان وسيادته مهما كانت التضحيات.‏

وكان حزب الله أدان في بيان سابق الاعتداءات الجوية على أكثر من منطقة لبنانية، التي استهدفت عددا من مواقع المقاومة الفلسطينية، واعتبر "ما حصل، يأتي في سياق الاستهداف الإسرائيلي للأمن والاستقرار في لبنان، والتي مثلت عملية الاغتيال الآثمة في صيدا إحدى محطاته البارزة".‏

وأكد أن "هذه الغارات العدوانية هي انتهاك سافر لسيادة لبنان واستقلاله واعتداء غاشم على أراضيه، وهي تشكل تصعيدا في مستوى العدوان المستمر الذي تمثله الخروقات اليومية للسيادة اللبنانية في الجو والبحر والبر، وهي تستدعي من الحكومة اللبنانية موقفا جديا وقويا، كما تتطلب من مختلف القوى السياسية خصوصا التي ترفع شعارات السيادة والاستقلال موقفا مماثلا في مواجهة الانتهاك الإسرائيلي السافر".‏

2006-10-30