ارشيف من : 2005-2008

بعد خطاب السيد نصر الله الكيان الإسرائيلي يدخل في حالة استنفار سياسي وعسكري متواصل

بعد خطاب السيد نصر الله الكيان الإسرائيلي يدخل في حالة استنفار سياسي وعسكري متواصل

الانتقاد/ محليات ـ العدد 1138 ـ2/12/2005‏

".. في الجيش الإسرائيلي يأخذون التهديدات (السيد نصر الله) بجدية تامة.." بهذه العبارات لخص أحد أهم المعلقين الإسرائيليين في الصحافة الإسرائيلية الانطباع العام داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في أعقاب خطاب تشييع الشهداء الذي ألقاه أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله.. كما لخَّص من خلالها الأجواء العامة التي سادت الكيان الصهيوني برمته، وعلى كل مستوياته السياسية والعسكرية والأمنية، حيث شمل تناول هذه التهديدات، تحليلاً واستشرافاً ومواقف، محللين وخبراء ومسؤولين من جميع الأجهزة والمؤسسات والمستويات وصولا إلى رأس الهرم أريئيل شارون ليتوج ذلك بإعلان الجيش الإسرائيلي مواصلة استنفاره ورفع حالة الجهوزية والتأهب على طول الحدود مع لبنان.‏

قد لا يكون جديدا الإشارة إلى الجدية التامة التي ينظر ويتعامل معها العدو مع تهديدات حزب الله وخاصة مع ما يقوله أمينه العام. لكن ما يميز هذه الجدية بالتحديد أنها تأتي في اللحظة السياسية التي كان من المفترض، بالمنظور الإسرائيلي، وتحديداً على لسان أريئيل شارون نفسه، من ضمن منظومة "تغييرات بعيدة المدى على طريق "اعتدال" لبنان". لكن سرعان ما تحول تقديره للوجهة التي يسير لبنان نحوها (الاعتدال بالمفهوم الإسرائيلي) إلى تأكيده على الجيش الإسرائيلي خلال جلسة الحكومة بضرورة "منع ذلك (أسر جنود اسرائيليين) بأي ثمن، لأنه يمكن أن يضعنا في مشاكل صعبة جدا جدا، وينبغي أن نحترس في هذه المواضيع" لأنه، وبحسب تعبير شارون أيضا بعد تهديد (السيد) حسن نصر الله "حزب الله يقول انه يهدد بخطف جنود وهذا ليس مجرد كلام".‏

أيضا من ضمن تناول قدرة حزب الله على تنفيذ تهديده نقل المعلق البارز في صحيفة معاريف بن كسبيت، أن مسؤولين رفيعي المستوى في الجيش الإسرائيلي والشاباك (الأمن العام)، يقدرون بأن "حزب الله سيتمكن عاجلا أم آجلا من تنفيذ عملية اختطاف أو إلحاق الضرر (بإسرائيل) في ظل استغلال للوضع المتعذر في قرية الغجر، ولذلك يطالبون في المؤسسة العسكرية بنقل كل سكان القرية المقيمين في الجانب اللبناني منها إلى الشطر الجنوبي، ومن ثم تشييد جدار أمني على الخط الأزرق المحاذي للقرية..."، ولكن هذا الخطر، بنظر الجيش الإسرائيلي، غير محصور بنقطة محددة إذ كشف، بن كسبيت، أيضا، أن الجيش الإسرائيلي "قام بسلسلة من الإجراءات والتدابير أبعد بموجبها الجنود عن السياج الحدودي.."، بينما قدرت محافل أمنية أخرى (هيئة مكافحة الإرهاب) أن حزب الله قد يحاول اختطاف رجال أعمال إسرائيليين في الخارج يواجهون ضائقة مالية ويبحثون عن صفقة مربحة.. وهو ما ذهب إليه أيضا تقدير رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي أهارون زئيفي فركش، الذي قال "إن حزب الله سيبذل جهدا لخطف رجال أعمال إسرائيليين موجودين حول العالم".‏

وكترجمة للتجاوب الإسرائيلي الجدي مع تهديدات حزب الله الجدية أتت قضية تحرير أجساد شهداء المقاومة الإسلامية حيث نقل عاموس هرئيل (المعلق العسكري في صحيفة هآرتس) تعليلا للمؤسسة الأمنية رأت في خطوة تسليم أجساد شهداء حزب الله على انها "استثنائية وتلبية لطلب الحكومة اللبنانية.. وبأن المسألة تعتبر إشارة إيجابية تجاه استعداد الحكومة اللبنانية بتحمل مسؤوليتها إزاء ما يجري في جنوب لبنان"، لكنه عقَّب على هذا التعليل بالقول "انه في خلفية القرار (تحرير أجساد شهداء المقاومة) يكمن اعتبار آخر، ففي "إسرائيل" يقدرون أن حزب الله ينوي تنفيذ عمليات خطف أخرى، ويعتقدون أن مبادرة إعادة الجثث من الممكن أن تكبح المنظمة..".‏

جهاد حيدر‏

2006-10-30