ارشيف من : 2005-2008

عود على بدء

عود على بدء

الانتقاد/ مجرد كلمة ـ العدد 1138 ـ2/12/2005‏

أسابيع عدة وينطوي عام جديد من حياة اللبنانيين، أقل ما يقال فيه انه من أصعب الأعوام بعد انتهاء الحرب الأهلية المشؤومة. عنوان هذا العام يكاد يكون واحداً، وهو اغتيال لبنان باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وانشغال لبنان بالبحث عن الحقيقة وكيفية الوصول إليها وسبل تحقيقها.‏

أحداث الأيام الأخيرة أعادت تظهير السؤال عن الحقيقة بعدما أزال الشاهد السوري هسام طاهر هسام القناع عن وجهه، وتراجع عن شهادته أمام لجنة التحقيق الدولية التي أوردتها في سبع فقرات ضمن تقرير رئيسها ديتليف ميليس إلى مجلس الأمن الدولي، ومن ثم تصريحات مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ابراهيم غامبري بأن القاضي ميليس "غير راغب في الاستمرار في عمله".‏

هذه الوقائع المستجدة في التحقيق من شأنها أن تثير التساؤلات والشكوك لدى الرأي العام الذي ينشد بفطرته الحقيقة المجردة بعيداً عن الغايات السياسية، ولطالما طالب بالحقيقة المستندة إلى الأدلة المادية الملموسة غير القابلة للنقض بأي شكل من الأشكال. وهذا من البديهيات في التحقيقات الجنائية العادية، فكيف إذا كانت قضية بهذا القدر من الأهمية يترتب عليها مصير دولتين شقيقتين، لا بل مصير منطقة بأكملها؟!‏

ميليس نفسه أكد في لقاء مع عدد محدود من الزملاء الصحافيين "أن الإفادة التي أدلى بها هسام أمام لجنة التحقيق الدولية "مغايرة تماماً لما تحدث عنه في سوريا"، وهذا يدفع إلى السؤال عن مصير الفقرات الواردة في تقرير استند عليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1636؟ هل تسقط هذه الفقرات أم سيكون مصيرها مماثلاً للفقرات التي استندت إلى أقوال الشاهد محمد زهير الصديق حيث تحوم الشبهات والشكوك حولها أيضاً؟‏

التساؤلات لا تنحصر في هاتين الشهادتين فقط، إنما تنسحب على وقائع هامة ثبت سقوطها، وأخطاء ارتُكبت أقر بها ميليس واعتذر عنها سابقاً بشكل علني، وكأن الأمور تعود إلى البداية الصعبة... لنبدأ من جديد!‏

سعد حميه‏

2006-10-30