ارشيف من : 2005-2008
شهر على اختطاف العدو للصياد محمد فران:اكتواء بنار الانتظار وعدم الاهتمام الرسمي
الانتقاد/ تحقيقات ـ العدد 1137 ـ 25/11/2005
مضى شهر على مأساة الصياد محمد عادل فران (21 عاما)، بعد تعرضه لاعتداء صهيوني في عرض البحر قبالة الناقورة جنوب صور. فالزوارق البحرية المعادية استهدفت مركبه بأسلحتها وأخفت الزورق لعدة أيام، ثم ظهر الزورق وآثار الرصاص عليه ولم يظهر الصياد وبات مصيره مجهولا، وأضيفت عائلة جديدة إلى لائحة آلام الانتظار لتحريره من الأسر.
مأساة الصياد فران عكست نفسها على عائلته التي فقدت معيلها الوحيد ومصدر رزقها اليومي ما يضعها على حافة المجهول. لكن المأساة الأكبر لهذه العائلة كانت عدم الاهتمام الرسمي بهذه القضية، فتحركت باتجاه المسؤولين وصولاً إلى تنفيذ اعتصام أمام السراي الحكومي، ووجهت نداءً بات معروفا من جميع المعنيين لكنه لم يلق جوابا حتى اليوم.
العائلة شرحت لـ"الانتقاد" معاناتها بفقد ابنها، وبدا الإحساس بالتراخي الرسمي إزاء هذه القضية مؤلماً، وخصوصاً أن المسؤول عنها معروف وقالت: "لقد قمنا باعتصام كبير أمام السراي الحكومي وقابلنا مجموعة من المسؤولين في الأمم المتحدة وقوات الطوارئ الدولية، ومجددا نخاطب المسؤولين من موقع انسانيتهم ومسؤوليتهم الوطنية أن يهتموا بقضية ابننا الاهتمام اللازم، وان لا يتجاهلوا دماء ابننا التي وجدت في الزورق، وكلها دلائل تشير الى مسؤولية الاحتلال الإسرائيلي عن اصابة ابننا محمد فران، واننا نحمل "اسرائيل" المسؤولية عما يحصل له في المستقبل، ونطالب بكشف مصيره وإعادته الينا حيا أم ميتا".
زملاء فران في مرفأ صور افتقدوه، وباتت مأساته مأساتهم، وخصوصاً أن ما حدث معه يمكن أن يحدث لأي منهم مستقبلاً، ومعاناة محمد أضافت حلقة جديدة إلى معاناتهم اليومية مع الكيان الصهيوني.
وقال نقيب صيادي الاسماك في الجنوب خليل طه "ان هناك تجارب مريرة للصيادين مع هذه الدولة العنصرية الغاصبة، مليئة بالعذاب والألم. فران هو من الصيادين الفقراء الشرفاء الذي كان يطارد لقمة عيشه ويعمل ليلا ونهارا ولا يمد يده لاحد، لهذا نطالب مجددا بتحرك محلي ودولي للكشف عن مصيره".
وقال شادي الحاج (25 عاما): لا اعرف في زميلنا محمد فران سوى الجهد والنشاط والقوة في ركوب البحر. ليس لدينا شك بأنه ضحية اعتداء اسرائيلي، خصوصاً أنه قبل أسابيع وعلى مدار يومين متتاليين كان كل صياد يحاول الاقتراب من المياه الإقليمية في الناقورة يتعرض لوابل من نيران الزوارق المعادية، ونجوا بأعجوبة!
ويتجاوز الإحساس بإهمال هذه القضية الإنسانية، عائلة فران وزملاءه ليصل إلى المستوى السياسي المطالب للحكومة بتحمل مسؤولياتها تجاه مواطنيها، وكذلك لقوات الطوارىء الدولية العاملة في الجنوب التي يبدو أنها لم تقم بدورها كاملاً.
وقال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن حب الله: "على الدولة اللبنانية ان تتحمل المسؤولية بكافة أجهزتها لمعرفة مصير الصياد فران، ونطالب خفر السواحل والمسؤولين في القوات الدولية بالتعاون من اجل المساهمة الميدانية في الكشف عن مصيره".
وأضاف مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق: "هي قضية كل اللبنانيين وكل الوطن، وما قامت به القوة الدولية في الناقورة للبحث عنه في البحر غير كاف، ونطالب برفع مستوى الاهتمام من قبل الأجهزة الرسمية لأن هذا الموضوع يتعلق بسيادة لبنان".
الاعتداء على الصياد فران ليس الأول من نوعه على الصيادين منذ الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب في ايار العام 2000، إنما هو حلقة في مسلسل المعاناة المستمرة التي تتخذ شكل إطلاق نار على الزوارق أو الخطف والقتل، وهو ما كان يقوم به الاحتلال منذ العام 1948 ضد قطاع صيادي الأسماك في صور والجنوب.
محمد جعفر
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018