ارشيف من : 2005-2008
انتخابات مجالس الفروع في الجامعات الخاصة: فرز سياسي طائفي وحزب الله يخترق بعض الجامعات
الانتقاد/تقارير ـالعدد 1137 ـ 25/11/2005
عكست انتخابات المجالس الطلابية في عدد من الكليات والجامعات الخاصة أرجحية لتحالف التيار الوطني الحر مع حزب الله مقابل تحالف قوى 14 آذار الذي ضم تيار القوات اللبنانية وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي. وتمكن التحالف الأول من حصد مقاعد لا بأس بها في الجامعة الأميركية واليسوعية وكلية طب الأسنان في الجامعة اللبنانية في سن الفيل، مقابل فوز ضعيف للتحالف الثاني، وإظهار حقيقة ما يقال عن الأغلبية التي تحكم لبنان منذ الانتخابات النيابية.
وإذا كانت التحالفات الطلابية قد جرت وفق حسابات سياسية عند بعض الأطراف المشاركة، فإن حزب الله لم يخض المعركة الطلابية وفق ما يسمى التحالفات المركزية، ومن ثم إسقاطها على كل الجامعات، إنما وضع نصب عينيه جملة اعتبارات، منها رغبة حزب الله بأن تكون علاقته مع كل الأطراف على الساحة الطلابية جيدة، وهو لم يصنف أحداً في خانة العدو، ولديه علاقات جيدة مع كل الأطراف الطلابية والشبابية، ويريد لها أن تتطور وتنمو، سواء مع ما يسمى بقوى 8 آذار أو 14 آذار".
وتشير مصادر طلابية في حزب الله إلى أن الخلاف مع بعض القوى السياسية لا يعني بالضرورة عدم التحالف معها في ما خص الانتخابات الطلابية.. والحزب انطلق من فكرة عدم أخذ السياسة إلى حدها الأقصى كما فعلت بقية الأطراف الأخرى، على اعتبار أن السير في هذه الصيغة قد يضّيع على الطلاب حقوقهم التي يطالبون بها دوماً.. ذلك أن هناك شرائح طلابية لا تؤيد أي طرف من الأطراف السياسية المتنافسة، ولها مطالب محقة لا يستطيع أحد أن يتجاهلها.. فضلاً عن أن لكل كلية أو جامعة خصوصية تميزها عن غيرها، تنطلق من التركيبة الكيمائية العائدة للطلاب في هذه الكلية أو تلك.
ويورد المصدر مثالاً ما حصل عشية انتخابات مجالس الطلاب في الجامعة الأميركية ـ اللبنانية، حيث كانت لدى حزب الله رغبة في التحالف مع تيار "المستقبل" و"التقدمي"، مع ترك مقعدين شاغرين (8 من أصل 10) للقومي والعوني، إلا أنه في اليوم التالي رفض أحد الأطراف هذه الصيغة، ما أدى إلى فرط التحالف.
ويوضح المصدر مغزى المثال بالقول: "إن حزب الله لم ينطلق من خلفية المواجهة مع أحد ولا من خلفية إيصال رسائل سياسية كما فعل الآخرون".
ويسجل المصدر ارتياحه للنتائج، لا سيما في الجامعة الأميركية التي تشكل قوة جذب سياسي كبير للقوى الطلابية، فضلا عن نتائج انتخابات الجامعة اليسوعية، اذ استطاع حزب الله لأول مرة أن ينجح في هذه الساحة بتحالفه مع التيار العوني، من خلال مرشحين اعتبروا محسوبين على خط المقاومة. إضافة إلى فوز تحالف حزب الله والتيار العوني ثلاث سنوات في انتخاب الهيئة الطلابية لكلية طب الأسنان في الجامعة اللبنانية في سن الفيل.
وبرغم حالة الارتياح للنتائج، إلا أن المصدر يورد جملة ملاحظات على الأجواء العامة، وهي ذات أبعاد استدلالية:
ـ تنامي الحالة المذهبية والطائفية لدى بعض القوى الطلابية.
ـ انعكاس الفرز السياسي القائم في البلاد على القوى الطلابية، لا سيما بين التيارين "العوني" و"القواتي" وبعض القوى السياسية الأخرى، وترجم ذلك إشكالات في عدة جامعات وكليات، لا سيما في الجامعة الأميركية ـ اللبنانية وكلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال في اللبنانية (الفرع الثاني)، حيث وقع إشكال بين الطلاب العونيين والقواتيين على خلفية ندوة سياسية دعا إليها كل من طلاب التيار العوني والهيئة الطلابية المؤلفة في معظمها من طلاب "القوات"، فجرح فيها نحو عشرة طلاب من كل طرف.
ـ رفع الشعارات السياسية من قبيل إسقاط رئيس الجمهورية وإزالة بقايا النظام الأمني، وذلك على حساب مطالب وحقوق الطلاب!
ـ انحسار ما يطلق عليهم "القوى الطلابية المستقلة" لمصلحة القوى ذات الانتماء السياسي.
ويخلص المصدر إلى استنتاج مفاده أن استمرار الانقسام لدى الأطراف السياسية وقادة الرأي قد ينعكس سلباً على الشريحة المثقفة من اللبنانيين، ومنهم الجامعيون الذين يشكلون ما يسمى بالانصهار الوطني.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018