ارشيف من : 2005-2008
ارز لبنان في حراسة العملاء
كتب أنطوان غريّب في صحيفة "الشرق" اللبنانية لهذا اليوم الخميس 15 أيلول/ سبتمبر 2005
آخر التقليعات التافهة التي تنبت في الساحة اللبنانية كالفطر السام، في هذا الزمان الاميركي الرديء، كانت تقليعة شرذمة متبقية مما يسمى بحراس الارز، الذين عادوا فجأة من مزبلة التاريخ، أو من حضن العمالة لإسرائيل، لا فرق بين المنبتين النتنين، مدعين صفة حزب لم يكن يوماً أكثر من فلول العمالة الهاربين من وجه العدالة.
من سخرية هذا الزمان الرديء ان ينبري هؤلاء الى عقد مؤتمر صحافي في أحد الفنادق ليطرحوا ما اسموه خطة عمل، اعادتنا بالذاكرة الى زمان الفتنة السيئة الذكر، وقد فاجأنا ان تسمح السلطات اللبنانية المعنية بعقد مثل هذا المؤتمر الصحافي باسم حزب غير موجود، بل ومدان وملاحق وقيادته محكومة وفارة من وجه العدالة. ولكن ما طمأننا مبادرة مدعي عام التمييز الذي اصدر قراراً فورياً بالتحقيق مع من عقد هذا المؤتمر حول ما تضمنه من طروحات تؤكد استمرار العمالة لإسرائيل والعداء الشوفيني للعرب والدعوة الى قتل الفلسطينيين في لبنان.
لن نكرر هذه الطروحات العنصرية كي لا نساهم في تعميم الكفر، لاننا بعكس المثل الشائع نؤمن بأن ناقل ومعمم الكفر هو أيضاً كافر، ولكننا نتساءل كيف سمح لمثل هؤلاء من تحقيق هذا الاختراق الاعلامي بمثل هذه السهولة، وكيف يسمحون لان تصبح ساحتنا مستباحة لمثل هؤلاء العملاء ودعاة الفتنة العنصرية؟
نحن، ونكرر ذلك للمرة الالف، من اشد الحريصين على الحريات العامة، الاعلامية منها والسياسية، وقد كنا وحدنا من تصدى، في مرحلة ما، لمحاولات كم الافواه حين حاول البعض فرض الرقابة المسبقة على الصحافة، ونقيب الصحافة الذي نجل ونحترم الاستاذ الكبير محمد البعلبكي شاهد على مواقفنا تلك. ولكن ان تتحوّل هذه الحرية الى استباحة المحرمات من ثوابت وجود الكيان اللبناني، ودعوة الى العنصرية وارتكاب المجازر الجماعية بحق اهلنا الفلسطينيين المقيمين قسراً في لبنان وإعلان العداوة لكل ما هو عربي وسوري، الى آخر هذه الدعوات المجرمة المخالفة للدستور والداعية للعودة الى أجواء الفتنة التي وأدها اللبنانيون منذ سنوات، فهذا يناقض إطلاقاً مفهوم الحرية المسؤولة، ويقع في دائرة الدعوة الى الارهاب المنظم والى بث الفرقة والفتن بين اللبنانيين.
لذلك كنا نأمل من الدوائر المختصة في الدولة ان تمنع مثل هذا التحرك المشبوه قبل ان يحصل ويبث سمومه عبر الاعلام، لان الوضع اللبناني الراهن دقيق جداً ولا يجوز تعريضه الى مثل هذه الاختراقات العميلة.
كلمة أخيرة الى مدعي الصفة هؤلاء ان ارز لبنان أمنع وأكبر وأكثر شموخاً من ان يكون مثل هؤلاء الزرازير العملاء حراساً له.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018