ارشيف من : 2005-2008
تصدي المقاومة الإسلامية للخروقات الإسرائيلية:تكريس للمفهوم الحقيقي للاستقلال وتثبيت لقدرة الردع
الانتقاد/ مقالات ـ العدد 1136 ـ 25/11/2005
كرست المواجهات البطولية التي خاضتها المقاومة الإسلامية مع جنود الاحتلال الإسرائيلي عشية الذكرى الثانية والستين لاستقلال لبنان، ورد المقاومة النوعي على الخروقات المتكررة للسيادة اللبنانية سواء في الغجر أو في ميس الجبل، قدرة الردع لدى المقاومة، وجهوزيتها الكاملة للدفاع عن لبنان وحمايته، مقابل عجز واضح للعدو كشفتة المشاهد المصورة للمواجهات لتكرس مرة أخرى مشهد الهزيمة القاسية على أكثر من صعيد.
وجاءت المواجهات بعد سلسلة طويلة من الخروقات كتأكيد عملي جديد لمفهوم الاستقلال الحقيقي الذي مارسته المقاومة فعلياً من خلال تحريرها جزءاً كبيراً من الأراضي اللبنانية المحتلة في العام ألفين، باستثناء مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وحماية السيادة الوطنية عبر معادلة الرعب التي أرستها دماء المجاهدين على الحدود مع فلسطين المحتلة، من دون أن يتمكن العدو من الإفلات منها برغم محاولاته المتكررة.
وبدا واضحاً أن تصدي المقاومة لاختراق السيادة اللبنانية في قرية الغجر ثم في ميس الجبل يأتي في إطار ممارسة واجبها في حماية السيادة التي تمادى العدو في انتهاكها في الفترة الماضية، وأخذت طابعاً استفزازياً صارخاً، وكشفت نياته تجاه لبنان منذ عيد الفطر المبارك، وتُرجمت هذه النيات من خلال:
ـ المناورات العسكرية التي نفذتها وحدات من جيش العدو في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وإطلاقها عشرات القذائف من العيار الثقيل باتجاه الأراضي اللبنانية.
ـ التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع، والحربية، في الأجواء اللبنانية بشكل يومي، وبلوغها العمق اللبناني، إضافة إلى تحليق فوق أجواء المخيمات الفلسطينية، وإلقائها قنابل إنارة فوقها أكثر من مرة، ورصدتها بيانات مديرية التوجيه في الجيش اللبناني بشكل يومي، وتصدت لها المضادات الأرضية التابعة للجيش اللبناني أكثر من مرة.
ـ جابت الزوارق البحرية الشاطئ اللبناني ووصلت قبالة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في صيدا وصور، وقيامها قبل شهر بإطلاق النار على زوارق الصيادين، واختفاء أحدهم في عرض البحر.
ـ عقد اجتماع لما يسمى المجلس الوزاري المصغر لبحث الوضع في جنوب لبنان، والحديث الصهيوني المتكرر عن نية حزب الله القيام بعمليات نوعية، وتسريبها إلى الصحف، واتخاذ تدابير ميدانية بمحاذاة الحدود اللبنانية.
وربطت مصادر سياسية مطلعة بين التصعيد وما يجري داخل المجتمع الصهيوني من أزمات يعاني منها رئيس حكومة العدو أرييل شارون، لا سيما بعد الانقسامات الحاصلة داخل حزب الليكود وإجراء انتخابات مبكرة، ورأت أن المراد من التصعيد تسليط الأضواء على ما يجري في لبنان وصرف النظر عما يجري هناك.
ولفتت المصادر إلى التعاطي المسؤول للمقاومة مع هذا الواقع التصعيدي، إذ كانت تراقب ما يجري، ولفتت أكثر من مرة لخطورة هذه الاعتداءات، واحتفظت لنفسها بحق الرد على هذه الخروقات على أمل أن تتحرك الجهات الدولية التي تدّعي الاهتمام بلبنان، أو أن يتحرك مجلس الأمن الدولي من أجل ردع الإسرائيلي عن التمادي في التصعيد، لكن هذه الجهات لم تنبس ببنت شفة مقابل التأكيد بمناسبة أو من دون مناسبة على أهمية تنفيذ القرارات الدولية، لا سيما تلك التي تستهدف سلاح المقاومة لإراحة العدو وتوفير الأجواء الملائمة دولياً لتحقيق أهدافه!
ولفتت المصادر إلى التحرك الدولي واجتماع مجلس الأمن عقب المواجهات، وإصرار واشنطن وباريس ولندن على تحميل حزب الله مسؤولية المواجهات، واستغلال المنبر الدولي للتحريض ضد حزب الله وسلاحه، والمطالبة بالقرارات الدولية التي طالب وزير خارجية العدو سيلفان شالوم بتطبيقها لا سيما القرار 1559!
وأضافت المصادر "من الطبيعي أن تكون المقاومة على جهوزية تامة للتصدي لهذا التصعيد، وخصوصاً أن قرار تثبيت قوة الردع ثابت لديها، وحصول الخرق بالطريقة التي حصل فيها في القسم اللبناني من قرية الغجر أمر لا يمكن السكوت عليه أو يسمح به، فكان لا بد من الرد والمواجهة، وعندما وسع العدو دائرة المواجهة كان رد المقاومة بأسلوب نوعي نتج عنه تدمير موقعي الغجر والعباسية لتثبيت حالة الردع والمعادلة التي أرستها المقاومة لحماية السيادة اللبنانية".
ولفتت المصادر إلى أن الرد لو لم يأت بهذا الشكل لكان العدو استمر في عدوانه، ولكنه عندما لمس جدية قرار المقاومة بالتصدي لخروقاته اضطر الى الاكتفاء بهذا الحجم من المواجهة.
سعد حميه
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018