ارشيف من : 2005-2008
حزب الله يعزز تواصله مع القوى السياسية:رؤى مشتركة وتفاهمات تعزز تحصين الساحة اللبنانية
الحركة السياسية التي تشهدها الساحة اللبنانية لمواجهة التحديات التي تواجه لبنان من بوابة القرارات الدولية المتلاحقة سواء تلك التي تعني لبنان( 1559) أو سوريا( 1636)، عبرت عنها اللقاءات والاجتماعات التي شهدها مقر الأمانة العامة لحزب الله مع رئسي الحزبين الشيوعي والقومي والرئيس سليم الحص على رأس وفد من القوة الثالثة, ثم الزيارات التي قام بها وفد من المجلس السياسي في الحزب إلى رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الوزير السابق طلال أرسلان ثم إلى الجماعة الإسلامية. وقد كانت رؤية الحزب للمرحلة الحالية التي يمر بها لبنان والتي تعتبر دقيقة للغاية كما أنها تتطلب انفتاح الجميع على الحوار والتواصل بغية الوصول إلى نقاط مشتركة وتفاهمات تؤمن مصلحة البلد وتجنبه المخاطر الناتجة عن التدخل الأميركي في شؤونه الداخلية، هي الخلفية التي تحكم هذا التحرك وتحصن الساحة الداخلية.
ويفيد مطلعون على أجواء هذه اللقاءات أنها تطرقت إلى آخر المستجدات على الساحة المحلية والاقليمية لا سيما المشروع الأميركي واستهدافاته محلياً وإقليمياً ومحاولات الاستغلال الفاضحة للتحقيقات بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لمحاصرة سوريا وعزلها إقليمياً ودولياً.
وأشار هؤلاء المطلعون إلى تقاطع تحرك حزب الله مع تحرك للقوة الثالثة التي يترأسها الرئيس سليم الحص، مشيرة إلى قراءة مشتركة لدى الطرفين للمشروع الأميركي واستهدافاته، والتحذير من اعتماده على إثارة الفتنة، وقد أبدى الرئيس الحص ثقته بحزب الله وبقدرته على تحصين الوحدة في لبنان، وجرى التوصل إلى تفاهمات مشتركة حيال التعاطي مع بعض المواضيع.
ولفت المطلعون أيضاً إلى أن موضوع الوصاية الدولية على لبنان ـ لا سيما الأميركية ـ أخذت حيزاً مهماً من البحث، وكان الموقف متطابقاً تجاهها مع جميع الأطراف، كما كان التشديد على الوحدة الوطنية ومتابعة الحوار والتواصل.
وتوقف المطلعون على أجواء هذه اللقاءات عند اللقاء مع الحزب الديمقراطي، وأوضحوا أن الزيارة لاقت صدى إيجابياً ترجمها الأخير بتفهمه للظروف التي رافقت الانتخابات وأملت حينها التحالفات، بالإضافة إلى إبدائه دراية عالية بالمخاطر التي تتهدد لبنان والمنطقة.
ونقل المطلعون بأن الأجواء بين الطرفين كانت ممتازة، وهو ما ينسحب أيضاً على الاجتماع مع الجماعة الاسلامية خصوصاً في ما يتعلق بتمتين الوحدة الإسلامية والتحذير من الفتنة التي تسعى لها واشنطن سواء في لبنان أو في العراق.
وفي سياق متصل، أشارت مصادر مطلعة على الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر، إلى أن الحوار يسلك طريقه، وأن هناك تفاهمات حول العديد من القضايا الإجتماعية والإصلاحية، وأن البحث ما زال قائماً في القضايا السياسية الرئيسية، وخصوصاً سلاح المقاومة، وان الطرفين متفقان على متابعة الحوار بشأنها.
مروان عبد الساتر
الانتقاد/ مقالات ـ العدد 1136 ـ 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2005
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018