ارشيف من : 2005-2008
تأجيل!
الانتقاد/ مجرد كلمة ـ العدد 1133 ـ 28/10/2005
انتظر اللبنانيون بفارغ الصبر تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس حول جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتوقعوا أن تظهر الحقيقة واضحة كالشمس، وأن تبهرهم بنورها، وبالتالي ينال المخطط والمموّل والمنفذ جزاءه.. ومن ثم أملوا بطيّ هذه الصفحة المأساوية التي بدأت منذ الرابع عشر من شباط/ فبراير الماضي، لفتح صفحة جديدة على بياض.
آمال اللبنانيين يبدو أنها خابت مرة أخرى ويا للأسف.. وسقطت هذه الآمال على صخرة الواقع. الثعلب الألماني ما زال بحاجة إلى إجراء المزيد من التحقيقات، وفحص الأدلة وإعادة استجواب بعض الشهود.. والقصة لا تنتهي هنا!
القاضي الألماني طلب تمديد عمل لجنته حتى الخامس عشر من كانون الأول/ ديسمبر المقبل، لكنه لم يستطع إلا أن يصدر التقرير في الحادي والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر وتسليمه إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان لكي يدرسه مجلس الأمن، ومن ثم يعود هو لمتابعة تحقيقاته واستكمال البحث عن الحقيقة!
لكن ميليس قال خلال مناقشة التقرير في مجلس الأمن إن جريمة كهذه قد تحتاج أشهراً وربما سنوات لإماطة اللثام عن الحقيقة، في إشارة واضحة إلى إمكانية طلب التجديد مرة أخرى لعمل اللجنة الدولية، وربما قد يصل الأمر إلى التجديد دورياً كل ستة أشهر كما يحصل مع قوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان!..
قد يكون للقاضي الألماني باع طويل في متابعة وملاحقة الخيوط الجنائية وربط الأدلة بعضها ببعض مهنياً بدرجة رفيعة من الاحتراف، ولكن اللبنانيين المكتوين بنار الهموم الاقتصادية والمعيشية ومستقبل أولادهم ذاقوا مرارة ربط الملفات بصدور نتائج التقرير، وظنوا أن موعد ساعة الحقيقة سيكون ساعة خلاص لهم من كل موبقات الفساد والإفساد والمحسوبية التي اغتالت مستقبلهم وآمالهم وطموحاتهم، قبل أن تغتال الرئيس الحريري ورفاقه الشهداء.
هل التمديد المتجدد لمهمة لجنة التحقيق سيعني أن كل الملفات الإصلاحية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية ستبقى معلقة على موعد جديد لصدور تقرير جديد؟ وهل بإمكان المواطن أن يتحمل مزيداً من التأجيل!!
سعد حمية
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018