ارشيف من : 2005-2008

المبررات والوصاية!

المبررات والوصاية!

الانتقاد/مجرد كلمة ـ العدد1132 ـ 21 تشرين الاول/ اكتوبر2005‏

"لم يعد هناك من مبرر لعمل المقاومة في لبنان"!‏

عبارة أطلقها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لمتابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن في باريس عقب لقائه رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة. ليست هذه العبارة زلة لسان، إنما هي تعبير عمّا يضمره هذا الرجل تجاه المقاومة، حيث يتعمد تسميتها في محادثاته مع الرسميين بـ"الميليشيا" غير آبه بالتصحيح.‏

وهذه العبارة هنا انعكاس مفضوح لما يمكن أن يتضمنه التقرير النصف سنوي عن تنفيذ القرار 1559 الذي أجّل تقديمه للأمين العام للأمم المتحدة بعد تشاور مع باريس وواشنطن، وإبقاء الأولوية للقرار 1595 في خلطة عجيبة بين القرارين تشبه إلى حد بعيد تداخل الأرقام وتشابهها!‏

يبدو أن لارسن في تصريحه يدشّن مرحلة جديدة من الوصاية الدولية على لبنان بعد أن كادت مرحلة الوصاية الأمنية تنتهي مع تسليم رئيس لجنة التحقيق الدولية بجريمة اغتيال الرئيس الحريري تقريره النهائي إلى كوفي أنان، والمصادفة الغريبة أن الوصاية الأمنية استقرت في منتجع المونتيفردي، والوصاية الجديدة ستستقر في نفس المنتجع، وكأن هناك مراسم تسلم وتسليم رسمية بين ممثلي الأمم المتحدة الذين يشكلون الواجهة الشكلية، بينما القوى الحقيقية المحركة للأحداث هي فرنسا والولايات المتحدة و"الجمهور" المشارك في تمهيد الأرضية الخصبة لتحقيق الأهداف المشبوهة.‏

يبدو أن لارسن غاب عن باله كما عن بال من يقف وراءه لتنفيذ القرار 1559، أن المبررات التي أدت إلى اندلاع الشرارة الأولى للمقاومة ما زالت موجودة على الأراضي اللبنانية، وأن الاحتلال ما زال موجوداً، وأن أسرى ما زالوا في سجون العدو، وأن هناك أطماعاً إسرائيلية بلبنان!‏

ما ألمح إليه لارسن يناقض ما اتفق عليه اللبنانيون لمعالجته بالحوار، وبما يحفظ ويصون سيادة لبنان، ويحقق منعته وعزته وكرامته، ومؤشر جديد فيه تحريض لبعض اللبنانيين ضد البعض الآخر، وإثارة للفتنة التي أصبحت الهم الوحيد للوصاية التي لم تعد مقنعة ولا مقنعة!‏

سعد حميه‏

2006-10-30