ارشيف من : 2005-2008
أنفلونزا الطيور
الانتقاد/ ملفات ـ العدد 1132 ـ 21 تشرين الاول/اكتوبر 2005
أنفلونزا الطيور هو مرض معدٍ يصيب الحيوانات وتسبّبه فيروسات تصيب الطيور عموما والخنازير في حالات خاصة.
وهذه الفيروسات تعرف بأنها لا تغادر جنس الطيور، إلا أنها تخطت في حالات نادرة هذا الحاجز لتصيب الانسان.
والطيور البرية او البحرية تشكل منذ زمن طويل خزانا لفيروسات الأنفلونزا (البط والنورس ..). وحسب آخر الآراء يبدو أنها لا تتأثر به أو أنه لا يلحق بها أي ضرر إلا أنه عندما يصيب هذا الفيروس الدواجن، فإنه قد يتسبب في نوعين رئيسيين من الأمراض يمكن تمييزهما بمدى انخفاض أو شدة فتك الفيروس:
النوع المنخفض يسبب عوارض خفيفة كتساقط الريش وانخفاض في انتاج البيض، وغالبا ما لا يلاحظ، أما النوع الثاني الشديد فينتشر بسرعة كبيرة بين الدواجن مصيباً العديد من الأعضاء الداخلية للطير المصاب، وله قدرة على القتل تصل إلى نسبة مئةفي بالمئة في غضون ثمانٍ وأربعين ساعة.
والفيروس الذي يسبب هذا النوع الفتاك من المرض هو من سلالة فيروسات الأنفلونزا فئة (أ)، وهو فيروس يقسم إلى عدة أقسام على أساس نوع البروتين الموجود على سطحه بروتين (HA)، وهو بدوره ستة عشر نوعاً ويرمز إليه من (H1) حتى (H16)، وبروتين (NA)، ومقسم إلى تسعة أنواع من (N1) إلى (N9). إلا أن الفيروسات من نوعي (H5) و(H7) فقط هي التي تسبب الأنفلونزا القاتلة. والفيروس الذي ينتشر حاليا هو من نوع (H5N1).
كيفية انتقال الفيروس وإجراءات الحماية:
ينتقل الفيروس عبر الاتصال المتكرر مع الطيور المصابة. وتنتقل العدوى عن طريق الاعضاء التنفسية (استنشاق غبار الفضلات أو الإفرازات التنفسية)، والعيون (الاتصال بالغبار) ومن هنا أهمية منع الدواجن من الاتصال بالطيور البرية الحاملة للمرض.
أما بالنسبة للانسان فالطيور المريضة "لا تنقل العدوى بسهولة الى الانسان" كما تقول الباحثة سيلفي فان دير فيرف في معهد باستور في باريس، كما لا يوجد اي خطر في تناول لحوم الدواجن المطهية، لان الفيروس يموت في درجة حرارة 70 درجة كما يشير الباحثون. ولكن انتشار الفيروس بين أصناف الدواجن بشكل واسع يمكن أن يتمخض عنه خطران رئيسيان على الانسان:
الخطر الأول يكمن في الاصابة المباشرة عندما ينتقل الفيروس من الدواجن إلى الانسان مباشرة، ومن بين فيروسات الأنفلونزا التي تخطت حاجز النوع وانتقلت إلى الانسان فإن الفيروس (H5N1) سبب العدد الأكبر من الحالات الشديدة والتي انتهت بالموت.
أما الخطر الثاني، وهو مدعاة اهتمام أكبر، فيكمن في أن يتمكن الفيروس في حال توافرت له البيئة والظروف المناسبة من أن يتحول إلى شكل معدٍ بين البشر، حيث يمكنه الانتشار من شخص إلى آخر ما يتسبب بوباء عالمي.
ويمكن أن يشكل الخنزير "حاضنة اختلاط" تتيح للفيروس التبدل للتأقلم مع الثدييات. واذا اصاب الفيروس (H5N1) رجلا مصابا بنزلة برد عادية فإنه يمكن ان يستفيد من هذه الحالة ليصبح "بشريا" باتباع التكوين الجيني لفيروس الأنفلونزا العادي.
كيف يمكن الوقاية؟
تجرى حاليا أبحاث على لقاحات متطورة. ومن بين الادوية المضادة للفيروس يعتبر عقار تاميفلو (مختبرات روش) الانجع حيث يتيح خفض معدل الوفيات بين المرضى بنسبة ثلاثين في المئة وفقا لخبراء الاوبئة.
كما تتوافر أقنعة لحماية الجهاز التنفسي (نوع اف.اف.بي2) ونظارات للوقاية وقفازات تتلف بعد الاستخدام للقائمين على العلاج أو غيرهم من المهنيين المعرضين لانتقال العدوى.
ما هي أعراض الإصابة بأنفلونزا الطيور لدى الإنسان؟
بعكس الأعراض المسجلة لدى الإنسان من أعراض الأنفلونزا التقليدية المعروفة (مثل الحمى، السعال، التهاب الحلق، وألم العضلات) سجل المرض الذي سببه فيروس (H5N1) أعراضا مصحوبة بانهيار سريع، والإصابة بذات الرئة، والتنفس الحاد، إلى التهاب العينين وفشل العديد من الوظائف العضوية وبعض المضاعفات الخطيرة التي قد تؤدي إلى الموت.
هل مضادات الأنفلونزا التقليدية فعالة في منع الإصابة بالعدوى بأنفلونزا الطيور؟
أظهرت الدراسات المنشورة حتى الآن أن مضادات الأنفلونزا المصرح باستخدامها للأنفلونزا التقليدية يمكن أن تساعد ولكن ليس بالشكل الكافي في منع الإصابة بأنفلونزا الطيور لدى الانسان.
وتجدر الاشارة إلى أنه من المعلوم طبيا أن فيروس الأنفلونزا لديه القدرة على التغير باستمرار لذلك يبقى دائما الخوف من احتمال ان يحدث تغير في فيروس الطيور يجعله قادرا على إصابة الانسان بسرعة، والانتقال من شخص لآخر بصورة سريعة كما يحدث في الأنفلونزا التقليدية، ما قد يؤدي إلى انتشار وباء عام (Pandemic). ولأن فيروسات الطيور لا تصيب الإنسان عادة فإن مناعة الإنسان ضدها ضعيفة جدا أو معدومة لذلك إذا تمكن أحد فيروسات الطيور من إصابة الإنسان وحدث التغيير اللازم في الفيروس للانتقال من شخص لآخر فإن احتمال حدوث وباء عام يكون ممكناً.
والوباء العام هو انتشار الفيروس على مستوى العالم، ويحدث عند ظهور فيروس أنفلونزا جديد لم يكن جسم الانسان قد تعرض له في السابق ولا توجد مناعة له بعد. وفي القرن العشرين حدثت ثلاثة أوبئة عامة لفيروس الأنفلونزا ما تسبب في الكثير من الإصابات والوفيات وهي:
1918-1919: وعرفت بالأنفلونزا الأسبانية، وتوفي في الوباء أكثر من خمسمئة ألف شخص في الولايات المتحدة، وتوفي من 20-50 مليون شخص على مستوى العالم، وقدر أن نحو نصف المتوفين كانوا من الشبان الأصحاء.
1957-1958: وعرفت بالأنفلونزا الآسيوية، وحدثت العدوى في بدايتها في الصين، وتسببت بوفاة سبعين ألف شخص في الولايات المتحدة.
1968-1969: وعرفت بأنفلونزا هونغ كونغ، ونتج عن الوباء وفاة أربعة وثلاثين شخصاً في الولايات المتحدة.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018