ارشيف من : 2005-2008

رئيس لجنة الإعلام والاتصالات النيابية النائب حسن فضل الله:فتحنا ثغرة في قضية المنار وناقشنا من موقع الاختلاف

رئيس لجنة الإعلام والاتصالات النيابية النائب حسن فضل الله:فتحنا ثغرة في قضية المنار وناقشنا من موقع الاختلاف

لاقت الزيارة التي قام بها رئيس لجنة الإعلام والاتصالات النيابية النائب حسن فضل الله والنائب عبد الله فرحات الأسبوع الماضي إلى فرنسا اهتماماً سياسياً وإعلامياً خصوصاً لجهة توقيتها ونوعية اللقاءات التي عُقدت مع المسؤولين الفرنسيين.‏

النائب فضل الله أوضح لـ"الانتقاد" أن هذه الزيارة جاءت في سياق العلاقات البرلمانية بين لبنان وفرنسا، والوفد جرى تشكيله من قبل رئاسة مجلس النواب، لكن هذا لم يمنع حصول نقاش مع المسؤولين الفرنسيين حول مختلف الموضوعات السياسية، ومنها القرار 1559، وهذا ما جرى في وزارة الخارجية.‏

وأعلن فضل الله أن قسماً هاماً من المحادثات مع المسؤولين الفرنسيين تناول قضية تلفزيون "المنار"، وقد تمكنا في فتح ثغرة في هذا الملف.‏

وفي ما يلي ما أجاب عنه النائب فضل الله بعد عودته من زيارة باريس:‏

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‏

ـ في أي سياق جاءت الزيارة التي قمتم بها الى فرنسا مع النائب عبد الله فرحات؟ وما هي الموضوعات التي بحثت خلالها مع المسؤولين الفرنسيين؟‏

شكلت رئاسة مجلس النواب وفداً نيابياً ضم رئيس لجنة الاتصالات والإعلام والنائب عبد الله فرحات للقيام بزيارة رسمية الى فرنسا هدفها بحث العلاقات البرلمانية بين البلدين، والبروتوكولات المشتركة القائمة بين مجلس النواب اللبناني ومجلسي النواب والشيوخ في فرنسا، وأيضاً لبحث العلاقات الإعلامية، خصوصاً قضية تلفزيون "المنار" التي لا تزال عالقة في الدوائر الفرنسية.‏

هذه الزيارة كان على جدول أعمالها مجموعة لقاءات مع لجان الصداقة في مجلسي النواب والشيوخ الفرنسيين، حيث جرى استعراض للعلاقة البرلمانية، ونظمت لنا جولة للإطلاع على عمل مجلس الشيوخ وصلاحياته وآليات نشاطه التشريعي. وعرضنا مع الذين التقيناهم من النواب والشيوخ لقضية المنار التي يشكل استمرار توقفها في فرنسا عائقاً أمام تطوير العلاقات الاعلامية بين البلدين. كما كان لنا لقاءات في وزارة الخارجية، حيث كان هناك نقاش سياسي في مختلف الموضوعات السياسية التي تهم البلدين. ومعروف ان فرنسا هي إحدى الدولتين الراعيتين للقرار 1559، وجرى نقاش حول هذا القرار وقدمنا وجهة نظرنا واستمع الجانب الفرنسي الى رؤيتنا السياسية لهذا الملف، وإلى مقاربتنا مخاطر الضغط على لبنان تحت عنوان الـ1559.‏

ماذا في موضوع المنار؟‏

الاجتماع الأساسي في ما يتعلق بالموضوع الإعلامي كان مع المجلس الأعلى للإعلام المرئي والمسموع في فرنسا المعروف بـ(CSA)، حيث التقينا برئيس المجلس وعدد من أعضائه. وكان هناك نقاش حول كل جوانب هذه القضية، ودعونا الى التطلع نحو المستقبل وعدم الوقوف عند الماضي ومخلفاته، لأن هذه القضية يجب ان تحل حتى لا تبقى عقبة أمام تطور العلاقات الإعلامية بين لبنان وفرنسا.‏

ـ في العلاقات البرلمانية بين لبنان وفرنسا ما هي الخطوات المقبلة والجديدة في هذا المجال؟‏

هناك الآن وفد نيابي سافر الى فرنسا في سياق العلاقة المشتركة مع مجلس الشيوخ، وسيطلع على عمل مجلس الشيوخ وسيحضر نقاشات تتعلق بالدور التشريعي لهذا المجلس، وأيضاً هناك مجموعة من البروتوكولات بين المجلسين يتم تنفيذها بشكل متناسق، وهذه الزيارة تفتح أفق في العلاقة القائمة.‏

ـ حصل اهتمام سياسي وإعلامي بزيارتكم الى فرنسا، وهناك من نظر إليها على أنها تشكل احدى قنوات الحوار بين فرنسا وحزب الله، كيف تعلقون على هذا الأمر؟‏

في الحقيقة كان هدف الزيارة العناوين التي ذكرتها، وهي زيارة تأتي في اطار عملنا النيابي ومن خلال موقعنا في رئاسة لجنة الإعلام والاتصالات.. لكن من دون شك لفرنسا دور ما في لبنان، وهي كما ذكرت معنية بالقرار 1559، ومجرد حصول التواصل والنقاش فهذا يثير الوسط الإعلامي أو السياسي وله بعض الاشارات ، إنما الزيارة كانت منطلقة من مجلس النواب، لكن هذا لا يمنع حصول حوار ونقاش حول قضايا سياسية.‏

ـ من التقيتم في وزارة الخارجية الفرنسية؟ وما هي طبيعة الحوار والنقاش الذي دار خلال اللقاء؟‏

التقينا شخصية في دائرة مصر والمشرق المعنية بمنطقة الشرق الأوسط، وتحديداً المدير المساعد لهذه الدائرة، وكان نقاش في كل القضايا السياسية من موضوع مؤتمر نيويورك الى التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري الى القرار 1559 الى قضية المنار. وقدم المسؤول الفرنسي وجهة نظر الحكومة الفرنسية حول هذه القضايا، ودار حوار حول هذه النقاط، واتفقنا على أهمية أن هذا النقاش ينطلق من موقع الاختلاف في وجهات النظر.‏

ـ هل لمستم تغيراً محدداً في الموقف الفرنسي تجاه لبنان والمنطقة في هذه المرحلة؟‏

المواقف الفرنسية معروفة لجهة استمرار الدعوة الى تطبيق القرار 1559 لكن من خلال إعطاء الأمر للحكومة اللبنانية ومحاولة تقديم موقف متمايز ربما عن الدول الأخرى تجاه هذا القرار.‏

ـ في موضوع تلفزيون المنار، هل حصلتم على وعود معينة بإمكانية إعادة البث على الأراضي الفرنسية؟‏

لم يكن هدف الزيارة الخروج بقرار.. وهذا ما اتفقنا عليه خلال جلسة مع المجلس الأعلى للإعلام المرئي والمسموع، إنما وضّحنا وجهة النظر اللبنانية: "كنا نتحدث باسم مجلس النواب اللبناني، وكنا نطلب أجوبة أيضاً لمجلس النواب اللبناني حول هذه القضية.. نستطيع القول إننا فتحنا ثغرة في هذا الملف، ويمكن أن نكملها مع المعنيين في فرنسا من أجل الوصول الى معالجة، لأني كما ذكرت لك أخبرنا الفرنسيون أن هذه القضية تعيق التبادل الثقافي والإعلامي بين لبنان وفرنسا. لم يكن هدف الزيارة أن نخرج بقرارات حاسمة، انما كان هدف هذه الزيارة هو تحريك هذا الملف من جديد والبحث عن سبل للمعالجة، خصوصاً ان المنار لجأت الى القضاء "الفرنسي" في استئناف جديد قدمته أمام المحكمة الإدارية العليا.‏

هذا الاستئناف يطلب من المجلس الأعلى للإعلام المرئي والمسموع عدم الاستمرار في إيقاف الاتفاق المشترك بين الجانبين. والمنار لجأت الى القضاء، وهي أعلنت أنها تحترم القانون الفرنسي، وتريد أن تعود الى البث من خلال الاحتكام الى القانون والقضاء. ما كنا نحاوله هو إيجاد نقاط مشتركة وحساسة للحوار من جديد بين القناة والسلطات الإعلامية في فرنسا من أجل العودة الى البث.‏

هلال السلمان‏

الانتقاد/ مقابلات ـ العدد 1131 ـ14 تشرين الاول/ اكتوبر2005‏

2006-10-30