ارشيف من : 2005-2008
رئيس مجلس الشورى الإسلامي في لبنان:مساندة لبنان ودعم وحدته الوطنية والمحافظة على أمنه واستقراره
الانتقاد/مقالات ـ العدد 1130 ـ 7 تشرين الاول/ اوكتوبر 2005
زيارة رئيس مجلس الشورى في الجمهورية الاسلامية غلام حداد عادل الى لبنان ولقاؤه المسؤولين اللبنانيين، أضافا رصيداً جديداً إلى العلاقة بين البلدين التي شهدت تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الماضية رسمياً وشعبياً، والتي يمكن أن تشهد مزيداً من التطوير على الصعيد الإقتصادي والإنمائي حيث تتوافر الرغبة الإيرانية لمساعدة لبنان في مختلف المجالات، وسبق أن عبرت طهران عن هذه الرغبة بانتظار أن يحدد لبنان حاجاته بشكل مدروس.
وفي الجانب السياسي، فإن العلاقة بين طهران وبيروت تشهد تنسيقاً وتعاوناً جيداً حول العديد من القضايا المشتركة، ولعل دعوة اللبنانيين للتمسك بالوحدة الوطنية هي نتيجة لمعرفة المسؤولين الإيرانيين بحجم الضغوط التي يواجهها لبنان، والمساعي التي تقودها "قوى خارجية" لإحداث فتنة داخلية، وانطلاقاً من ذلك عكس عادل موقف بلاده الداعم للبنان والواقف إلى جانبه لمواجهة هذه القوى الخارجية.
زيارة رئيس السلطة التشريعية وبما تمثله هذه السلطة في قلب النظام الايراني، وفي المعادلة الداخلية الإيرانية، قد أعطت للزيارة أبعاداً إضافية لا سيما في هذا التوقيت حيث ان لبنان على مفترق طرق ويتعرض لضغوطات سياسية دولية تهدف إلى إبعاده عن دوره الطليعي في مواجهة العدو الاسرائيلي، وضغوطات أمنية تضرب الاستقرار اللبناني ضمن مخطط مشبوه لا يمكن فصله عما تشهده المنطقة من حالة انعدام للاستقرار.
وبدا واضحاً الحرص الإيراني على لقاء الرؤساء الثلاثة واستقبال وفد من الأغلبية النيابية، فضلا عن شخصيات سياسية وحزبية وعلمائية، وذلك للتأكيد على الرغبة الإيرانية في التعاون مع جميع الأطراف اللبنانية، وخصوصاً أن طهران لطالما لعبت دوراً داعماً ومؤازراً للحفاظ على الوحدة اللبنانية.
وقد أبلغ حداد عادل المسؤولين اللبنانيين ـ وفقاً لمصادر رافقت الوفد الإيراني ـ وقوف إيران إلى جانب لبنان واللبنانيين فيما يريدون، ابتداءً من تطوير العلاقات الثنائية في المجالات كافة، وصولا الى تقديم المساعدة والعون للبنان في مواجهة الضغوط التي يتعرض لها من أجل نقله من ضفة إلى أخرى, وهو اكد ثقته بوعي اللبنانيين بأنهم سيفوتون الفرصة على الاعداء, وأنه يعتبر أن سلاح حزب الله نقطة قوة اساسية في رد كل الرياح الواردة من الخارج طالما ان السياسة السائدة اميركياً في المنطقة هي سياسة الفوضى البناءة.
وتابعت المصادر أن حداد عادل "أكد لكل من التقاهم ان لبنان يمكنه الاعتماد على إيران، ولكن على قاعدة الوحدة الوطنية التي يتميز بها"، وهو لذلك نصح بعدم التفريط في مصدر القوة لمواجهة "اسرائيل"، كما أبدى استغرابه خلال بعض اللقاءات من أن بعض الجهات الداخلية تخاف من سلاح المقاومة الذي هو موجه إلى "إسرائيل".
وفي الشق الاقتصادي الانمائي، كان لرئيس السلطة التشريعية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لقاء مع رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة تناول هذا الشق، وكيف يمكن لإيران ان تقدم يد المساعدة في شتى المجالات، وطلب من الجانب اللبناني الشروع بتحديد حاجاته في المساعدة لتعمل إيران على تقديمها له. وقد ركز الوفد الايراني في هذا المجال على تنوع أشكال المساعدة من فنية وتقنية، وعدم حصرها فقط في الجانب المالي أو العيني, حتى تكون الاستفادة أكبر، وخصوصاً أن إيران تملك خبرات فنية وكفاءات عالية، وهي أقل كلفة نسبياً مقارنة مع الكلفة الموجودة في لبنان.
وكان لتعزيز العمل البرلماني حيزه في هذه الزيارة، وكان من أبرز المواضيع التي تناولها الرئيس عادل مع نظيره اللبناني نبيه بري، وكذلك تفعيل لجنة الصداقة البرلمانية بينهما التي أنشئت العام الماضي وتعزيزها، خاصة بعد الانتخابات النيابية التي جرت في لبنان. كما جرى البحث في تفعيل التعاون بين لبنان وايران في برلمان الدول الاسلامية, بالاضافة الى القضايا السياسية المطروحة.
وقد أبلغ حداد عادل وفد الأكثرية النيابية استنكار طهران لجريمة اغتيال الرئيس الحريري، ودعا في الوقت ذاته الى الحذر من محاولات افادة أعداء لبنان من هذه الجريمة.
كذلك كان لرئيس مجلس الشورى الإيراني لقاء مع الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في مقر السفارة الإيرانية على رأس وفد من الحزب، وتناول البحث آخر التطورات التي تشهدها المنطقة والأوضاع في لبنان ودعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية التام للخيارات والقرارات المحقة التي يتخذها الشعب اللبناني وحكومته في كل ما يتعلق بقضاياه الراهنة.
وأكد حداد عادل أمام الأمين العام لحزب الله وقوف إيران إلى جانب لبنان في دعم وحدته الوطنية والتلاحم بين أبنائه وباتجاه المحافظة على أمن لبنان واستقراره في ظل تصميم لبنان وإرادته الوطنية على تجاوز هذه المرحلة العصيبة، معرباً عن أمله بنجاح لبنان في تحقيق مزيد من التقدم في إطار المشاريع والحلول الوطنية وتقرير المصير على أساس الاستقلال والسيادة التامة دون أي تدخل خارجي في شؤون لبنان الداخلية.
أصر حداد عادل أن يختتم زيارته إلى لبنان بجولة على منطقة الجنوب، وكانت له محطة عند أضرحة شهداء مجزرة قانا، ومحطة أخرى في معتقل الخيام، وبدا واضحاً أن اختيار المكانين لهما رمزيتهما السياسية والجهادية حيث يجسدان الشهادة والمقاومة.
مروان عبد الساتر
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018