ارشيف من : 2005-2008
ماذا بعد الصراخ؟!
تكاد تكون المعضلة الأمنية، المفردة الوحيدة التي تتمحور حولها المواقف أو الخطوات العملية أو الإجرائية، لتبقى الساحة اللبنانية غارقة في دوامة الأمن والسياسة من دون الالتفات إلى مفردات أخرى غيّبت قسراً بعدما أصبح المواطن في مهب أعاصير سياسية وأمنية متلاحقة لم تنتهِ على ما يبدو فصولها بعد.
صحيح أن الاهتمام بالوضع الأمني يشكل أولوية بالنسبة لكل اللبنانيين، ولكن ثمة أولويات أخرى لا تقل أهمية، وربما يكون الالتفات إليها سبباً للتخفيف من استفحال الوضع الأمني الذي يشغل بال المواطن والمسؤولين على حد سواء.
الواضح، أن التجاذب السياسي ومحاولات زعزعة الاستقرار جعلت الاهتمام بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية في أسفل سلّم الأولويات.
وربما يعتبر البعض الحديث عن المعضلات الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية في هذه المرحلة أمراً مبالغاً فيه لا يعبّر عن حقيقة الواقع الذي هو مختلف كلياً، لا بل هو أكثر وردية!
ثمة العديد من الوقائع تؤكد حال الغضب لدى المواطن الذي يئن وحيداً من ثقل أوزاره، وخصوصاً في موسم المدارس والاستعدادات "الشتوية" في المناطق الداخلية والجبلية، وحيث ارتفاع أسعار المحروقات يتواصل بشكل مطّرد، وإمكانية انعكاس ذلك زيادة في أسعار سلع أساسية، وربما خدمات في المراحل المقبلة!
حتى الآن لم تتلقف الحكومة أياً من شكاوى المواطن الذي تتكرر مطالبه عند ارتفاع أسعار المازوت بتثبيت سعر صفيحة المازوت حتى انتهاء فصل الشتاء. لم تحوّل الحكومة أياً من هذه الهموم بنوداً على جدول أعمال مجلس الوزراء لمناقشتها واتخاذ قرار بشأنها، سواء كان إيجابياً أو سلبياً، أو على الأقل مصارحة المواطن بأن لا قدرة لها على التخفيف من الأعباء!
ربما تكون هذه صرخة مواطن، ولكنها ليست المرة الأولى التي يصرخ فيها ولا يجد من يسمع له، ولكن ماذا سيفعل المواطن بعد الصراخ ليصل صوته؟
هذا ما علينا جميعاً أن نسأله ونتحسب له؟
سعد حميه
الانتقاد/مجرد كلمة ـ العدد 1130 ـ 7 تشرين الاول /اوكتوبر 2005
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018