ارشيف من : 2005-2008

العريضي ضيف على مائدة المجاهدين في المواقع المتقدمة: "في لحظة نتعرض فيها لشتى الضغوط جئنا لنقول نعم للمقاومة"

العريضي ضيف على مائدة المجاهدين في المواقع المتقدمة: "في لحظة نتعرض فيها لشتى الضغوط جئنا لنقول نعم للمقاومة"

الانتقاد/ محليات- 1129- 30 ايلول/ سبتمبر 2005‏

لم تكن زيارة وزير الإعلام غازي العريضي إلى محاور المقاومة نزهة أو من باب حب الإطلاع، بقدر ما كانت موقفاً سياسياً عملياً لا يمكن فصله عن اللحظة الحساسة التي تشتد فيها الضغوط على لبنان، لتتخذ وجوهاً متعددة عبّر مؤتمر نيويورك لدعم لبنان عن أحدها، خصوصاً بعد اللغط الذي أعقبه والحديث عن ربط المساعدات بتنفيذ القرارات الدولية.‏

الاتجاه جنوباً إلى المحاور المتقدمة لمجاهدي المقاومة الإسلامية بمواجهة العدو الصهيوني في هذا التوقيت أشار إلى أهمية الزيارة، وأعاد توجيه البوصلة إلى الخطر الحقيقي الذي يتهدد لبنان انطلاقاً من الحدود الجنوبية، وهو ما جعل الزيارة رسالة ذات أبعاد سياسية تطال الداخل والخارج في آن، ولا شك في أنها أزعجت الوصاية الجديدة وذلك لسببين:‏

أولاً: ان العريضي قام بهذه الجولة بصفته وزيراً للإعلام في الحكومة، وأرادها علنية ومصورة، ولهذا السبب اصطحب معه وسائل الإعلام ليوصل بالصورة والصوت لمن يهمه الأمر في الداخل والخارج، رسالة مفادها أن هذه المقاومة ما زالت تحظى بالاحتضان الرسمي إضافة إلى الاحتضان الشعبي العارم، ولا مجال بالتالي للحديث عن رغبة الحكومة بنزع سلاح المقاومة, كما أوحت بذلك وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في مؤتمر نيويورك.‏

ثانياً: ان العريضي بما يمثل كحزب تقدمي اشتراكي وأحد أركان تحرك 14 آذار، عكس أيضاً موقف هذا الحزب ورئيسه النائب وليد جنبلاط من المقاومة بشكل مباشر وعملي، أن سلاح المقاومة يدخل في منظومة حماية لبنان من العدو.‏

الجولة‏

الجولة شملت خمس محطات، بدأها العريضي من أحد المواقع قبالة بلدة الغجر، حيث كان في استقباله مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق ومسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمد عفيف، إضافة الى مجاهدي المقاومة بجاهزيتهم الكاملة. ومن هناك اصطُحب وزير الإعلام إلى مواقع متقدمة وصولاً إلى بركة النقار، حيث جرت عملية أسر الجنود الإسرائيليين الثلاثة الشهيرة، مبدياً إعجابه وتقديره لما شاهده بأمّ عينه مما لم تره الكاميرات.‏

في كل محطة استمع العريضي إلى شروح من كوادر ومجاهدي المقاومة حول الوضع العسكري وجاهزية المقاومة واستعدادها للرد على أي عدوان من المواقع المقابلة، التي ألقى العريضي نظرة عليها وعلى الطرف الشمالي للجولان السوري المحتل.‏

محطة واحدة كانت من نصيب الوفد الإعلامي المرافق، فيما تابع العريضي جولته بعد ذلك من دون الإعلاميين على المواقع الأخرى لاعتبارات تتعلق بحساسية المنطقة أمنياً. وفي محلة بركة النقار استمع إلى شرح مفصل حول طبيعة عملية أسر الجنود الإسرائيليين وظروفها.‏

ونقل مرافقون في الجولة ثناء العريضي على جهود المجاهدين، وكان دائماً يردد عبارات عفوية "الله يحميكن".. "الله يقويكم".. كما كان حريصاً على مصافحة جميع من التقاهم من مجاهدي المقاومة.‏

الجولة التي بدأت صباحاً أتاحت الفرصة لوزير الإعلام ليشارك إحدى المجموعات فطورها الصباحي المكون من ألبان وأجبان.. ولأن الجولة امتدت إلى وقت الغداء، فقد حلّ ضيفاً على مجموعة أخرى وشاركها الغداء في موقع آخر، بعد أن انضم إليهم النائبان حسن فضل الله ومحمد حيدر ومسؤولون رفيعو المستوى في المقاومة.‏

وفي إحدى غرف عمليات المقاومة اطلع العريضي على خرائط واستمع إلى شروح عن طبيعة المنطقة وعن طبيعة بعض العمليات التي نُفذت.‏

نعم للمقاومة‏

وكان العريضي قال للإعلاميين قرب إحدى الدشم المتقدمة للمقاومة الإسلامية قبالة قرية الغجر: "هذه ليست المرة الأولى التي أزور فيها الجنوب وبعض مواقع المقاومة، لكن اليوم أردت بزيارة المواقع المتقدمة الوقوف الى جانب المجاهدين والمقاومين الذين يتحملون مسؤولية وطنية وقومية وإسلامية وعربية نيابة عن الجميع ودفاعاً عن أرض لبنان وكرامته، وكرامة العرب والمسلمين في وجه الاحتلال الإسرائيلي".‏

وتابع: "نقول للجميع إن المقاومة خيار لا يزال وسيبقى بكل أوجهه وأشكاله خياراً استراتيجياً. وبالنسبة إلينا المقاومة هي التي حررت الأرض، وهي كفيلة بتحرير ما تبقى من أرض محتلة، نقف على بعد أمتار منها الآن.. المقاومة هي التي حررت الأسرى والمعتقلين، وهي الضمانة لتحرير باقي الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية، وهي الخيار الذي يحمي وحدة لبنان وانتماءه الى بيئته العربية.. وما دام ثمة احتلال وخروق من قبل هذا الاحتلال واعتداءات جوية وبرية وبحرية واستهدافات أمنية وسياسية للبنان، فالمقاومة تبقى الخيار الأساسي للمواجهة، ونأمل أن يبقى التوافق حول هذا الخيار قائماً".‏

وتابع: "نسمع كثيرين يتحدثون عن إرسال الجيش والقوى الأمنية الى الجنوب، علماً بأن القوى الأمنية موجودة في الجنوب، وها هي القوى الأمنية على بعد أمتار منّا تقوم بدورها وواجبها. وهذا الموضوع عملياً محقق، وما دام خيار المقاومة هو الخيار المعتمد من قبلنا، فإن لذلك موجبات وأساليب ووسائل وسياسات تعتمد، يبقى الخيار فيها لقادة المقاومة على الأرض ميدانياً، لذلك نتمنى أن تكون هذه القناعة راسخة وثابتة لدى الجميع.‏

وحيا قيادة المقاومة وجميع المجاهدين وعائلاتهم الصابرة، وكذلك حيا الشهداء وعائلاتهم والمعوقين والأسرى المحررين"، الذين نتمنى أن ينالوا حقوقهم وتقوم الدولة بواجباتها تجاههم". وقال: "نحن في هذه اللحظة التي نتعرض فيها لشتى الضغوط جئنا لنقول نعم للمقاومة".‏

ورداً على سؤال قال: "إن التصريحات التي صدرت عن النائب سعد الحريري كانت تصريحات واضحة، وأنا مطلع شخصياً على ما يقوم به من جهد خارج لبنان لحماية لبنان، وفيه كل الحرص على المقاومة.. وهو سبق أن أعلن أكثر من مرة أن المقاومة هي قوة للبنان، وليس ثمة خلاف على هذه النقطة بالذات".‏

بدوره قال الشيخ نبيل قاووق: "نقف معاً لنؤكد مهما كانت الاستهدافات والضغوط الأميركية، ومهما كانت المناخات الداخلية والمتغيرات الإقليمية، أننا سنكمل طريق المقاومة".‏

وأضاف: "هذه المزارع اليوم يتحدثون عن دراسة إمكانية الانكفاء الإسرائيلي منها، لولا المقاومة لما كان هناك في نيويورك حديث عن شيء اسمه مزارع شبعا المحتلة.. لولا المقاومة ومعادلتها لكانت مزارع شبعا وتلال كفرشوبا نسياً منسيّاً.. وبالتأكيد هذه الزيارة ستزعج الأميركيين والإسرائيليين، لأنها تحمل الكثير من الدلالات".‏

مروان عبد الساتر‏

2006-10-30