ارشيف من : 2005-2008

احتفالات عيد المقاومة والتحرير ـ عشية التحرير الرئيس لحود جال في معتقل الخيام ومرجعيون:من يطلب نزع سلاح المقاومة متآمر على لبنان

احتفالات عيد المقاومة والتحرير ـ عشية التحرير الرئيس لحود جال في معتقل الخيام ومرجعيون:من يطلب نزع سلاح المقاومة متآمر على لبنان

عشية الذكرى السادسة للتحرير خصّ رئيس الجمهورية العماد إميل لحود الجنوب بلفتة خاصة من خلال جولة له على منطقة الخيام ومرجعيون، إذ اختار الاحتفال بالمناسبة في معتقل الخيام الذي بات رمزاً للتحرير ودحر العدو عن لبنان.‏

توقيت الزيارة المرتبط بمناسبة التحرير أعطاها معاني ودلالات عبّر عن بعضها رئيس الجمهورية في مواقفه التي أطلقها داخل المعتقل أمام مسؤولي حزب الله وأمام ضباط القوة الأمنية المشتركة في مرجعيون، لعل أبرزها إظهار تقديره للمقاومين الذين صنعوا النصر بدمائهم وتضحياتهم وعذاباتهم، وللجيش الذي دعم هؤلاء المقاومين، وللشعب الذي احتضن المقاومة التي تتكامل مع الجيش للحفاظ على إنجازات الانتصار، خصوصاً في هذه المرحلة التي تتكالب فيها الهجمة لكسر هذه المعادلة التي صنعت قوة لبنان.‏

الاحتفاء الشعبي الذي لاقاه رئيس الجمهورية عندما وطئت قدماه معتقل الخيام جاء غنياً بمعاني التقدير لمواقفه الصلبة المتمسكة بالمقاومة ملاقياً الحس الشعبي، وترجم هذا التقدير نثراً غزيراً للأرز والورود على وقع الزغاريد وهتافات الترحيب به.‏

على باب المعتقل كانت قيادة حزب الله في الجنوب وعلى رأسها الشيخ نبيل قاووق ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة ومسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، ورئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العقيد عباس ابراهيم ورئيس الفريق اللبناني للتحقق من الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب العميد المتقاعد أمين حطيط في استقباله.‏

وما ان دخل الرئيس إلى المعتقل حتى تعالت زغاريد النسوة والهتافات بحياته وحياة لبنان والمقاومة والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.. مجاهدو المقاومة اصطفوا على جانبي المدخل وأدوا التحية له.‏

مراسم الاستقبال كانت مزيجاً من استقبال شعبي بهيبة رسمية مع تنظيم دقيق طبع أداء المقاومة سياسياً وعسكرياً واجتماعياً، وعبر عن واقع العلاقة بين الأطراف الثلاثة في صنع معادلة القوة في لبنان.‏

وفي داخل المعتقل يعود الزمن إلى الوراء، إلى المعاناة التي صنعت الانتصار.. يتقدم رئيس الجمهورية في ممرات المعتقل الضيقة ويتوقف إلى جانب أبواب الحديد للزنزانات الجماعية والإفرادية وغرف التعذيب.. يدخل بعضها برفقة الشيخ قاووق.. تقفل الأبواب.. لحظات يشارك الأسرى إحساسهم ومعاناتهم.. يستمع بإنصات إلى شرح من الشيخ قاووق وعدد من المسؤولين في المقاومة عن الظروف التي عاشها المعتقلون، وأعمال التعذيب التي كانوا يتعرضون لها.‏

وفي باحة المعتقل جال الرئيس والوفد المرافق ومستقبلوه على المعرض الدائم الذي يحتوي نماذج مما غنمه رجال المقاومة من القوات الاسرائيلية: شاحنات ومدافع وآليات نصف مجنزرة.. أما أدوات الطغيان فقد تحولت أدوات تسلية للأطفال.‏

تعليقات عدة أطلقها العماد لحود خلال جولته في المعتقل، فاعتبر أن "هذا المكان أصبح رمزاً، ليس لأنه كان مكاناً للتعذيب والقهر والإذلال، بل أيضا لأنه بات عنوانا للصمود ومقاومة الاحتلال". وحيا صمود الأسرى وأبدى اعتزازه بالأسرى المتبقين في السجون الاسرائيلية، مؤكداً انه "لن يهدأ للدولة اللبنانية بال حتى يعودوا إلى وطنهم أحرارا مكرمين، كما عاد رفاقهم".‏

بعد الباحة صعد الرئيس إلى مرصد يتابع تحركات قوات الاحتلال على الحدود وعلى المواقع الإسرائيلية المشرفة على المناطق الجنوبية. استمع إلى شرح مفصل قدمه قادة المقاومة في المنطقة حول الواقع العسكري على الحدود، وجهوزية المقاومين للرد على أي عدوان يستهدف المناطق الجنوبية المحررة.‏

ومن المرصد توجه الرئيس لحود والوفد المرافق إلى قاعة داخل المعتقل، فرحب به الشيخ قاووق مشيراً إلى أن للزيارة دلالة خاصة عشية ذكرى التحرير.‏

وقال: "باسم المقاومة وعوائل الشهداء والأسرى والمعتقلين وشعب المقاومة، نرحب بفخامة الرئيس في الجنوب الذي تحرر بالدم والتضحية والعطاء والفداء.. من معتقل الخيام أؤكد أن الجنوب والمقاومين يعتبرونكم عماداً صلباً للوطن وللأمة.. ولا يمكن إلا أن نبادركم بالوفاء، فمواقفكم الجريئة والشجاعة هي التي تشكل دعامة وضمانة أساسية لحماية إنجازات المقاومة والثوابت الوطنية، وهي مصدر قوة للوطن وللمقاومة، ومصدر إحباط للعدو الإسرائيلي وشريكه الأميركي".‏

ثم رد الرئيس لحود شاكراً للشيخ قاووق مؤكداً "ان واجبات رئيس جمهورية لبنان أن يحافظ على كل شبر من أرض الوطن".‏

وقال: "مررنا بمراحل صعبة في زمن الاحتلال، ولكن بفضل صلابة موقف المقاومة ودعم الجيش الوطني والشعب اللبناني، تمكن لبنان من تحقيق إنجاز سيدرج بلا شك في كتب التاريخ، لأن ما حصل هنا لم يحصل في أي مكان آخر".‏

وتابع: "نحن نقول ببقاء المقاومة حتى إنجاز سلام عادل وشامل في المنطقة، وفي هذه الأثناء يدعم جيشنا الوطني الذي نفتخر به المقاومة. ان كل من يطلب اليوم نزع سلاح المقاومة يكون للأسف متآمرا على لبنان".‏

كما أكد وجوب تنفيذ القرار الدولي رقم 194، لأن من حق الفلسطينيين العودة إلى بلدهم وعدم توطينهم في لبنان.. وأضاف: "إن قوتنا في لبنان هي في وحدتنا، يجب على كل اللبنانيين أن يقتنعوا بأن تخلينا عن قوتنا الرادعة لـ"إسرائيل" هو كارثة علينا". وقال: "إن المقاومة تكمل الجيش عبر التنسيق بينهما، ومن خلال هذا التنسيق تحقق التحرير، وهذا ما أزعج الكثيرين، خصوصا بعض اللبنانيين الذين كانوا من الراضخين للأمر الواقع، ويعتبرون أن العين لا يمكنها مقاومة المخرز، ولكن تبين أن هذا الأمر ممكن، وانتصر لبنان، وهذا الانتصار سيستكمل باستعادة باقي الحقوق، أكان في عودة الأسرى والمياه والأراضي المحتلة، أو في إنجاز عودة الفلسطينيين إلى أرضهم".‏

وفي ختام اللقاء ألقت الطفلة جنى سويد من كشافة الإمام المهدي (ع) كلمة ترحيبية، ثم قدم مسؤولو حزب الله إلى رئيس الجمهورية هدية رمزية تقديراً لدوره في حفظ المقاومة الوطنية والدفاع عن حقوق لبنان، وهي كناية عن بندقية رشاشة إسرائيلية غنمها المقاومون خلال عملية أنصارية.. وأوضحوا "أن المقاومة لم تُهدِ قبل الآن أياً من غنائم هذه العملية المهمة".‏

كما قدموا إليه لوحة تذكارية لمناسبة الذكرى السادسة للتحرير.‏

بدوره قدم الرئيس لحود إلى مسؤولي الحزب شعار رئاسة الجمهورية، وأكد لهم "أن لا أحد يستحق هذا الشعار أكثر منهم". وكتب على الشعار: "من رئيس الجمهورية العماد اميل لحود إلى أبطال المقاومة الذين حرروا الأرض وأسقطوا أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، مع التقدير في الذكرى السادسة لتحرير الجنوب في 25 أيار 2006".‏

ثكنة مرجعيون‏

ومن معتقل الخيام توجه الرئيس لحود إلى ثكنة مرجعيون حيث مقر القوة الأمنية المشتركة المؤلفة من وحدات من الجيش وقوى الأمن الداخلي التي تتولى حفظ الأمن في القرى الحدودية المحررة. وكان في استقباله عند مدخل الثكنة قائد القوة العميد عدنان داود وكبار معاونيه الذين رافقوا رئيس الجمهورية إلى مكتب قائد القوة، حيث تحدث إلى الضباط معربا عن ارتياحه للدور الذي تقوم به القوة الأمنية المشتركة في الجنوب.‏

وقال: "إن الذين راهنوا على اندلاع حرب أهلية بعد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب عام 2000 خسروا رهاناتهم. وها هو الجنوب ينعم بالهدوء والاستقرار بفضل جهودكم من جهة، وبفضل الوعي الكبير والحس الوطني للمسؤولين في المقاومة وأفرادها الذين كانوا على قدر كبير من المسؤولية الوطنية العالية من جهة ثانية".‏

وأشار رئيس الجمهورية إلى حرمان المنطقة، مؤكداً "أن الأفضلية هي للجنوب، لأنه عانى طويلا من الاحتلال والحرمان".‏

كما جال رئيس الجمهورية في أرجاء الثكنة واطلع في غرفة العمليات على خطة تحرك القوة الأمنية المشتركة والمهام التي تقوم بها في حفظ أمن الجنوبيين. وتوجه إلى الساحة العامة للثكنة حيث خاطب الضباط والعسكريين منوهاً بفضلهم وفضل المقاومة في تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة، مشدداً على أن قوتنا في وحدتنا.‏

بعد ذلك ودع الرئيس لحود قائد القوة وضباطها وغادر ثكنة مرجعيون عائدا الى بيروت، مرورا بعدد من القرى الجنوبية المحررة.‏

2006-10-30