ارشيف من : 2005-2008
صور تحتضن درة الاحتفالات بعيد المقاومة والتحرير
السيد نصرالله: 25 أيار تاريخ جديد في أمتنا المعاصرة لا مكان بعده للنكبة أو النكسة
احتضنت مدينة الإمامين عبد الحسين شرف الدين وموسى الصدر درة الاحتفالات بعيد المقاومة والتحرير، وشهدت أكبر احتفال مركزي بهذه المناسبة حضره مئات الآلاف من اللبنانيين الذين توافدوا إليها من مختلف المناطق.
كان الخامس والعشرون من أيار العام 2006 يوماً وطنياً بامتياز في هذه المدينة، فاجتمع تاريخان مع مكان واحد أنتج المناسبة المحتفى بها.
التاريخ الأول كان 11/11/82، والمكان "جل البحر" حيث كان مقر الحاكم العسكري الصهيوني الذي دمره فاتح عهد الاستشهاديين أحمد قصير، وبدء مسيرة الجهاد والمقاومة التي أنتجت التاريخ الثاني في 25 أيار 2005 يوم دُحر الإسرائيلي مهزوماً من لبنان للمرة الأولى في تاريخ الصراع الطويل مع هذا العدو.
مسيرة طويلة اختصرها اختيار المكان، فأعاد إلى ذاكرة اللبنانيين صورة أول هزيمة للعدو بسلاح الإيمان والاستشهاد، وكرس صورة الانتصار في الاحتفال في هذا المكان بالذات، فكانت الدلالات غنية بمضامينها ومعانيها.
صور استفاقت باكراً صبيحة يوم التحرير هذا العام بعدما استكملت استعدادها لاستقبال سيد المقاومة خطيباً في المهرجان المركزي.
ساحة المهرجان كانت مهيأة لاستقبال الضيوف. الأبنية المحيطة بها رفعت عليها جداريات كبيرة ولافتات على السور الذي أحاط بالساحة ترحب بسيد المقاومة.
أعلام حزب الله والأعلام اللبنانية ترفرف فرحاً بالمناسبة، والطرقات اتسعت لاستيعاب الحافلات والقوافل الآتية من مختلف المناطق. المداخل المخصصة للدخول والخروج حددت بدقة، والمنظمون انتشروا في كل مكان.
الإجراءات الأمنية بدت ظاهرة من خلال انتشار عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بالتنسيق مع المنظمين وأربعة آلاف متطوع.
مع ساعات الظهر بدأت طلائع الوفود بالدخول إلى الساحة وأخذت الساحة تمتلئ شيئاً فشيئاً، وبدأت تتحول الوفود القادمة إلى تظاهرات في الشارع المؤدي إلى مكان الاحتفال.
بدت وسائل الإعلام مهتمة بتغطية الحدث، وحجزت أكثر من أربعين وسيلة إعلامية أماكن لها، وقام أكثر من مئة إعلامي بتقديم أوراقهم للتغطية.
قبيل ساعة من بدء الاحتفال بدت المقاعد ممتلئة عن آخرها، وقال المنظمون إنهم وضعوا نحو 60 ألف كرسي، وبدأ الحضور يفيض عن الساحة إلى الشارع الرئيسي الذي ضاق بالحشود، بينما كانت الحافلات والسيارات تزدحم حتى جسر القاسمية، وبعض القادمين لم يتمكن من الوصول.
قبيل دقائق من الموعد المحدد لبدء الاحتفال عند الخامسة والنصف، دخل سيد المقاومة ليأخذ مكانه في مقدمة الحضور الذي تنوع بين الرسمي والدبلوماسي والسياسي والحزبي والشخصيات العلمائية والروحية ووفود شعبية خليجية.
وبينما الحضور يلوح بالأعلام اللبنانية وأعلام حزب الله وأمل والتنظيم الشعبي الناصري والأعلام الفلسطينية والتيار الوطني الحر والمردة على وقع أناشيد الانتصار، اعتلى السيد نصر الله المنبر ليلقي كلمة تضمنت العديد من المواقف المهمة، مقدماً قراءة لمعاني الانتصار، ومستذكراً تضحيات الشهداء والجرحى والأسرى والمقاومين والصمود الشعبي والدعم الرسمي ودعم الدول الشقيقة التي ساندت المقاومة. كما عرض للتراجع الإسرائيلي بعد الانتصار والمخططات الأميركية الإسرائيلية للهيمنة على المنطقة، محذراً من أن آخر المكر لدى أعداء الأمة هو الفتنة وخلق الأعداء الوهميين. وخص الشعبين العراقي والفلسطيني بمناشدة للحوار وعدم الانجرار وراء الفتنة، وأطلق حملة لدعم ومساندة الشعب الفلسطيني مالياً ضمن حملة "عشرة الفجر" طيلة عشرة أيام.
وعرّج السيد نصر الله على الموضوع الداخلي فشدد على الحوار، وأن لبنان لا يُحكم إلا بتوافق جميع طوائفه، مطالباً الآخرين بتقديم ما لديهم حول استراتيجية حماية لبنان بعدما قدم حزب الله رؤيته في هذا المجال.
كلمة السيد نصر الله في عيد التحرير
استهل السيد نصر الله كلمته بتحية الحضور مقدراً مشاركتهم وقال: "هذا يوم فرح فيه المؤمنون بنصر الله، وتجسد فيه من جديد الوعد الإلهي في القرآن والإنجيل والتوراة والزبور.. وهذا يوم بإرادة الله ومشيئته رأى فيه الفرعونيون وجنودهم من المستضعفين المجاهدين ما كانوا يحذرون، فخرجوا من ارض لبنان أذلاء مهزومين، وتحطمت أسطورتهم المزيفة تحت أقدامكم وتحت أقدام مجاهدينا ورجالنا ونسائنا وأطفالنا. إليكم والى اللبنانيين جميعا، إلى شعبنا في فلسطين والى شعوب أمتنا العربية والإسلامية، أبارك لكم هذا العيد الوطني القومي الإسلامي الكبير الذي لم يستطع احد أن يمحوه أو أن يشطبه أو أن يخرجه من وجداننا، لأنه كتب بالدم الذي يجري في عروق مجاهدينا".
أضاف: "أول ما نستحضره في هذا العيد الشهداء جميعهم، منذ أول قطرة دم سفحت على ارض لبنان في الصراع مع العدو الصهيوني، ومنذ أول رصاصة أطلقت في فضاء لبنان في مواجهة هذا العدو. شهداء المقاومة الإسلامية في كل تياراتها وحركاتها وفي مقدمهم سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي وشيخ شهدائها العلامة الشيخ راغب حرب، شهداء أفواج المقاومة اللبنانية أمل، وشهداء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، وشهداء كل اطر المقاومة اللبنانية المختلفة، شهداء الجيش اللبناني الوطني، وشهداء فصائل المقاومة الفلسطينية في لبنان، وشهداء القوات العربية السورية، وشهداء شعبنا اللبناني، ومعهم شهداء شعبنا الفلسطيني المهاجر إلى إخوانه في لبنان. هذان الشعبان العظيمان اللذان تحملا المجازر منذ مجزرة حولا الى العباسية والى صبرا وشاتيلا والى قانا والمنصوري والنبطية الفوقا وسحمر.. إلى كل هؤلاء الشهداء نتوجه إلى أرواحهم الطاهرة بالتحية والسلام وطلب الرحمة لهم من الله وعلو الدرجات، ونتوجه إلى عائلاتهم الشريفة بالتبريك والاعتزاز والتأكيد لهم أن دماء الشهداء الزكية والطاهرة ستبقى تجري في عروقنا وعروق أبنائنا وأحفادنا وستبقى تبعث الحياة".
أضاف "نستحضر تضحيات الأسرى الذين ما زالوا في السجون لنجدد معهم عهدنا والوعد. نستحضر عذابات الأسرى المحررين الذين جاهدوا وصبروا واحتسبوا وأنعم الله عليهم بالحرية، نستحضر آلام الجرحى وخصوصا الذين ما زالوا يعانون آلام الجراح وآثاره الجسدية والنفسية. نستحضر تعب وسهر وعطش وجهاد المقاومين الأبطال الأعزاء الذين لطالما هجروا البيوت وآنسوا الجبال والوديان، لا سيما الذين ما زالوا حتى اليوم يرابطون على خطوط المواجهة للدفاع عن لبنان.
ونستحضر المعاناة اليومية لشعبنا الأبي الذي صمد في الشريط الحدودي منذ عام 78، وفي خطوط المواجهة وعلى امتداد الوطن وخصوصا في الجبهة الخلفية حيث كانت المعسكرات والاحتضان في بعلبك والهرمل والبقاع وعلى امتداد الوطن".
وجدد سماحته الشكر والتحية إلى "كل الذين ساندوا هذه المقاومة المنتصرة ودعموها وما زالوا من رجالات لبنان ومن رسميين، رؤساء حاليين وسابقين، ووزراء حاليين وسابقين، ونواب حاليين وسابقين، ومدراء وقادة وعلماء دين، ومن قادة سياسيين ونقابيين، ومن نخب المجتمع اللبناني المختلفة، ومن وسائل إعلام، والجمعيات الثقافية والاجتماعية والخيرية، وبالتالي من كل رجل وامرأة وقف مع المقاومة خصوصا في أيام الشدائد والمحن.. "ولا بد أن أجدد الشكر لكل من ساند المقاومة ودعمها ولا يزال في العالمين العربي والإسلامي من شعوب وحكومات وقوى وأحزاب وشخصيات ومؤسسات، وأخص بالذكر سوريا شعبا وجيشا وحكومة بقيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد، ومن بعده السيد الرئيس بشار الأسد، والجمهورية الإسلامية في إيران شعبا وحكومة ومرجعية بقيادة الإمام الراحل الإمام الخميني (قده)، ومن بعده بقيادة سماحة الإمام السيد الخامنئي دام ظله، وهذا الشكر هو أقل الوفاء".
وتابع "جئنا هذا العام لنحتفل بالعيد في مدينة صور، مدينة إمام الوحدة الإسلامية والوطنية ومناهضة الاستعمار والانتداب والاحتلال، الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين. وجئنا إلى المدينة التي انطلق منها إمام كل المحرومين والمستضعفين والمجاهدين، وإمام المقاومة في لبنان ومؤسسها سماحة الإمام المغيب السيد موسى الصدر. جئنا إلى مدينة صور لنؤكد أن طريقنا جميعا هو طريق الإمام موسى الصدر في حزب الله وحركة أمل ومعنا كل مخلص في هذا الوطن.. طريق موسى الصدر يعني طريق المقاومة والتحرير والعيش المشترك والوحدة الوطنية ورفض الحرب الأهلية ورفض الاقتتال الداخلي. طريق موسى الصدر يعني طريق الحوار والانفتاح وبناء الدولة العصرية ومعالجة الحرمان ومحاربة الفساد. طريق موسى الصدر يعني الإيمان بفلسطين وبالقضية الفلسطينية. طريق موسى الصدر يعني خيار الأخوة والصداقة والتكامل مع سوريا ومع كل أشقائنا العرب ومع كل محيطنا العربي والإسلامي.. وفي مدينة المقاومة نجدد عهدنا لإمام المقاومة أننا سنبقى أوفياء لطريقه وكل من يؤمن بهذا الطريق".
حزب الله وأمل روح واحدة
تابع "يجب اليوم أن أؤكد وبعد تجربة هذا العام والعام الماضي بين حزب الله وحركة أمل والأسئلة الكثيرة التي تثار إعلاميا أو قد يوشوش بها بعض الناس في آذان شباب من حركة أمل أو شباب من حزب الله ويوجه إلينا وإليهم السؤال: من الأول ومن الثاني؟ من التابع ومن المتبوع؟ من اللاحق ومن الملحوق؟ من يأخذ مكان من، ومن يشطب من، ومن يحذف من؟ بعد ما قاله دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري قبل أيام، أود أن أقول لكم من مدينة الإمام الصدر، بين حزب الله وحركة أمل كان هناك تحالف، ولم يعد هناك تحالف، لأن حزب الله وحركة أمل باتوا روحا واحدة، وجسدا واحدا، وإرادة واحدة، وموقفا واحدا، يمشون معا ويقفون معا ويجلسون معا، ويواصلون الطريق معا، ويدافعون عن لبنان ووحدته الوطنية وعيشه الأهلي وعن سلمه وأمنه واستقراره وهويته وعروبته ومع كل الشرفاء في هذا العالم. لذلك فلييأس من لا يحلو له أن يجد لبنانيا يتحد مع لبناني. ما بين أمل وحزب الله لا نريده أن يبقى بين أمل وحزب الله، إنما نتطلع ليكون حال كل التيارات السياسية وكل الأحزاب السياسية في لبنان، لنتمكن معاً من بناء الدولة القوية المقتدرة العادلة العزيزة الكريمة المطمئنة لكل أبنائها وكل طوائفها، التي لا يوجد فيها ابن ست وابن جارية، ولا يوجد فيها منطقة مفضلة على منطقة ولا إنسان على إنسان".
25 أيار تاريخ جديد
أضاف "جئنا إلى مدينة صور والى هذه الباحة بالتحديد، إلى جوار مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي هنا، إلى هذه الأرض التي كان فوقها مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي، والتي اقتحمها بسيارته المتفجرة أمير الاستشهاديين أحمد قصير وقتل من فيه، وأعلن العدو أن قتلاه في هذه العملية ما يقارب مئة ضابط وجندي.. الى هنا حيث نحتفل اليوم جاء شارون الذي كان في ذلك الحين وزير الحرب، وقف هنا على حطام المبنى وعلى أشلاء القتلى ذليلا باكيا. منذ أول قطرة من دم الاستشهادي أحمد قصير وأول دمعة من عيون الطاغية شارون، ومنذ أول شموخ للرأس لأحمد قصير وأول انحناءة رأس لشارون في مدينة صور، منذ 11/11/82 كانت عيوننا مسمرة إلى 25 أيار ألفين.. كنا نعلم أن هذه الدماء وتلك الدموع وأن هذا العز وذاك الذل نهايته الحتمية هو النصر العزيز والمؤزر. أحمد قصير فاتح عهد الاستشهاديين في الصراع مع العدو الإسرائيلي، أول عملية في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي بهذه الطريقة، ولأول مرة في تاريخ هذا الصراع بعملية واحدة وبرجل واحد يقتل مئة ضابط وجندي، لذلك أعلنت حكومة العدو الحداد ثلاثة أيام. وبعد أحمد مضى الشهداء والاستشهاديون ومشت القافلة في لبنان، واستمرت قافلة الاستشهاديين في فلسطين وتصاعدت واستمرت وصبرت وكان الانتصار. إن تاريخ 25 أيار ألفين تاريخ جديد في حياة أمتنا المعاصرة".
وقال "نحن أمة وأجيال لم نعرف في تاريخنا المعاصر إلا النكبة في 15 أيار عام 45، وبعدها عرفنا النكسة في 4 حزيران 67، وشاء الله أن يبزغ فجر الانتصار في 25 أيار بين ذكرى النكبة والنكسة ليقول لنا إن عصرا جديدا وتاريخا جديدا قد بدأ. قد دخلنا مرحلة الانتصار ولن يكون في مصطلحاتنا بعد 25 أيار لا نكبة ولا نكسة، ولكن مقاومة وتحرير ونصر وانتصار.. شاء الله أن يبزغ فجر الانتصار لنخرج من عقد الضعف والوهن كعرب وكلبنانيين، ومن الإحساس بالدونية ومرارة الهزيمة واليأس والإحباط.. في مثل هذا اليوم وقفنا في بنت جبيل في 25 أيار ألفين وقلنا إن زمن الهزائم في مواجهة "إسرائيل" قد ولى، وإن زمن الانتصارات في مواجهة "إسرائيل" قد بدأ.. وبالفعل الأعوام الستة تشهد على ذلك. بعد انتصار لبنان بشهور قليلة كانت الانتفاضة المباركة في فلسطين، وخرج العدو مهزوما من غزة كما خرج مهزوماً من لبنان. وبعد تحرير الأرض في لبنان كان تحرير العدد الأكبر من أسرانا في السجون الإسرائيلية، واستقبلناهم في مطار بيروت في مشهد وطني رائع، وإن كان هناك أعزاء آخرون لنا ما زالوا ينتظرون. إن أعظم ما في واقعة 25 أيار أن الانسحاب الصهيوني من لبنان كان هزيمة مذلة، وأن العدو خرج بلا قيد ولا شرط ولا مفاوضات ولا اعتراف من لبنان ولا التزامات ولا ضمانات ولا جوائز ولا مكاسب. خرج لسبب وحيد هو عجزه عن البقاء في أرضنا، لأن في أرضنا رجالاً ونساءً مثلكم مستعدون للشهادة. هذه الهزيمة المذلة يمكن القول بها إن الانتصار في 25 أيار دق آخر مسمار في نعش مشروع "إسرائيل" الكبرى".
ثم تحدث سماحته كيف أن الصهاينة انتقلوا "إلى مشروع "إسرائيل" العظمى التي تبني كيانها على ارض فلسطين التاريخية، وبأحسن الأحوال تمنح الفلسطينيين حكما ذاتيا إداريا في قطاع غزة وبعض الضفة الغربية، ولتكون الدولة الأقوى في المنطقة والدولة الأكثر مهابة في المنطقة والأشد تأثيراً في اقتصاديات المنطقة وسياسات المنطقة وأمن المنطقة، وعملت الإدارة الأميركية وكل العالم على مساعدة "إسرائيل" لتنتقل من مشروعها الفاشل إلى مشروعها الجديد، ولكن بعد شهور قليلة من سقوط مشروع "إسرائيل" الكبرى انطلقت الانتفاضة المباركة في فلسطين لتهز بعنف مشروع "إسرائيل" العظمى، فإذا بالحدود التاريخية لفلسطين تتهاوى، وإذا بـ"إسرائيل" العظمى تهتز، وإذا بأعتى عتاة الصهيونية شارون يقدم خطة يتبناها اليوم خليفته غير المبارك أولمرت، وهي خطة الانطواء.. لتعرفوا معنى الخامس والعشرين من أيار وما أسس له الخامس والعشرون من أيار. وقيل اليوم من قبل عدد من المسؤولين بكل صراحة إذا كان عيد استقلال لبنان عيدا وطنيا بامتياز فإن عيد المقاومة والتحرير هو عيد وطني وقومي وعيد للأمة كلها بامتياز".
"إسرائيل" إلى "الانطواء"
وقال "في مثل هذا اليوم سقطت "إسرائيل" الكبرى وبعدها بقليل اهتزت "إسرائيل" العظمى، وبعدها انتقلوا إلى الانطواء والاختفاء خلف جدار عالٍ وباطون مسلح وظنوا أن حصونهم مانعتهم من الله ومن المجاهدين الأشداء"، مشدداً على أن خطة الانطواء هي بداية الهزيمة لمشروع "إسرائيل" العظمى.
وأكد السيد نصر الله "أن زمن الانتصار بدأ وولى زمن الهزائم في مواجهة "إسرائيل"، وتولد إيمان عظيم بقدرة شعوبنا على استعادة الحياة من فم الموت، وعلى انتشال الأمل من بطن اليأس، وتولد وعي كبير في أمتنا يشخّص العدو ويحدده، وعادت "إسرائيل" إلى موقع العدو في وجدان الأمة وثقافتها وفي عواطفها ووعيها. وبعد جهود مضنية سياسية وثقافية وإعلامية لعقود من الزمن من اجل التطبيع مع هذا العدو والقبول به جاراً انكشف بالكامل بفعل هذه الدماء والتضحيات، وانكشف موقع الإدارات الأميركية المتعاقبة من هذا الصراع بفعل دعمها المفضوح واللامحدود على كل صعيد، وآخر أشكال الدعم هو قرار الكونغرس الأميركي الذي يمنع تقديم المساعدات للفلسطينيين وللشعب الفلسطيني إلا من خلال قنوات قانونية! ويبدو أن الذي يحدد القنوات هو "إسرائيل"، ومن يقدم المال للشعب الفلسطيني اليوم بات بحسب قرار الكونغرس إرهابيا وداعما للإرهاب، ومن اجل أن نكون جميعنا في "الليستة" ومساندة لهذا الشعب المحاصر والصامد والأبي من واجبنا في عيد المقاومة والتحرير وبرغم الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة، أن نعلن اليوم وقوفنا إلى جانب هذا الشعب في فلسطين، وأدعوكم إلى المشاركة في مشروع نسميه "والفجر وليال عشر" من 25 أيار 2006 الى 5 حزيران 2006.
ولفت نصر الله إلى انه "تولد وعي كبير وإيمان كبير، وأصبحنا نعرف العدو والصديق، ولكن كان علينا جميعا أن نحفظ هذا الإيمان وهذا الوعي وهذا الانتصار، ولكننا أمام عدو استعماري وماكر لا يعرف الكلل والملل، وهو يعمل في الليل والنهار وبكل طاقته ليمحو الأمل من نفوسنا ويعيدنا إلى اليأس وليسقط وعينا ويصبح العدو صديقا والصديق عدو الأمة".
أضاف "اليوم على امتداد العالم العربي والإسلامي، والشعوب خصوصا في وعيها ومشاعرها تعرف عدوها وتحدده وتشخصه، ولكن هذا العدو وخصوصا في الثمانينيات وبداية هذا القرن بدأ يشعر بوضوح أن هيمنته وتسلطه على المنطقة باتت في خطر أمام وعي الأمة ويقظتها وصحوتها وتحطيمها لحواجز الخوف واليأس وثقتها بربها وبنفسها، ولذلك حشد منذ بداية الثمانينيات أساطيله وجيوشه إلى منطقتنا، وقواعدهم على اليابسة في باكستان وأفغانستان وتركمانستان، إلى دول الخليج وشمال أفريقيا، ولكن هل استطاعت كل هذه الأساطيل وكل هذه القواعد وهذه الجيوش أن تهز قلوبكم وإرادتكم؟ الذين ارتجفت قلوبهم هم الجبناء، ضعاف النفوس والعقول.. كل الذين يؤمنون بأن الله اكبر من أميركا ومن كل العالم لا يمكن أن ترتجف قلوبهم أو تهتز مشاعرهم. جاؤوا بأساطيلهم وقواعدهم من اجل أن يباشروا السيطرة والإدارة من خلال سفرائهم وجنرالاتهم وسفاراتهم المدعمة بالجيوش العسكرية، ولا ادري ما إذا كانوا يحضرون في مكان ما من لبنان لتشييد قاعدة عسكرية من هذا النوع.. وأنا وأنتم لا ننصحهم بذلك".
آخر المكر.. الفتنة
وتابع "يخشون أن تتمركز سواعد الأمة كلها في مواجهتهم ومواجهة مشروعهم، لذلك لم يبق أمامهم سوى خيار وحيد وطريق وحيد وأمل وحيد. والطريق هو آخر ما في جعبتهم من سحر ومكر. وكما العادة بمشيئة الله ينقلب السحر على الساحر، وأما المكر فيمقته الله لينتهي به نصرا مؤزرا. ما هو آخر المكر؟ يجب أن يخترعوا عدوا ويصنعوا للأمة أعداء ليصارع بعضنا بعضا ويقاتل بعضنا بعضا. وبسبب جهل بعضنا أو تخلف بعضنا أو عدم إخلاص بعضنا نقع في الفخ وننساق في هذا الاتجاه! في المقابل المطلوب أن نكشف هذا الزيف، وأن تبقى أصواتنا مرتفعة في كل ساحة وكل دار وعلى كل منبر، لنقول لأمتنا مع كل الأخطاء والأخطار من هو العدو الذي يجب أن تتوجه إليه الأمة بجهودها وطاقاتها. هم يريدون أن يخترعوا في أمتنا ليس عدوا واحدا بل أعداء مثل: عرب، وفرس، وترك، وكرد، وبربر، وبلوش، وطاجيك، وأوزبك، ليتمسك كل منا بعرقيته ويصطف خلف عرقيته ويبني عند حدودها باطونا مسلحا من الحقد والبغضاء ليصارع بقية أبناء أمته. وأيضا العداوات الطائفية وخصوصا بين المسلمين والمسيحيين في لبنان ومصر والعراق، وما الاعتداءات على بعض الكنائس في بعض البلدان العربية إلا في هذا الاتجاه. وإحياء النزاعات القطرية ليكون هناك عداوة لدى الشعوب العربية والإسلامية، وهذا يفسر لنا بعض الشعارات العنصرية التي سمعناها في لبنان في بعض لحظات الغضب تجاه الشعب السوري والفلسطيني، وهذا خطأ وخطر.. أيضاً المذهبية وأخطر ما يُعد لهذه الأمة هو خطر المذهبية. وهذا ما تعمل عليه الإدارة الأميركية سياسيا وثقافيا وإعلاميا وأمنيا وعلميا ودمويا ـ الموساد الإسرائيلي ـ هو الفتنة بين السنة والشيعة. هذا هو الخطر الأكبر الذي يتهدد أمتنا. يمكن أن يأتي مجنون واحد ليثير هذه الساحات في يوم واحد لأنه يمكن أن يثير أسبابا تاريخية قديمة جدا وشائعات كثيرة جدا واتهامات بين الفريقين، وهناك من يحب أن يخرج من العصر ليعيش في التاريخ، وهناك من يهرب من المستقبل إلى الماضي، وهؤلاء هم الضعفاء. أخطر ما تواجهه الأمة من محنة هو هذا الأمر، وهو ما يُعمل عليه بالتحديد انطلاقاً من العراق. هذه المحنة تحقق نتيجتين للأميركي وللإسرائيلي: النتيجة الأولى انه صرف الأمة بالاتجاه الآخر، وأصبح هو بعيدا عن الخطر، والنتيجة الأسوأ هي أن الأميركي سيتحول من عدو إلى ضمانة. في العراق الأميركي يقدم نفسه بأنه ضمانة للشيعة من أبو مصعب الزرقاوي، ويقدم نفسه ضمانة للسنة ممن يقتلهم، ويقدم نفسه ضمانة للشيعة والسنة لحقوقهم السياسية، ويقدم نفسه ضمانة للكرد في وجه العرب. هذه هي الخطورة، وهذا ما يعمل له على امتداد العالم العربي والإسلامي، عندما تخطط أميركا لإسقاط نظام في أي بلد من بلداننا ليس لتقيم مكانه أيها الواهمون نظاماً ديمقراطيا، بل لتدير البلد بسفير وجنرال، ولتفتك بأهل البلد ولتثير فيهم كل حساسياتهم العرقية والطائفية والمذهبية. هذا مكر خطير وسحر كبير لأنه يستهوي ضعاف العقول والنفوس وأصحاب المطامع. تصوّروا كيف يمكن لعاقل أن يصدق شائعة الهلال الشيعي! المطلوب إخافة السنة من الشيعة، والمطلوب إخافة الشيعة من السنة، ليركض السنة إلى أميركا وليركض الشيعة إلى أميركا وليحتموا بها.. نحن في لبنان باسم من أثق بهم ويثقون بي نقول إننا نفضل الموت والاستشهاد على أن تكون أحضان أميركا و"إسرائيل" ضمانتنا. هذا الخطر يجب أن نواجهه على امتداد العالمين العربي والإسلامي كمسلمين ومسيحيين، كعرب وغير عرب، وبالدرجة الأولى كشيعة وسنة، لأننا الأكثر استهدافاً بالفتنة التي يروج لها في وسائل الإعلام، وتروج لها مراكز الدراسات ومفكرون وقتلة ومجرمون، لأن من يقتل سنياً هو مجرم، ومن يقتل شيعياً هو مجرم. هؤلاء المجرمون والقتلة يستفيدون من كل العداوات المتاحة، وإذا استلهمنا روح وفكر السيد عبد الحسين شرف الدين من مدينة صور، وعلو وهمة الإمام موسى الصدر وتحملنا المسؤولية، يمكننا أن نواجه هذه المحنة".
حذار الفتنة
ثم ناشد السيد نصر الله الشعب العراقي بالقول "باسم شهدائنا وشهدائكم وشهداء الإسلام وشهداء الأمة، وباسم كل العذابات التي تحملتموها من الطاغية والطغاة، وباسم الأمل والمستقبل نناشدكم أن تتحاوروا وتتلاقوا، وأن يمسك بعضكم في يد بعض لتخرجوا من الفتنة، وليصبح السنة ضمانة الشيعة في العراق، وليكن الشيعة ضمانة السنة، وهكذا العقبات المختلفة، وإلا لا عراق للسنة والشيعة وللعرب وللكرد".
وأكد أن المشروع الحقيقي هو تدمير العراق وليس تقسيمه، ولا يجوز أن نسمح لهم ذلك.
وخاطب الشعب الفلسطيني بالقول "نناشدكم بشهدائكم وشهدائنا وبكل مقدساتكم ومقدساتنا وأسراكم وأسرانا أن تتعاونوا ولا تسمحوا للفتنة بينكم. من اكبر الأخطاء والأخطار أن يقتتل الأخوة الفلسطينيون في ما بينهم. ليس هناك أي مبرر للتقاتل والخصام. نحن معكم ونشد على أياديكم، فغزة التي أصبحت عنوانا للعزة وعنوانا للنصر لا يجوز أن يتكسر كبرياؤها في شوارعها وزواريبها.
الحوار اللبناني
وتطرق السيد نصر الله إلى الموضوع الداخلي فشدد على أن لا خيار أمامنا سوى الحوار والتلاقي، معتبراً أن أسوأ شيء هو التباغض والتقاتل، وأجمل شيء هو التحاور والتلاقي، لهذا فلنجلس ساعات طويلة الى طاولة الحوار وغيرها لنحل مشاكلنا من خلال التواصل، لأن أي تباغض بين اللبنانيين ممنوع".
وأوضح سماحته أننا "لم نقطع مع أحد، ولا نؤمن بعد الذي جرى بالقطيعة مع احد. نحن مع تلاقي اللبنانيين جميعا، وفي هذا السياق كان تفاهم حزب الله مع التيار الوطني الحر ليعطي إضافة لبنانية وإيجابية على الحياة السياسية اللبنانية لنخترق الطوائف والمذاهب والمناطق وليس لنشكل اصطفافا في وجه احد، ولا لنستهدف أحداً".
وقال: "يجب أن نكون سعداء عندما نرى اللبنانيين المتباعدين لسنوات يلتقون ويتفاهمون، ويجب أن نأسف عندما نجد اللبنانيين يتباغضون ويتباعدون ويتخاصمون"، مشدداً على أنه ليس هناك خيار آخر.
نرفض الثنائيات
وسأل سماحته: "ألم يئن لمن يسمي نفسه أكثرية أو لمن يسمي نفسه أقلية، وأقول للأقلية التي تمنِّي نفسها أن تصبح أكثرية إن لبنان لا يُحكم ولا يدار ولا يبنى بعزل طائفة كانت كبيرة أو صغيرة. نحن لا ندعو إلى تحالفات ثنائية. نرفض ثنائية شيعية سنية في مواجهة المسيحيين أو في مواجهة الدروز. نرفض ثنائية شيعية مسيحية في مواجهة السنة أو الدروز، نرفض أي ثنائية في لبنان.. لبنان لا يبنى بالثنائيات ولا يبنى بالثلاثيات. هذا البلد لا يبنى إلا بالاعتراف بجميع طوائفه وجميع تياراته، ولا يحكم بالأكثرية والأقلية. لذلك إذا كنا نريد أن نخرج من المأزق الحالي فلا يكفي أن ننهي جدول طاولة الحوار. هناك قوى سياسية في الحكومة تهمش ويعمل على عزلها. إذا أرادت الأكثرية أن تخرج من مأزقها والأقلية أن تخرج من مأزقها، الخروج الوحيد هو أن يعترف بعضنا بالآخر، وأيضا الفك بين الملفات لا يؤدي إلى نتيجة، لأن المسائل في لبنان متداخلة فيما بينها، ولذلك هي بحاجة إلى نهضة وطنية تقوم على أكتاف الجميع".
وشدد على أن الازمة الاقتصادية صعبة ومعقدة وكبيرة ولا يستطيع أي طرف تحملها، ولذلك علينا جميعا أن نضع أيدينا لننهض بالبلد، ولا تفيدنا شروط البنك الدولي، والدول التي انصاعت إلى شروط هذا البنك نعرف ما حل بها. لقد أصبحت فقيرة وواهنة. وقال "لا تنظروا إلى خلف المحيط، انظروا إلى الإنسان الشجاع والغيور في لبنان، الذي استطاع أن يسقط جبروت "إسرائيل". إذا وضع هؤلاء أيديهم بأيدي بعض يمكنهم أن يواجهوا أعتى الازمات"، داعياً إلى الحرص على الأمن والاستقرار، وأن نعمل لبناء الدولة.
كما دعا سماحته "إلى استكمال الحوار مع الفلسطينيين على خطي الحقوق المدنية وقضية السلاح خارج المخيمات، مؤكداً أن أي حادث صدام هو حادث مستنكر ومدان ومرفوض، ويجب أن يحاصر ويعزل ولا يجوز أن يستغل للخروج على مقررات الحوار الوطني".
وجدد التأكيد أننا "ندين أي حادث مؤسف وأي احد يطلق النار على أي احد في لبنان"، لافتاً إلى أن السواتر الترابية والخطاب المتشنج أو مشاكل الحدود ومذكرات التوقيف والاتهامات المتبادلة هي تفاصيل لمشكلة أعمق وأكبر، وبدل أن نستنزف في التفاصيل ونستنزف ساحتنا الداخلية علينا أن نركز جهودنا على معالجة اصل المشكلة الأخطر والاعمق.
وقال: "على طاولة الحوار اتفقنا على علاقات مميزة وعلاقات دبلوماسية ولم نتفق على ترسيم الحدود، واتفقنا على فصل التحقيق الدولي في حادثة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وأجمعنا على إدانة هذا الاغتيال، ونطلب الحقيقة ومحاكمة القتلة ومعاقبتهم، ونحن من موقعنا نرى أن اغتيال الرئيس الحريري هو جزء من هذا المشروع الذي يستهدف الأمة كلها ليصنع فيها الأحقاد والعداوات". وقال "أرادوا دم الرئيس الشهيد معبراً للفتنة، ويجب أن نطلبه معبراً للوحدة"، ناصحاً بالكف عن اللجوء إلى مجلس الأمن وإلى القوى الكبرى، لأن هذا اللجوء يعطل المسائل وقال "تعالوا لنركز على جهودنا المباشرة. اذا كنا نريد الحرب مع سوريا فلنستمر في اللجوء إلى مجلس الأمن والى السيدة رايس، وإذا كنا نريد علاقات طبيعية بين لبنان وسوريا ومميزة فهذه العلاقات تصنع بقبول الطرفين ولا تفرض فرضا".
الاستراتيجية الدفاعية والآخرون
وأكد سماحته مجدداً أننا منفتحون على النقاش بروح وطنية، وقد عرضنا ما عندنا على طاولة الحوار بشفافية واضحة. نحن مخلصون للهدف، وهو تحرير الأرض وحماية الوطن ولسنا متعصبين للوسيلة. قدمنا رؤيتنا في الاستراتيجية الدفاعية فتفضلوا وقدموا رؤيتكم للاستراتيجية الدفاعية، ولا يكفي أن تناقشني فقط، يجب أن تقدم البديل، لأن ما طرحته أنا ليس أمراً نريد أن نقيمه، بل هو قائم. أنت الذي تطرح تبديلا قل لي ما هو البديل؟ والبديل يجب أن يطمئن اللبنانيين جميعا، ولكن بالدرجة الأولى يجب أن يطمئن أهالي جنوب لبنان، ويجب أن نقدم لهم بديلا يحقق لهم نفس النتيجة". وقال "نحن منفتحون على النقاش، لا نريد أن نشكك في وطنية احد، ولا بخلفية احد، ونرفض أن يشكك احد في وطنيتنا وخلفيتنا".. داعياً الى دراسة معمقة في 8 حزيران والى موقف تاريخي مصيري".
وختم سماحته "أنا لا أطلب تكريما للمقاومة ولا تشريفا للمقاومة، نحن جميعا نطلب الشرف والكرامة من عوائل الشهداء، لكن ألسنا في لبنان عندما نتحدث عن التجارب العظيمة في التاريخ المعاصر نتحدث عن المقاومة الفرنسية.. (ليكن علم لديكم أن الحكومة الفرنسية التي حكمت فرنسا بعد التحرير منحت كل من كان انضم إلى المقاومة الفرنسية من غير الفرنسيين ومن الدول التي كانت تحت الانتداب الفرنسي الجنسية الفرنسية). للأسف نحن قدمنا الدم واستشهدنا وضحينا واتهمنا، مع العلم بأننا نملك الجنسية اللبنانية، وآباؤنا وأجدادنا لبنانيون من قبل الفتح العربي والإسلامي للبنان، لكن البعض حتى الآن لا يعترف بهويتنا اللبنانية، وكأنه يريد منا أن نقف على أعتابه، وأن نتسول منه شهادة بالوطنية. إن الذي يعطي الشهادة بالوطنية هو أمير الاستشهاديين أحمد قصير. إننا نطمع بالإنصاف والعدل، لأن الظلم مؤلم، وخصوصا ظلم ذوي القربى.
ـــ حملة عشرة الفجر لدعم الشعب الفلسطيني
أعلن الأمين العام السيد حسن نصر الله خلال كلمته في احتفال التحرير في مدينة صور عن حملة مالية لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني، محدداً مدة الحملة بعشرة أيام تبدأ من 25 أيار 2006 حتى 5/6/2006، داعياً جماهير المقاومة الإسلامية والشعب اللبناني إلى المشاركة بهذه الحملة بفعالية. وقال: حتى لا تتكرر النكسة، نحن مدعوون لتقديم ما وسعنا من مال للشعب الفلسطيني، وسوف تقوم هيئة دعم المقاومة الإسلامية وبقية المؤسسات والأجهزة ومن يمكن أن يساعدنا في هذا المجال على جمع التبرعات التي يجب أن تقدم للشعب الفلسطيني، ولتتسع لائحة الكونغرس الأميركي إلى كل رجالنا ونسائنا وشيوخنا وأطفالنا، وليس شرطا أن تقدم المساعدات إلى هيئة دعم المقاومة الإسلامية. من الممكن أن تقدم إلى أي جهة نثق بها وتوصل هذه المساعدات إلى مستحقيها.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018