ارشيف من : 2005-2008

لبنان يحتفل بعيد المقاومة والتحرير

لبنان يحتفل بعيد المقاومة والتحرير

استعاد لبنان صور الانتصار التاريخي الذي حققته المقاومة الإسلامية على العدو الصهيوني في الخامس والعشرين من أيار/ مايو العام ألفين. وشهدت مختلف المناطق العديد من الفعاليات الاحتفالية بهذه المناسبة، مكرسة هذا العيد كقيمة وطنية وإنجاز تاريخي لن يقلل من أهميته انقلاب البعض على المفاهيم الوطنية.‏

شمولية الاحتفالات وتنوعها وكثافتها، كانت رسالة قوية واضحة الدلالات والأبعاد تؤكد أن تضحيات اللبنانيين ودماء شهدائهم وآلام جرحاهم ومعاناة أسراهم جراء الاحتلال الصهيوني لا يمكن أن تطمسها محاولات المتنكرين والمنقلبين على "الثوابت" الوطنية التي تشدقوا بها زوراً في زمن المعادلات السابقة، وتخلوا عنها طوعاً في عصر "التغيير" المدعوم من القوى الكبرى للحفاظ على مكتسباتهم وامتيازاتهم التي أثبتت الأيام أنها الثابت الوحيد، وأن مبادئهم آلهة من تمر يأكلونها عندما تقتضي حساباتهم الضيقة ذلك ولو كان الثمن بيع الوطن والتضحيات وحتى دماء الشهداء!‏

لم تقتصر الاحتفالات على فئة من اللبنانيين أو على جهة حزبية واحدة أو طائفة واحدة كما تمنى البعض، إنما جاءت وطنية بطابعها، وشرّفت كل من احتفل بهذه المناسبة، أو أطلق موقفاً أو أصدر بياناً ذكّر بأهمية هذا الإنجاز ووضعه في سياقه الموضوعي. أما من تجاهلها وتنكر لها، فبدا منبوذاً ذليلاً وأسيراً لهواجسه وأوهامه، واختار لنفسه أن يكون في موقع النقيض لآمال وطموحات الشعب اللبناني الأصيل الذي بذل كل ما لديه ليحفظ هويته وأصالته طوال تاريخه!‏

بدا واضحاً أن هناك إصراراً لدى المواطنين على المشاركة في الفعاليات الاحتفالية، والتفاعل معها في مختلف المناطق. فبيروت استعادت ذكرى شهدائها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي منذ الطلقات الأولى، واحتفلت بعيد المقاومة، وشهدت العديد من الاحتفالات المهمة، وكذلك مدينة صيدا أبت إلا أن تكون شريكاً فاعلاً في إظهار احتفائها بالمناسبة بمختلف تياراتها السياسية، وهو ما انعكس في اللافتات التي رفعت في شوارع المدينة، والنشاطات التي شهدتها المدينة.‏

والبقاع كعادته بقي وفياً لعهده للمقاومة فشهدت مدنه وقراه مظاهر الفرح حيث ارتدت الشوارع الرئيسية في مدنه حلة الانتصار، فرفعت اللافتات وأقيمت المهرجانات الخطابية والانشادية ومعارض فنية.‏

وتوجت احتفالات النصر في مدينة صور فكان مهرجان التحرير درة الاحتفالات بهذه المناسبة لناحية الحضور الجماهيري وتنوع المشاركة الرسمية والحزبية والشعبية، وفاق الحشد توقعات المنظمين، وبلغ مئات الآلاف حيث ضاقت بهم شوارع المدينة التي استضافت سيد المقاومة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله الذي أكد أن الانتصار في 25 أيار تاريخ جديد في أمتنا المعاصرة.‏

2006-10-30