ارشيف من : 2005-2008
طريق رياق ـ بعلبك:ارتياح لبدء العمل ولو متأخراً.. وآمال بحسن التنفيذ!
.. وأخيرا باشرت آليات مجلس الإنماء والإعمار عملياتها "الجراحية" لإعادة الحياة إلى طريق رياق ـ بعلبك بعدما سئم الأهالي من المطالبات والمتابعات المتلاحقة عبر نواب المنطقة والتي امتدت سنوات.
ضحايا كثر سقطوا على الطريق المسماة دولية وعلى غيرها من الطرق البقاعية، تارة بسبب الحفر وأخرى بسبب تأخر الأشغال وثالثة بسبب سوء التنفيذ نتيجة تنفيعة لهذا المقاول أو ذاك، والنتيجة أن الأهالي يدفعون الثمن وحدهم من حياتهم وحياة أحبائهم.
ربما قصة طريق رياق ـ بعلبك أصبحت قصة مشهورة، وقد أوردت "الانتقاد" تحقيقات عدة عن هذا الطريق.. ففي موسم الشتاء تتعطل السيارات على الطريق بسبب تجمع المياه وتحولها إلى طبقة جليدية لعدم وجود مسارب، والنتيجة حوادث وضحايا.. وفي موسم الصيف تنتقل المشكلة إلى الحاجز الوسطي وفقدان الإنارة، والنتيجة واحدة، هي مزيد من الضحايا.
بعد العديد من المطالبات والاحتجاجات سابقاً تولى الجيش اللبناني عام 1999 إقامة الحاجز الوسطي الذي ساهم في تخفيف عدد الحوادث، إلا أن المفارقة أنه جرى تجاوز مشكلة الحاجز الوسطي لتنشأ مشكلة أخرى نتيجة عدم وجود مستديرات وفتحات التفافية، ما تسبب بنوع جديد من الحوادث كان يمكن تلافيها لو أن الأشغال راعت الشروط الفنية. كما أن الحلول المجتزأة تسببت بصرف أموال إضافية تساوي ما نسبته عشرة في المئة من كلفة تنفيذ الطريق بالمواصفات الجيدة اليوم.
وتتولى شركة قاسم حمود ومكتب الهندسة للدراسات تحت إشراف مجلس الإنماء والإعمار تنفيذ الوصلة الممتدة من مفترق علي النهري حتى المدخل الجنوبي لمدينة بعلبك في دورس، وهذه الوصلة هي جزء من خمسة أجزاء تشكل الطريق الدولية الممتدة من الكرك حتى الحدود السورية، وهي مقسمة على الشكل التالي:
1 ـ وصلة من الكرك حتى مفرق علي النهري.
2 ـ وصلة من مفرق علي النهري حتى دورس، وهي قيد التنفيذ.
3 ـ وصلة من دورس حتى التوفيقية (البزالية).
4 ـ وصلة من التوفيقية حتى الحدود السورية في القاع.
5 ـ وصلة من عرسال حتى النبك على الحدود الشمالية الشرقية.
الأشغال الجارية حالياً في الوصلة الثانية (مفرق علي النهري حتى دورس) بدأت منذ أسبوعين، ويبدو أن التنفيذ هذه المرة يراعي المواصفات الجيدة، حيث يقام خط وسطي بعرض مترين تنتشر فيه أعمدة الإنارة ويفصل بين خطي الذهاب والإياب، ليصبح عرض الطريق لكل خط تسعة أمتار مع جوانبه.
كما لوحظ في المواصفات إنشاء عبارات مياه في أماكن تجمع الأمطار والمجاري الموسمية التي كانت تؤدي سابقاً إلى إحداث أضرار في الممتلكات والأرواح، خصوصا عند مجريي "سباط" و"جريبان".
عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب جمال الطقش الذي يتابع ملف الطرق في المنطقة، لفت إلى مراعاة الأشغال المواصفات الفنية وتأمين السلامة العامة، مشيراً إلى وجود ستة ممرات للمشاة وخمس مستديرات تنتشر على طول الطريق.
وقال: "نعمل من خلال مجلس الإنماء والإعمار على أن يؤخذ بعين الاعتبار عدم حفر الطريق مدة ثلاثين سنة، لذلك طلبنا تمديد أنابيب مياه احتياطية خصوصاً في المناطق ذات الكثافة السكانية، لا سيما في منطقة بريتال ـ الطيبة".. كما شددنا على "وجوب إنشاء المجاري المائية الشتوية".
ولفت الطقش إلى أن مدة تنفيذ المشروع قد تستغرق سنتين بطريقة recycling، أي "الحفر والتجميد" حتى لا يتأثر المواطن كثيرا بهذه الأشغال.
كما أشار الطقش إلى مشكلة الاستملاكات في بعض المناطق، التي بلغت كلفتها حوالى أربعمئة ألف دولار، مؤكداً أنه جرى تجاوز هذه المشكلة، موضحاً أن كلفة المشروع هي سبعة وعشرون مليون دولار بتمويل محلي طبقا لقانون (246). كما لفت إلى أن هناك محاولة لدمج المسافة من تل عمارة إلى تعاضد رياق مع القطعة التي تنفذ حاليا.
أما بالنسبة الى باقي الوصلات التي لم يبدأ العمل بها بعد، والتي تمتد من بعلبك حتى الهرمل والقاع وشهدت قبل أسبوعين سقوط ثلاث ضحايا على طريق القاع، فأشار النائب الطقش إلى "أنه بعد لقاء مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة طلب من مجلس الإنماء والإعمار المسارعة للحصول على تمويل. وقد وعد رئيس مجلس الإنماء والإعمار الفضل شلق بالبحث عن مصادر التمويل".
وأمل النائب الطقش أن يوجد التمويل لتكملة المقاطع المتبقية حتى الحدود السورية بأسرع وقت ممكن، لتلافي سقوط مزيد من الضحايا على هذه الطرق.
ويأمل أهالي المنطقة أن تنتهي الأشغال في موعدها المحدد، أي بعد سنتين، وأن لا يقعوا مجدداً ضحية التسويف والمماطلة في تسليم الأشغال، إضافة إلى سوء التنفيذ الذي هو السمة الأساسية لمعظم الأشغال في تلك المنطقة!
عصام البستاني
الانتقاد/ تحقيقات ـ العدد 1162 ـ 19 أيار/مايو 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018