ارشيف من : 2005-2008
قرارات
انضم القرار رقم 1680 إلى "ترسانة" القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي التي باتت هي الحاكم الفعلي في لبنان، في تسيير الشؤون الداخلية وتحديد بعض توجهات السياسة الخارجية!
لقد بات من الواضح أن هذه القرارات تتكامل وتتداخل فيما بينها لتشكل منظومة متكاملة ساهمت في تعقيد الوضع اللبناني وسلبت اللبنانيين القدرة على المبادرة الذاتية لمعالجة الأزمة الراهنة، والتحرر من رهاب الخروج أو الاصطدام بما يسمى إرادة المجتمع الدولي.
ولا يخفى على أحد أن قوى 14 شباط هللت ورحبت بمعظم هذه القرارات ظناً منها أنها أسلحة في يدها تشهرها بوجه المعارضين للضغط عليهم وإرهابهم. لكن هذه القوى أثبتت أنها كانت تحت وطأة ضغط هذه القرارات والقوى الدولية التي تقف وراءها واستجابت لها بفتح الملفات قبل أوانها كما حصل مع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وتحديد المواعيد لإسقاط رئيس الجمهورية ومن ثم لحسها بعد فشلها في تحقيق أهدافها.
ربما كانت قوى 14 شباط تنتظر هذا القرار (1680) كسلاح جديد للضغط على دمشق لفرض ما تريده خصوصاً في ما يتعلق بمزارع شبعا، وسرعان ما ستعود نغمة "الترسيم" و"قانون" القرارات الدولية أقوى مما اتفق عليه في جلسات الحوار الوطني!
يظهر بشكل واضح أن آخر ما تريده هذه القوى هو إعادة العلاقات إلى طبيعتها مع دمشق، وما تريده هو ترسيم الحدود انطلاقاً من مزارع شبعا، وقد نص القرار على "ترسيم حدودهما المشتركة ولا سيما في المناطق ذات الحدود الملتبسة أو المتنازع عليها"! إذاً ثمة نزاع على الحدود بين بيروت ودمشق باعتراف مجلس الأمن، وتجاهل كل القضايا والمشاكل العالقة مع الكيان الإسرائيلي!
ما تنتظره هذه القوى في المرحلة المقبلة قرار جديد يندرج ضمن الفصل السابع، ويطلب من بيروت تطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، وإذا رفضت ذلك ستكون عرضة للعقوبات، ولبنان لا يقوى على مواجهة القرارات الدولية وفق المنطق السائد!
سعد حميه
الانتقاد/ مجرد كلمة ـ العدد 19 أيار/مايو 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018