ارشيف من : 2005-2008

انقسام "فوني"!

انقسام "فوني"!

الانتقاد/مجرد كلمة ـ العدد 1127 ـ 16 أيلول / سبتمبر 2005‏

لكل زمن لغته... وفي زمن التغييرات والمتغيرات والمعادلات التي تشهدها الساحة اللبنانية بات النطق بأي لغة أمراً متوقعاً!‏

بالطبع لا نقصد "اللغة" التي تحدث بها "حراس الأرز"، إنما نقصد "لغة" الطبقة السياسية اللبنانية التي باتت أمام استحقاق متوقع عند البعض، وغير متوقع عند البعض الآخر، وهو إجادة اللغتين الفرنسية والإنكليزية بطلاقة لمعرفة مقاصد ومرامي "القناصل" في زمن الوصاية أثناء طلعاتهم الإعلامية والسياسية لتقرير الشؤون المحلية عندنا!‏

لا نذيع سراً إذا قلنا ان لبنان يعاني من انقسام، وفي هذه المرحلة يمكن إضافة نوع جديد من الانقسامات بين أنصار "الفرنكوفونية" و"الانكلوفونية" بعدما تشتت أنصار الـ"عربوفونية" نتيجة "تخلف العروبة" و"الكوارث التي جرّتها على لبنان".‏

صحيح أن هذه الفترة تشهد "شهر عسل" بين "التيارين" ("الفرنكوفوني" و"الانكلوفوني") حول لبنان، ولكن لطالما كانت تطل التباينات برأسها في فترات متفاوتة لتبدد الود ولتحل الهواجس والشكوك والضغوط المتبادلة فيما بينهم.‏

في لبنان، يبدو التيار "الأنكلوفوني" في عزّه حالياً، خصوصاً أن كل شيء عندنا من صنع كوندا...ليزا رايس، وزيرة الخارجية الأميركية، بدءاً من القرار 1559 وصولاً إلى "ثورة الأرز" وربما "حراس الأرز" وصنع "الرؤساء" والمؤتمرات الاقتصادية في نيويورك لدعم الإصلاحات الاقتصادية، حيث ورش وزارة الخارجية الأميركية منهمكة بإعداد الأوراق الاقتصادية، لأن مجلس الوزراء لم يتسنَّ له الوقت الكافي لإعداد مثل هذه الأوراق أو حتى الإطلاع على مبدأ عقد المؤتمر.. لأن الدعوة جاءت على عجل!‏

في المقابل التيار "الفرنكوفوني" يشارك ولكن القيادة ليست له، فالرئيس جاك شيراك تعرض لوعكة صحية مؤخراً أفسحت المجال أمام "كوندا" لأخذ القيادة، ولديها ما يعوّضها عن المؤتمر الاقتصادي في نيويورك بـ"المؤتمر السياسي" في باريس، وهذا يكفي في هذه المرحلة.‏

من يدقق النظر في الساحة اللبنانية يرى هذه التفاصيل، وما عليه إلا مراقبة التصاريح ومستخدمي الخطوط الجوية الفرنسية والأميركية ليحدد انصار هذا الفريق أو ذاك، أما أنصار "عربوفون" فيتكفل بهم "أبو أرز" وحراسه!‏

سعد حميه‏

2006-10-30