ارشيف من : 2005-2008

التمويل من الـ98 ولزم أربع مرات ووعود لم تنفذ : وصلة طريق أبلح ـ بيت شاما: بدأ العمل... لم يبدأ... سيبدأ!

التمويل من الـ98 ولزم أربع مرات ووعود لم تنفذ : وصلة طريق أبلح ـ بيت شاما: بدأ العمل... لم يبدأ... سيبدأ!

الانتقاد/ تحقيقات ـ العدد 1126 ـ 9 أيلول / سبتمبر 2005‏

بدأ العمل... لم يبدأ... سيبدأ... عبارات لطالما رددها أهالي قرى غربي بعلبك من أبلح الى بيت شاما لدى متابعاتهم وضع الطريق التي تربط بين هذه القرى. تلك الطريق، لا تحمل من مواصفات الطريق إلا الاسم، وتكاد تكون حفرة واحدة متواصلة يجتهد سائقو الحافلات والفانات لتجنبها، حتى بات أهالي تلك المنطقة وكأنهم في "أرض مقطوعة"!‏

وفي الآونة الأخيرة بدا أن شيئاً بدأ يتغير، وظهرت بوادر مباشرة في العمل في 27 آب/ أغسطس الحالي، وما أنجز هو حفر الطريق بطول مئة متر ليصبح فخاً للسيارات، وحتى لحظة صياغة هذا التحقيق لم يضرب معول عل الطريق، ولم تنقل حصاة واحدة، ولم يظهر فيما بعد أية حركة تشير الى استئناف العمل على الطريق، وكأن الأمور عادت إلى الدائرة السابقة، أي دائرة الوعود، ونحن على أبواب الشتاء!‏

الطريق المذكورة تربط أبلح ببيت شاما مروراً بنيحا وتمنين الفوقا وتمنين التحتا، قصرنبا، بدنايل، بيت شاما، وتربط أيضاً هذه المنطقة مع قرى شمسطار وطاريا وضواحيهما، كما حوش الرافقة وصولاً الى أتوستراد رياق الذي له أيضاً قصته.‏

منذ البداية لم يتوانَ أهالي القرى المنتشرة على جانبي الطريق من المطالبة والمتابعة بالتكافل مع رؤساء البلدات والمخاتير، ولم يكلّ نواب المنطقة من متابعة الموضوع مع الحكومات المتعاقبة، ووزراء الأشغال فيها... وصارت حكاية الطريق حكاية مملّة إذ جرى تلزيمه في العام 1998 بتمويل من البنك الدولي، ثم حُوِّل التمويل الى وزارة الأشغال التي كان يتولاها في حينه الوزير نجيب ميقاتي الذي أعطى الموافقة، وأعلن يومها عن بدء التنفيذ، ولكن عملياً لم يحصل شيء على الأرض.‏

بعد متابعة الموضوع في حينه، تبين أن وزارة الأشغال ردت الكفالة للتهرب من التنفيذ بحجة الأسعار المتدنية. وفي الفترة التي تلت اغتيال الرئيس رفيق الحريري كانت الحجة الأكبر موضوع الكسارات، علماً أنه طُلب من المتعهد المباشرة بالعمل لكنه كان في كل مرة يتهرب من التنفيذ! وبعد أن تم أخذ عينات من الطريق بحيث توسعت الحفر وزاد عددها. وفي فترة لاحقة تم تحديد الطريق بثلاثة أمتار فقط في حين أنها تصنف طريقاً رئيسية تصل عشرات قرى غربي بعلبك ببعضها.‏

يشار هنا إلى أن بوادر البدء بالتنفيذ التي ما لبثت أن توقفت بدأت بعد اجتماع لرؤساء البلديات التي يمر الطريق فيها مع نواب من تكتل نواب البقاع لبحث وضع الطريق، وبحث أسباب التلكؤ في توسيع وتأهيل الطريق المذكورة والآلية التي ينبغي اتباعها.‏

وقال رئيس بلدية بدنايل يوسف سليمان لـ"الانتقاد": لقد وُعدنا أكثر من مرة من المقاول والاستشاري بأن يبدأ العمل مع بداية فصل الربيع وينتهي بداية الصيف، ولكن لم يحصل شيء.‏

وبعد أن وصل الأمر الى هذا الحد من الاستهتار تداعى رؤساء البلديات ونواب المنطقة في السابع والعشرين من شهر آب/ أغسطس لاتخاذ خطوات باتجاه التصعيد، ووضع حد لهذا الأمر، وتبين ان المقاول المتعهد كمال ابو حمدان قد بدأ العمل بحضور النواب والشخصيات والإعلام مبدياً استعداده لانجاز الطريق بسرعة، وقد أبدى بعض النواب تخوفهم من أن هذه المباشرة الخجولة هي التفاف على اللقاء، ويبدو أن لديهم الحق بهذا التخوف، لأن طريقة العمل على الطريق تدل على أنه يحتاج لخمس عشرة سنة للتنفيذ!.‏

أما رئيس بلدية تمنين الفوقا حسين جانين فأشار إلى أن "المتعهد بعد اتصالات معه، جدد وعوده بأنه من الاثنين (5/9/2002) سينزل الى الطريق مع آلياته وعماله، ألا أن يوم الاثنين مضى ولم يحصل شيء!".‏

وتابع: "ولأننا صبرنا سنين طويلة نحن مضطرون أن نصبر ليوم أو يومين لنرى اذا كانت وعوده صحيحة أم لا؟".‏

وفي إشارة ذات مغزى يوضح رئيس بلدية بدنايل "ان المواطن لا علاقة له بسعر المقاولة، إذا كانت مربحة أم لا، إنما ما يهم المواطن فهو أن يصل الى بيته بشكل سليم دون حوادث ومصائب، وخصوصاً أن الطريق أصبحت مصيدة للسيارات".‏

من جانبه أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسين الحاج حسن أن وزير الأشغال العامة وعد بأن أعمال تنفيذ الطريق ستبدأ وقال: "المطلوب المتابعة والمراقبة ومواكبة العمل حتى لا يتوقف المشروع بعد فترة كما حصل في مرات سابقة، وخصوصاً أن الاعتماد متوافر منذ العام 1998، وأنه قد تم تلزيم الأعمال أربع مرات، وهذا يشير إلى مدى المعاناة".‏

وشدد على ضرورة عدم توقف الأشغال تحت أي حجة أو ذريعة، لأنه لا يوجد أي عذر للتأجيل، وعلى البلديات المعنية تشكيل لجنة فنية هندسية لمتابعة الأشغال حتى تتم وفق المواصفات المطلوبة. ولفت الحاج حسن من جهة أخرى الى "أن وصلة طريق بيت شاما ـ السفري على الطريق الدولية بحاجة الى أسبوعين كحد اقصى للمباشرة فيها".‏

وأعرب عضو بلدية بدنايل محمد رعد عن أسفه للتأخير، متمنياً أن يبادر المتعهد لإكمال التنفيذ، وقال: "سنستمر بالمطالبة بشكل سلمي، ولكن اذا دخل الشتاء والحالة على ما هي عليه سنضطر الى الوقوف الى جانب المواطنين، ولا نعرف سلبية الناس الى أين تصل، نأمل ان لا نصل الى هذا المستوى".‏

عصام البستاني‏

2006-10-30