ارشيف من : 2005-2008
هموم مواطن
الانتقاد/ مجرد كلمة ـ العدد 1126 ـ 9 أيلول/سبتمبر 2005
يكاد شهر أيلول من كل عام أن يكون شهر الأزمات بالنسبة للمواطن اللبناني في ظل الظروف العادية. وهذا العام كان استثنائياً إلى أقصى الحدود، وبالتأكيد أيلوله سيكون أكثر اسثنائيةً وأشد وقعاً على المواطن المنهمك هذه الأيام بالاستعداد للدخول في دورة العمل بعد انتهاء العطلة الصيفية.
ما أن تبدأ طيور أيلول المهاجرة بالاستعداد للسفر حتى يهاجر اللبناني إلى همومه ضارباً أخماسه بأسداسه في محاولة لتجاوز الاستحقاقات التي تنتظره والمصاريف والنفقات التي تثقل كاهله.
لنبدأ من المدارس:
ـ الأقساط المتراكمة عن السنوات السابقة، وهذه "النعمة" أصبح معظم اللبنانيين يشتركون بها، ولا بد من "براءة ذمة" للتسجيل في العام الدراسي الجديد، ووسيلة الضغط رهن "إفادة النجاح" مقابل تسديد الأقساط إذا ما أراد هجر المدرسة الخاصة على مضض إلى المدرسة الرسمية.
ـ عدم قدرة المدارس الرسمية على استيعاب الطلاب المهاجرين من المدارس الخاصة، والتسكع على أبواب أهل الحل والربط لتأمين مقعد دراسي في المدرسة الرسمية!.
ـ رحلة بحث مضنية على المكاتب لجمع الكتب التي لا تطبع إلا في الخارج لدى بعض المدارس، والتزود برزمة كبيرة من الأوراق الخضراء للدفع غب الطلب قبل فقدان النسخة!
ـ إجراء مفاوضات شاقة مع إدارات المدارس لترتيب تقسيط الأقساط لكي لا يحرم الأهل الطالب من نعمة العلم ونعمة لقمة الخبز!
ـ البحث في خريطة المدارس في الشوارع والأحياء واختيار المدرسة الأقرب إلى مكان السكن لتلافي التورط في أقساط النقل المدرسي بغض النظر عن المستوى التعليمي للمدرسة!
ـ الرضوخ لمطالب المدرسة بالتقيد بـ"الكوستيم" المدرسي (المريول) ولون البنطال والقميص، إضافة إلى الزي الرياضي (شتوي وصيفي)!
ـ رسوم متفرقة للتجهيزات التقنية والنشاطات اللاصفية والترفيهية ووو...
هذه عينة من الهموم المتعلقة بالمدرسة فقط. ماذا لو أكملنا تعداد الاستحقاقات الأخرى المتعلقة بالتدفئة لسكان المناطق الداخلية، وغلاء "المازوت" وفواتير الكهرباء والماء والهاتف والطبابة والاستشفاء وغلاء المعيشة ...إلخ.
هل هذه الهموم سترد على بنود جدول مجلس الوزراء في الجلسات المقبلة؟
الجواب: أنا لا أملك الجواب؟
سعد حميه
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018