ارشيف من : 2005-2008
دلالات سياسية لعمليات الاغتيال المتزامنة مع تشكيل الحكومة الإسرائيلية
غزة ـ عماد عيد
اليوم الأول لميلاد الحكومة الصهيونية بزعامة ايهود اولمرت أعلن عنها بالدم الفلسطيني، خمسة شهداء من ألوية الناصر صلاح الدين ـ الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية في منطقة الصبرة وذلك من خلال غارة صهيونية بواسطة طائرة استطلاع أطلقت ثلاثة صواريخ باتجاه مجموعة من المقاومين في مركز تدريب تابع للألوية في منطقة الصبرة غرب مدينة غزة. الصواريخ أصابت المقاومين الذين كانوا يجلسون على شكل دائرة يستمعون إلى بعض التوجيهات من قائدهم جمعة دغمش شقيق ابرز قادة ألوية الناصر صلاح الدين، ما أدى إلى استشهاد خمسة منهم وإصابة أربعة آخرين بجراح مختلفة.
وان كان يأتي ذلك في سياق التصعيد الإسرائيلي المتواصل حتى بالاغتيالات فإنه يحمل دلالة سياسية أيضا عبرت فيه الحكومة عن سياستها وعن برنامجها التصعيدي المتواصل إلى جانب تنفيذ خطة الانسحاب من جانب واحد من بعض مناطق في الضفة الغربية، وإقامة جدار الفصل العنصري. على أن الدلالة السياسية الثانية التي حملها كانت تستهدف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي كان قد وصل الى قطاع غزة قبل اقل من نصف ساعة من وقوع عملية الاغتيال، وذلك للاجتماع إلى إسماعيل هنية رئيس الوزراء للبحث في الحصار والصلاحيات والقضايا الأمنية، وهذا ليس التصعيد الوحيد الذي فرضته قوات الاحتلال الصهيوني في الأراضي الفلسطينية، فقد استشهد في غزة أيضا اثنان آخران، وهما رجلان مسنان بالقصف الاسرائيلي المتواصل على المناطق الشمالية والشرقية لقطاع غزة.
من ناحية ثانية نفذت القوات الصهيونية مسلسلا واسعا ومُركزا من الاعتقالات في الأراضي الفلسطينية، خصوصا في نابلس والخليل ورام الله، وطالت هذه العملية أكثر من مئة فلسطيني من مختلف الفصائل الفلسطينية، خصوصا كتائب شهداء الاقصى، وكان من بين المعتقلين ناصر عبيات المتهم بقتل خمسة من الصهاينة قبل نحو أربع سنوات في ثلاث عمليات عسكرية منفصلة، وكان من بين المعتقلين أيضا رمضان عداس بعد أن أصيب بجراح في عملية مطاردة له في نابلس انتهت باعتقاله مع سبعة آخرين من الفلسطينيين، فيما استشهد السائق الفلسطيني زكريا دراغمة من سكان نابلس خلال عملية للقوات الخاصة التي كررت محاولاتها تنفيذ عمليات الاعتقال.
الانتقاد/ مقالات ـ العدد 1161 ـ 10 أيار/مايو 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018