ارشيف من : 2005-2008

الانتخابات الفلسطينية بين التأجيل ورفضه: القدس هي الذريعة والعدو من يحركها

الانتخابات الفلسطينية بين التأجيل ورفضه: القدس هي الذريعة والعدو من يحركها

غزة ـ "الانتقاد"‏

القدس من جديد هي الفيصل، فكما كانت في مفاوضات كامب ديفيد بين الرئيس الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهودا باراك في ذلك الوقت، عادت اليوم لتهدد مصير الانتخابات بعد أن دخل العدو الصهيوني بقوة على خط الانتخابات التشريعية التي بدأت الحملة الدعائية لها، وبحسب المراقبين ومضمون التصريحات الصادرة عن المسؤولين في السلطة الفلسطينية وحركة فتح، وما نجم عنها من سجال اعلامي بين حماس من جهة وفتح والسلطة من جهة اخرى، بات مستقبل الانتخابات في مهب الريح، وإمكانية تأجيلها اصبحت واردة.‏

الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال إنه لا انتخابات تشريعية اذا لم تسمح "إسرائيل" بإجرائها في القدس، اعقبه تصريح لوزير الداخلية نصر يوسف قال فيه إنه لا يمكن إجراء انتخابات بدون القدس، واذا كان لا بد أمام اصرار بعض الجهات "يقصد حركة حماس" فإنه لا بد من الدعوة الى استفتاء عام على هذه القضية حتى لو أدى إلى تأجيل الانتخابات التشريعية.‏

وبحسب معلومات لم تعد سرا فإن اتصالات أجراها مسؤولون في حركة فتح مع مسؤولين من حركة حماس لاقناع الاخيرة بتقبل فكرة تأجيل الانتخابات، ولكن الأخيرة ـ وفق ما أكد لـ"الانتقاد" رئيس القائمة الانتخابية لحماس اسماعيل هنية ـ لن تقبل بفكرة التأجيل، وأن البحث يجب أن ينصب على خيارات أخرى غير هذه الفكرة. لكن معلومات أخرى قالت إن محمود عباس اجتمع لهذا الغرض مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس في دولة خليجية خلال الجولة الاخيرة التي قام بها عباس على دول الخليج مؤخراً، ولم ترد تسريبات حول قبول فكرة التأجيل من مشعل، وبالتالي من حماس أم لا.‏

مماطلة إسرائيلية‏

ومع انطلاق الصافرة ايذاناً ببدء الدعاية الانتخابية لانتخابات المجلس التشريعي، كانت شرطة الاحتلال في المقابل تصوغ بياناً أعلنت فيه منع مرشحي القدس من ممارسة الدعاية الانتخابية، وجاء في القرار الذي أعلنه ناطق باسمها انها ستمنع وضع اللافتات وتعليقها، كما ستمنع عقد الاجتماعات السياسية ما لم يتخذ المستوى السياسي قراراً بشأن مشاركة أهالي القدس في الانتخابات الفلسطينية، الأمر الذي يضع الانتخابات التشريعية بأكملها في دائرة الغموض.‏

من جهته اعتبر أحمد غنيم أحد قادة حركة فتح أن هذا الاجراء مؤشر على النيات الإسرائيلية تجاه العملية الديمقراطية في القدس، داعيا الأسرة الدولية للتدخل لحمل "إسرائيل" على احترام الاتفاقيات الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية.‏

وكان تقرير أصدرته بعثة الاتحاد الأوروبي للرقابة على الانتخابات، أوصى بأن يتم تحديد وضع القدس في الانتخابات بشكل مسبق، وإتاحة الفرصة للتعرف الى شكل هذه الانتخابات قبل فترة من موعد الاقتراع والدعاية الانتخابية، وأن من شأن حدوث العكس أن يكرر ما حدث في انتخابات الرئاسة في القدس، حيث اضطرت أعداد كبيرة من ناخبي المدينة الى البحث عن أسمائهم في ستة مراكز اقتراع موزعة في عدة ضواحٍ خارج المدينة.‏

مشاكل فتحاوية‏

وعدا عن العدوان الإسرائيلي المتواصل في الضفة الغربية، ومحاولات اقامة منطقة عازلة في شمال غزة، فإن الاوضاع الداخلية لحركة فتح لم تستقر بعد، بل وتنعكس يوما بعد آخر على الشارع الفلسطيني، فسلسلة من عمليات خطف الاجانب واقتحام المقرات الانتخابية ومراكز السلطة الفلسطينية جنوب قطاع غزة ينظر اليها المراقبون كمحاولة من قبل تيار واسع من حركة فتح لتخريب الانتخابات، وقد جاءت تصريحات كتائب الشهيد أحمد أبو الريش ـ الذراع العسكرية لحركة فتح جنوب القطاع، لتؤكد هذا النهج عندما اعلنت انها لن تسمح بإجراء الانتخابات، وستحاول تدميرها ان لم تجرِ في القدس.‏

موقف فتح كان الوحيد من بين الفصائل المشاركة في الانتخابات، فقد بدأ ممثلو اثنتي عشرة قائمة انتخابية دعاياتهم الانتخابية في غزة والضفة دون الالتفات الى تردد فتح، في حين بقيت حركة الجهاد الاسلامي تغرد خارج السرب، فهي لم تشارك في الانتخابات، ولم تدعم أحداً، ولا ترى ضرورة لاجراء الانتخابات في ظل الاحتلال.‏

الانتقاد / العدد 1143 ـ 6 كانون الثاني/ يناير 2005‏

2006-10-30