ارشيف من : 2005-2008
الاعتداءات الصهيونية تواكب التحضيرات للانتخابات الفلسطينية:قيادة القسام في دائرة الاستهداف مجدداً
غزة ـ "الانتقاد"
بخلاف كل التصريحات التي صدرت عن القيادة السياسية الصهيونية والتي حاولت من خلالها ان تظهر تعاونها من أجل إنجاح الانتخابات التشريعية الفلسطينية المزمع إجراؤها في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، بالاضافة الى تحسين صورة إيهود أولمرت رئيس الوزراء الصهيوني بالوكالة، فإن القيادة العسكرية بقيت ملتزمة بسياسة توزيع الأدوار المعمول بها في الكيان الصهيوني في الحرب المستعرة ضد الفلسطينيين.
في هذا السياق تندرج كل عمليات التصعيد في الضفة الغربية، وأبرزها عمليات الاجتياح المتكررة وشبه اليومية لمناطق متعددة في الضفة الغربية، لا سيما في منطقتي جنين وطولكرم، بالاضافة الى الخليل ونابلس، وخصوصاً في القرى المحيطة بها دون الالتفات إلى ما يجري من تطورات سياسية على صعيد المنطقة وعلى صعيد الأراضي الفلسطينية وحتى على صعيد الساحة الحزبية الصهيونية في ضوء مرض شارون، وما نجم عن غيابه عن الساحة الحزبية.
وبحسب ما سجلته المؤسسات الحقوقية الفلسطينية والاسرائيلية فإن ايام هذا الاسبوع كانت حافلة بالاجتياحات التي كانت تستهدف التصعيد اولاً، واعتقال النشطاء والمطلوبين والمواطنين في الضفة الغربية ثانياً، خصوصاً نشطاء الجهاد الاسلامي وحماس وفتح ومختلف الفصائل.
ومن وجهة نظر المراقبين والمحللين فإن البعض يفهم الحرب المستعرة التي تشنها القوات الصهيونية ضد حركة الجهاد الاسلامي سواء بالاعتقال او بالاغتيال باعتبارها الوحيدة غير المشاركة في الانتخابات التشريعية القادمة من بين الفصائل الفلسطينية، وهي الوحيدة التي تجرأت بالرد على التصعيد الاسرائيلي بتنفيذ عمليات استشهادية في قلب الكيان الصهيوني، ولكن في المقابل لا يبدي المراقبون اي تفهم لعمليات اغتيال بحق قائد كتائب القسام الجناح المسلح لحماس في طولكرم في عملية اقتحام خاصة استهدفته شخصيا، ما يطرح علامات استفهام كبيرة على الاستراتيجية التي تنتهجها القوات الصهيونية، والتي تتناقض مع التصريحات السياسية المتكررة.
ومع ذلك فإن حركة حماس أو بالاحرى جناحها العسكري احتفظ لنفسه بحق الرد على هذه العملية، لكنه قال ان هذه جريمة تندرج في اطار الجرائم التي تسجل لدى الجناح المسلح لحماس، ما يعني ان كتائب القسام ملتزمة بتعليمات القيادة السياسية لحركة حماس التي تقول بعدم الانجرار خلف الاستفزازات الصهيونية بهذه الاعتداءات، والتي تهدف من وجهة نظر الحركة الى جر الاخيرة الى الرد عليها، وبالتالي تخلط الاوراق في المنطقة من جديد، ما ينجم عنه في المحصلة ضياع الفرصة التي تراها حماس تاريخية لدخولها الانتخابات التشريعية التي ألقت فيها بكل ثقلها..
على أن سياسة التصعيد الاسرائيلية وجدت ردا مستمرا من قبل بقية فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها الجناح المسلح للجهاد الاسلامي، وكتائب الاقصى التابعة لحركة فتح، وألوية الناصر صلاح الدين التابعة للجان المقاومة الشعبية، وكتائب ابو الريش التابعة لحركة فتح، عبر الاستمرار في اطلاق الصواريخ باتجاه الاهداف الصهيونية شمال وشرق قطاع غزة، وهو ما اعاد حالة النقاش والجدل للساحة الصهيونية بعد ان اعلنت سرايا القدس وكتائب الاقصى قدرتها على تطوير الصواريخ لتصل الى مدينة عسقلان، وهو ما وقع بالفعل، ما اثار حالة من الذعر في اوساط الصهاينة في المدينة، بل تعدى الامر ذلك إلى اعلان عدد من الصهاينة بيع منازلهم خوفاً من الصواريخ في هذه المدينة الساحلية والصناعية الهامة من الناحية الاستراتيجية بالنسبة للكيان.
مقالات/ العدد 1145 ـ 20 كانون الثاني/ يناير 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018