ارشيف من : 2005-2008

مجزرة جديدة في قرية روجيب الفلسطينية:عائلة دويكات وليلة دموية لا تنسى

مجزرة جديدة في قرية روجيب الفلسطينية:عائلة دويكات وليلة دموية لا تنسى

جنين ـ علي سمودي‏‏

تحول يوم الاثنين (17/1/2006) ليوم للحزن والالم والمعاناة وذكرى اصعب اللحظات التي عاشتها أسرة دويكات الفلسطينية التي غرقت في بحر من الدم صنعه رصاص وحدات الموت الاسرائيلية الخاصة في جريمة مروعة هزت تفاصيلها المجتمع الفلسطيني، وراح ضحيتها زوجة فواز دويكات الذي نجا بأعجوبة من رصاص الموت الاسرائيلي، وابنه، بعدما اقتحمت قوات الاحتلال منزل العائلة في عملية وصفتها المؤسسات الفلسطينية بأنها محاولة لابادة عائلة فلسطينية بذريعة الامن الاسرائيلي.‏‏

وكأهالي قرية روجيب قضاء نابلس فإن دويكات الفلسطيني الذي تجاوز العقد الخامس ما زال يعيش اجواء الصدمة التي اغرقته في حالة من الحزن والالم الذي سيرافقه كما يقول للابد "ففي لحظة فقدت زوجتي وابني وتكومت وابنائي غارقين في بحر من الدماء دون ذنب او سبب سوى كوننا فلسطينيين، فمن ارتكب هذه المجزرة واصدر امر اطلاق النار يدرك جيدا انه يستهدف عائلة فلسطينية برغم انها لم ولن تشكل اي خطر على الامن الاسرائيلي المزعوم".‏‏

تفاصيل المجزرة‏‏

ففي حوالى الساعة الثانية من فجر الاثنين استيقظت عائلة دويكات على صوت اطلاق نار كثيف كما يقول فواز باتجاه منزلنا, فسارعت زوجتي المرحومة نوال أحمد أسعد دويكات (47 عاما) للطابق الثالث لتطمئن على ابننا فوزي (20 عاما) الذي يقوم بحراسة المنزل، وعادت مسرعة مذهولة وتصرخ من هول المنظر وهي تقول ان فوزي مصاب وينزف وبحالة خطيرة، فانطلق فواز وزوجته وابناؤه للطابق الثالث لاستطلاع ما يحدث ولمحاولة انقاذ فوزي، ولكن اطلاق النار ـ يضيف ـ تزايد وحاصرنا ووقعت زوجتي ارضا مضرجة بالدماء، ثم استشهدت قبل وصول طواقم الاسعاف التي تعرضت للاعاقة الاسرائيلية.‏‏

اصابة فواز‏‏

ووسط احزانه وآلامه ودموعه التي خنقت عباراته اكثر من مرة تابع فواز رواية تفاصيل المجزرة التي لن ينساها فقال انهم قتلة مجرمون, فقد اطلقوا النار بغزارة، وعندما اقتربت قليلا من فوزي لحمله اطلقوا المزيد من الرصاص بشكل متعمد يؤكد انهم كانوا يرصدون حركتنا, فأصبت من رصاصهم بشظايا في عيني وجميع انحاء جسدي فازداد هلع وخوف اسرتي فتراجعنا للوراء ورجعنا للطابق السفلي وسط نداءات الاستغاثة، ولكني شاهدت دوريتين عسكريتين تمران امام المنزل، وبرغم مشاهدتهم لنا نصرخ ونطلب النجدة لم يهتموا وتابعوا سيرهم.‏‏

لم يكن امام العائلة خيار سوى محاولة بذل جهود ذاتية لاخراج فوزي ونقل والده المصاب للمستشفى لذلك يضيف الاب بعد ان غادرت الدوريتان المنطقة صعدت زوجتي مرة اخرى مع ابنائي لمنزلنا المكون من ثلاثة أدوار لـم يكتمل بناء الطابق الثالث (عظم) الذي اتخذه الأبناء مكانا لـمراقبة ما يدور في محيط بيتهم عقب الاعتداء الذي كانوا تعرضوا له يوم الخميس الـماضي على ايدي عابثين مجهولين لاخراج فوزي، ويضيف ولكنهم اطلقوا النار عليها فأصيبت زوجتي بأكثر من 15 عياراً نارياً وسقطت مضرحة بالدم لجانب فوزي الذي لفظ انفاسه الاخيرة بين يدي شقيقته رواند (19 عاما) التي لم تنج من الرصاص الذي انهمر كما تقول بغزارة ليتساقط افراد اسرتها واحدا تلو الاخر امامها وتضيف: "شعرت بالموت يحاصرنا من كل جانب فكلما اقترب احد من افراد اسرتي يصيبه رصاص الحقد والقتل، كان الرصاص بانتظار كل شخص يتحرك منا دون ان ندري السبب، وكانت النتيجة اصابة منجد فواز دويكات بعيار ناري في العين اليسرى، وفواز منجد فواز دويكات (28 عاما) بأربعة أعيرة نارية في الصدر، ووصفت إصابته بالخطرة، وفواز منجد فواز دويكات (27 عاماً) أصيب بعيار ناري في الكتف الأيسر، ووصفت إصابته بالخطرة ورواند منجد فواز دويكات (20 عاماً) أصيبت بعيار ناري في الحوض ووصفت إصابتها بالخطرة، وعلاء منجد فواز دويكات (22 عاماً) أصيب بعيار ناري بالقدم اليمنى.‏‏

العائلة اخفت عن رواند التي ما زالت ترقد في غرفة العناية المكثفة في مستشفى رفيديا في نابلس نبأ استشهاد والدتها تجنبا لصدمتها الشديدة، فهي كما يقول والدها تعيش حالة صحية صعبة وهناك قلق على وضعها الصحي والنفسي لان جميع افراد الاسرة اصيبوا امامها في تلك الليلة الدموية التي لا تنسى.‏‏

نفي المزاعم الاسرائيلية‏‏

قوات الاحتلال وبحسب افادة جميع الاطراف رفضت السماح لطواقم الاسعاف والطوارئ الوصول للقرية والمصابين لعدة ساعات, برغم انها لم تغادر القرية الا في السادسة صباحا بعد اربع ساعات من العمليات، ويقول فواز لم يكتفوا بجريمتهم بل اقتحموا منزلنا وقاموا بتفتيشه بشكل دقيق بدعوى البحث عن مطلوبين وأسلحة. ونفى الشهود ودويكات مزاعم الناطق بلسان الاحتلال بأنه عثر على اسلحة وذخائر في المبنى، وقال الاهالي "شاهدنا الجنود يخرجون دون شيء بعدما ارتكبوا المجزرة، والواضح انهم ارداوا معاينة الموقع لتأليف رواية للتنصل من جريمتهم, وبرغم محاولة قوات الاحتلال التكتم على حقيقة المجزرة والادعاء بأن مسلحين اطلقوا النار من داخل المنزل على الجيش الا ان افادة اهالي البلدة تدحض ذلك وتؤكد ان عملية اطلاق النار نفذها جنود الاحتلال ووحدات المستعربين التي كانت تنصب كمينا في منزل احتلته قبالة منزل عائلة دويكات الذي نفى الرواية الاسرائيلية بشدة وقال لا يوجد في عائلتي او منطقتنا مطلوبون، والمزاعم الاسرائيلية تستهدف طمس حقيقة المجزرة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق عائلتي بدم بارد".‏‏

محاكمة المسؤولين‏‏

سخر دويكات من قرار قوات الاحتلال فتح تحقيق في الحادث لتحديد ما اذا كان الامر خطأ او ان ناشطين مسلحين كانوا في المنزل، وقال انها جزء من سياسة التضليل التي تمارسها قوات الاحتلال لتضليل الرأي العام والتهرب من حقيقة ارتكابهم مجزرة حقيقية، وانني اطالب بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في الجريمة ومعاقبة المسؤولين عنها، فمحاكم الاحتلال مزيفة ولن تنصفنا فما ذنب زوجتي وابني ليقتلا بهذه الطريقة البشعة، وما ذنب عائلتي لتعيش دوامة الحزن والدم مشردة في المستشفيات وخطر الموت ما زال يتهدد بعض افرادها، فالمصادر الطبية وصفت إصابات ثلاثة من افراد عائلتي بالـمتوسطة والخطيرة.‏‏

تحقيقات/ العدد 1145 ـ 20 كانون الثاني/ يناير 2006‏‏

2006-10-30