ارشيف من : 2005-2008
غياب شارون يثلج قلوب الداعين إلى تأجيلها:الانتخابات الفلسطينية تقترب من موعدها.. بضغط أميركي
غزة ـ عماد عيد
غيبوبة رئيس الوزراء الصهيوني اريئيل شارون ومرضه اثرت بشكل او بآخر على الساحة الفلسطينية والمواقف فيها، وكذلك على موضوع الساعة وهو موضوع الانتخابات التشريعية التي لم يتبقّ على إجرائها سوى أقل من أسبوعين، فقد انقسمت المواقف الفلسطينية حول مرض شارون إذ أعربت السلطة الفلسطينية عن قلقها لمرضه. وقال مسؤولون كثر في السلطة ان مرض شارون او موته سيؤثر على الساحة الفلسطينية وتطورات الموقف فيها، في حين اعتبرت فصائل المقاومة في مجملها وفي مقدمتها حماس والجهاد الاسلامي ان موت شارون هو شأن صهيوني داخلي، لكن العالم سيكون أجمل بدون شارون، وان اتفقت مع اقطاب السلطة بأن غيابه أو موته في هذا الوقت بالذات من شأنه أن يؤثر على مجريات الأمور في الساحة الفلسطينية..
أما الشعب الفلسطيني فقد اتسمت رد فعله بالانقسام ايضا برغم الاجماع حول عدم الأسف حول موت شارون الذي ارتبط اسمه بالكثير من المجازر والسياسات والقرارات ضد الشعب الفلسطيني أكثر من غيره من رؤساء الحكومات الصهاينة.
وفي جولة لـ"الانتقاد" في الشارع الفلسطيني قالت الغالبية العظمى من الذين تمت مقابلتهم بأنه غير آسف على موته، واضاف انه كان من الأحب إلى قلوبنا أن يموت قتلا كما قتل الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، في حين عبرت شريحة بسيطة جدا من الفلسطينيين عن عدم اكتراثها بما يحدث لشارون، وقالت ان هذا قضاء وقدر، وانه الآن على فراش الموت ولن نقول شيئا.
هذا التأثير لشارون في حياته وموته على الساحة الفلسطينية بحسب المراقبين يعود لكون شارون هو من يمثل المحتل للارض الفلسطينية، وارتبط اسمه طوال فترة الاحتلال بما يحدث للشعب الفلسطيني من مصائب ومجازر، اضافة الى ما توّج به حياته من قرار للانسحاب من قطاع غزة، وحديثه عن انسحابات مماثلة من مناطق في الضفة الغربية بغض النظر عن اسباب ودوافع وحدود هذه الانسحابات.
وموته من وجهة نظر الكثيرين سيوقف هذه الانسحابات او على الاقل سيجمدها لفترة ليست بالقليلة باعتبار ان شارون هو آخر الرجال الأقوياء في الكيان الصهيوني الذي يمكنه ان يتخذ قرارات مصيرية من وجهة نظر الصهاينة، ومن وجهة نظر الساسة من الفلسطينيين، وعليه ستنتظر الساحة الصهيونية فترة ريثما يتم التعافي بعد شارون، وبالتالي فإن حالة من القلق ما زالت قائمة لا سيما لدى السياسيين الفلسطينيين خصوصا فيما يتعلق بالانتخابات التي تشهد خلافات بين الجانبين حول اجرائها في القدس المحتلة، وهو ما هدد بإمكانية إرجائها وإلغاء الانتخابات في المواعيد المحددة لها، وقد استبشرت بعض الجهات في السلطة وحركة فتح بمرض شارون، واعتبرت انها الفرصة التي تنتظرها من أجل تأجيل الانتخابات، لكن الإدارة الأميركية لها رأي آخر، فبحسب مصادر مطلعة فإن مسؤولين اميركيين اجتمعوا الى مسؤولين في السلطة الفلسطينية في مدينة أريحا لإعادة وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالانتخابات في ضوء ورود اشارات فلسطينية متعددة حول ارجاء الانتخابات.
وقالت المصادر ان الادارة الاميركية مصممة على اجراء الانتخابات في موعدها، وهو ربما ما جعل حركة فتح تبدأ في حملتها الانتخابية، ولكن حتى الآن هناك توجهات كبيرة في حركة فتح تؤيد الغاء الانتخابات، ويتخوف المراقبون من لجوء بعض المجموعات المسلحة الى العنف كلغة لالغاء الانتخابات التشريعية بالقوة وذلك بتخريبها بعد بدء عملية الاقتراع. لكن التوقعات تشير إلى ان هذه الانتخابات ستتم، وإن وقعت مثل هذه الاعمال التي من شأنها ان تلغي نتائج الانتخابات في بعض الصناديق وليس في كلها. وعلى الرغم من استمرار محاولات اقتحام المراكز والمقرات التابعة لفتح والسلطة في قطاع غزة الا ان الاوضاع اتجهت بعد انتهاء ازمة الحدود المصرية الفلسطينية الى الهدوء والاستقرار، وعادت قضية الحملات الدعائية للانتخابات التشريعية لتكون هي قضية الساعة وحديث الناس.
الانتقاد/ مقالات ـ العدد1144 ـ 13 كانون الثاني/ يناير 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018