ارشيف من : 2005-2008
جرائم العدو لم تعد توفر الأطفال :المقاومة تحوّل سديروت إلى مدينة أشباح
غزة ـ "الانتقاد"
وكأن سديروت أضحت مزارع شبعا فلسطين، فقد اصبحت نقطة الاشتباك والمواجهة الاكثر قربا بين ارادة المقاومة وعقولها وارادة الجيش الصهيوني وامكانياته الهائلة، ويبدو ان نتائج القذائف الصاروخية الفلسطينية المحلية الصنع قد حققت كثيرا من اهدافها باعتبارها الهم الاول من قبل الجيش الصهيوني بعد ان سقطت على سديروت الى الشمال من قطاع غزة عشرات من هذه القذائف، منها ما سقط خلال زيارة كان يقوم بها وزير الحرب الصهيوني عمير بيرتس ورئيس الدولة موشى كتساف في محاولة لرفع معنويات المستوطنين بعد حالة الرعب التي باتت تتحكم في حياتهم.
وسديروت هي مستوطنة صهيونية مقامة على الأراضي المحتلة عام ثمانية وأربعين، وتبعد أكثر من 12 كيلومتراً الى الشمال الشرقي من قطاع غزة، ويسكنها بضعة مئات من الصهاينة، ويوجد فيها ملاجئ باتت تستعمل بشكل كبير، وهو ما لم يتعود عليه هؤلاء المستوطنون سابقا. وقد أصبحت سديروت من الاهداف المفضلة لدى المقاومة الفلسطينية على اختلاف انتماءاتها، فابتداءً كانت هذه الصواريخ لا تصل إلى سديروت، ثم أدخلت عليها تحسينات مكنتها من الوصول إليها. ومن يومها فقد اصبحت هدفا يركز عليه المقاومون باعتبارها مركزا رئيسيا للاستيطان، واحتمال ان تصيب الصواريخ المحلية الصنع اهدافها بسقوطها على اي منشأة من هذه المستوطنة اكبر. وبعد أن صعدت القوات الصهيونية من عمليات الاغتيال بالغارات ضد المقاومين الفلسطينيين في القطاع، وبالاجتياحات في الضفة الغربية كثفت فصائل المقاومة لا سيما سرايا القدس التابعة للجهاد الاسلامي وكتائب الاقصى التابعة لحركة فتح ولجان المقاومة الشعبية الى جانب كتائب ابو علي مصطفى التابعة للجبهة الشعبية وكتائب المقاومة لوطنية التابعة للجبهة الديمقراطية ومجموعات غير مركزية اخرى كثفت من اطلاقها للصواريخ على مختلف الاهداف مركزة على سديروت، ما ادى الى تحولها الى منطقة اشباح نظراً لشل الحياة فيها بفعل تهديد الصواريخ التي لا ترصدها اجهزة الرادارات الصهيونية وتقنياتها الحديثة لأنها صواريخ بدائية، وهو ما دفع بقادة الكيان الى التهديد والتلويح بعمليات موسعة ضد قطاع غزة.
وكان اول هذه العمليات الغارة الصهيونية التي استهدفت اثنين من قادة سرايا القدس الميدانيين الذين لهم علاقة بإطلاق الصواريخ على الاهداف الصهيونية ما ادى الى استشهادهما باحتراق السيارة التي كانا فيها بالكامل، وقد استخدم العدو صواريخ تستعمل للمرة الأولى من قبل الطائرات الصهيونية، وهي صواريخ ذات صوت منخفض جدا لا تتسبب بانفجار قوي، وبحسب شهود عيان فإن صوت الانفجار الناجم عن هذه الصواريخ التي تطلقها طائرات الاستطلاع لا يسمع حتى على بعد خمسين مترا.
الطائرات الصهيونية استمرت باعتداءاتها فقصفت سيارة شمال مدينة غزة كانت تقل اثنين من قادة كتائب الاقصى، ما ادى الى استشهاد اربعة اطفال، اثنان منهم من اسرة واحدة، واصابة ثلاثة عشر اخرين غالبيتهم من الاطفال من عائلة واحدة ايضا، في حين اصيب اعضاء كتائب الاقصى بجراح متوسطة، وبحسب ما قاله قادة الاقصى المستهدفون فإن الصاروخ استهدف مقدمة السيارة، وهذا شكل فرصة امامهما للنجاة بإصابات متوسطة، لكن ذلك اجج من الاجواء في القطاع ولدى الكيان الصهيوني ولم يؤدِّ إلى وقف اطلاق الصواريخ، وقد اعلنت عدة فصائل هي سرايا القدس، وكتائب الاقصى وكتائب المقاومة الوطنية المسؤولية عن اطلاق صواريخ صبيحة هذه الغارة وبعد الحديث عن حشود صهيونية بمحاذاة قطاع غزة والحديث عن عملية موسعة سينفذها الجيش الصهيوني في القطاع.
هذه التطورات سبقها استشهاد اثنين من الفلسطينيين بالقرب من السياج الفاصل بين القطاع والاراضي المحتلة عام 48 بإطلاق القذائف والرشاشات عليهما بحجة انهما اقتربا من السياج لزرع عبوة ناسفة قبالة دير البلح وسط قطاع غزة، هذا بالإضافة الى اغتيال ناشط من كتائب الاقصى في جنين شمال الضفة الغربية بإطلاق النار عليه وهو يقف على بوابة المستشفى في المدينة، ما ادى الى استشهاده على يد قوات خاصة صهيونية توغلت خصوصا لتنفيذ هذه العملية.
إلى ذلك استشهد عضو من كتائب الاقصى في نابلس واصيب اربعة اخرون في اشتباكات مسلحة بين مقاومين والجيش الصهيوني خلال توغل في محافظة نابلس، وهو ليس الاجتياح الاول من نوعه، فقد استمرت الاجتياحات في اكثر من منطقة في الضفة لا سيما جنين ونابلس وبعض القرى المجاورة لطولكرم شمال الضفة بهدف اغتيال او اعتقال الفلسطينيين الذين اعتقل منهم العشرات في عمليات مماثلة.
الانتقاد/ مقالات ـ العدد 1167 ـ 23/6/2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018