ارشيف من : 2005-2008

زلزال سياسي في الاراضي الفلسطينية المحتلة.. حماس الأغلبية ومستقبل الحكومة غامض

زلزال سياسي في الاراضي الفلسطينية المحتلة.. حماس الأغلبية ومستقبل الحكومة غامض

زلزال سياسي أو مفاجأة من العيار الثقيل أحدثتها نتائج الانتخابات التشريعية التي حصدت حماس فيها أكثر من خمسة وسبعين مقعدا من المقاعد الـ132 التي هي مقاعد البرلمان، في حين كانت أكثر التوقعات تفاؤلا أو حتى توقعات حماس نفسها لا تتجاوز نصف مقاعد البرلمان او بالاحرى تقارب ما تحصل عليه فتح، أما بعد النتائج فيبدو أن الخارطة السياسية أعيد رسمها في الاراضي الفلسطينية وبشكل جذري في ضوء هذه النتائج، وربما الى أجل بعيد، وهو ما بدا واضحا حتى على وجوه الناخبين الذين ذهلوا من النتيجة، وبدأوا يحاولون نسج إجابات على تساؤلات كثيرة ومصيرية.‏

وبحسب غالبية المحللين فإن التوقع كان يتجه نحو دخول حماس بقائمتها "الاصلاح والتغيير" الى البرلمان الفلسطيني القادم كقوة كبيرة ذات ثقل ووزن يستطيع ان يمثل الكابح لحالة التفرد التي هيمنت عليه طوال السنوات العشر من عمره، ولعل انعكاسات هذه النتائج من وجهة نظر المحللين تتعدى هذا الحد الى صعد مختلفة، أولها الصعيد الداخلي الذي يرجح المراقبون ان يدخل المجتمع الفلسطيني في ازمة غير معروفة الملامح حتى الان اذا لم يتم تحديد اجابات واضحة وصريحة وقاطعة وسريعة من قبل حماس، لأنه بهذه النتيجة ربما تشعر حماس بأنها لا تحتاج الى اي شريك لتغيير اي ظاهرة او قانون من خلال هذا البرلمان ما يترتب على ذلك مشاكل على الصعيد الداخلي أو الخارجي حيث تراوحت ردود الفعل الدولية حتى الآن بين متحفظ ومستاء وصامت ورافض ومتردد، والاستياء والرفض بَدَوَا واضحين في واشنطن وتل أبيب.‏

فقد كان العالم بأسره من وجهة نظر المحللين مهيأ لتقبل حماس في البرلمان بنسبة لا تتجاوز الاربعين بالمئة وفق كل التحليلات والتوقعات، وليس مهيأ لان تكون القوة الاولى بل وتمتلك اغلبية تمكنها من تمرير اي مشروع تريده عبر البرلمان دون الحاجة الى اي قوة اخرى كبيرة كانت او صغيرة، وهو الامر الذي سيجعل العالم يفكر مليا في كيفية التعامل مع هذا الوضع الجديد والمفاجئ للجميع، فما الذي سيحصل، والى اين تسير الامور وما هي التوقعات؟ الكل هنا لا يملك اجابة ازاء وضع فريد وغير مسبوق.‏

الرئيس الفلسطيني محمود عباس لم يستبعد من قبل امكانية تقديم استقالته في حال سقوط خيار فتح ليفتح المجال أمام الفلسطينيين لاختيار قيادة جديدة، لكن الغموض ظل يحيط بمستقبل الفلسطينيين حتى ان حركة حماس ترفض الحديث عن طبيعة المرحلة القادمة سواء على صعيد امكانية قيامها بتشكيل الحكومة الفلسطينية القادمة بشكل منفرد، وهو ما يسمح به وضعها الجديد في المجلس التشريعي، ام ستلجأ الى حكومة وحدة وطنية، وهل يمكن ان تقبل فتح بذلك.‏

اما المستقلون والفصائل الباقية فهي لم تحظ بنسبة مؤثرة في الانتخابات، بمعنى ان المجتمع الفلسطيني اصبح منقسما بين قطبين هما فتح وحماس بشكل اساسي، وتبقى الأسئلة المطروحة على حماس هي كيفية تعاطيها مع العدو الصهيوني بمسائل كاتفاقات أوسلو والمفاوضات، وما هو موقف حكومة العدو من طاولة تكون حماس هي الطرف المقابل عليها.‏

الأكيد حتى الآن أن آلية التغيير انطلقت مع تقديم رئيس الحكومة الفلسطينية أحمد قريع لاستقالته ودعوته حماس لتشكيل الحكومة، فهل سيحصل هذا الأمر، وأي اتجاه ستسلكه الأوضاع على الساحة الفلسطينية؟‏

غزة ـ عماد عيد‏

اقليميات/ العدد 1146ـ 27 كانون الثاني/ يناير 2006‏

2006-10-30