ارشيف من : 2005-2008
سينايور إسرائيلي متكرر:اغتيالات في الضفة وتهديدات قد تتحول لعمليات استشهادية
غزة ـ الانتقاد
لم تمض سوى أيام قليلة على انتهاء الانتخابات التشريعية الفلسطينية والتي قرر كل الفلسطينيين احترام نتائجها وإعطاء الفرصة الكاملة لحركة حماس لطرح برنامجها السياسي حتى كان الجيش الإسرائيلي يتحرك من جديد لخلط الأوراق مستهدفا هذه المرة أيضا قائد سرايا القدس ـ الجناح العسكري للجهاد الإسلامي في شمال الضفة الغربية وأحد مساعديه.
العملية الإسرائيلية تمت بمشاركة طائرتين وعدة دبابات، إضافة إلى القوات الخاصة التي حاصرت المنزل في جنين طالبة من الشهيد نضال أبو سعدة تسليم نفسه، ولكنه اشتبك معهم واستطاع إيقاع إصابات عديدة في صفوفهم وانتهت المعركة باستشهاد أبو سعدة ومعه مساعده الشهيد احمد طوباسي، وجرى اعتقال أربعة فلسطينيين بينهم صاحب المنزل.
أبو سعدة كان نجا من عدة محاولات اغتيال خلال العام الأخير كان أبرزها منتصف شهر كانون الثاني/ يناير الماضي عندما حاصرت قوة إسرائيلية منزلا كان ينام فيه في بلدة علار قضاء طولكرم، والتي يقطنها الشهيد لكنه تمكن من النجاة واستشهد اثنان من رفاقه.
ووضع أبو سعدة على قائمة المطلوبين بعد استشهاد قائد السرايا في الضفة لؤي السعدي، وأصبح من ابرز المطلوبين لوقوفه وراء عملية الثأر لقائد السرايا، وهو الأمر الذي يطرح عدة تساؤلات حول التهدئة التي انتهت عمليا نهاية العام الماضي إذ جاءت تصريحات قادة الجهاد في غزة لتؤكد أن التهدئة لا تعني إطلاقا القبول بقتل عناصرها في الضفة الغربية أو حتى اعتقالهم.
بل إن الأوامر بتنفيذ عمليات في قلب كيان الاحتلال صدرت بالفعل من خلال تصريحات قائد السرايا في غزة إلى عناصر السرايا بالبحث عن خطة للانتقام دون النظر إلى الحدود الجغرافية للعملية، قاصدا الدخول إلى المدن الإسرائيلية.
أول الردود جاء من قطاع غزة من خلال قيام عناصر سرايا القدس وأفراد من كتائب الاقصى بإطلاق دفعات من القذائف الصاروخية على مستوطنة سديروت التي أصيب احد مستوطنيها، ومدينة المجدل التي أصبحت هدفا مفضلا لصواريخ المقاومة الفلسطينية.
إطلاق الصواريخ وبرغم ما يثيره من قلق في الأوساط الاسرائيلية لكنه لا يصل إلى درجة الخطورة التي تمثلها العمليات الاستشهادية التي تثير ردود فعل غاضبة من قبل الإسرائيليين، وتؤدي إلى تداعيات سياسية خطيرة على مجمل حالة التهدئة، خصوصاً في ظل نجاح الجهاد الإسلامي في تنفيذ عمليات استشهادية خلال عملية التهدئة، بلغ عددها ستاً، كانت جميعها تأتي رداً على الخروقات الإسرائيلية.
اغتيال أبو سعدة ورفيقه لم يكن الاعتداء الوحيد لجيش الاحتلال الذي أطلق النار على من قال انه مسلح فلسطيني لكنه تبين أنه طفلة في العاشرة من عمرها تدعى آية الاسطل ضلت طريقها وقتلها الرصاص الإسرائيلي شرق دير البلح وسط قطاع غزة، وقد استمرت عمليات الاعتقال في الضفة وإغلاق المعابر في قطاع غزة حيث اضطر المزارعون إلى إتلاف إنتاجهم الزراعي لتفاقم الأزمة الاقتصادية بشكل كبير في ظل رفض "إسرائيل" تسليم الضرائب التي جبتها من الفلسطينيين للسلطة الفلسطينية كما هو متفق عليه في محاولة للضغط على الفلسطينيين في أعقاب فوز حركة حماس.
الانتقاد/ مقالات ـ العدد 1147 ـ 3 شباط/ فبراير 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018